كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: عادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل اغتيال إسرائيل القائد العسكري لـ”حزب الله” فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية، بعد تنفيذ الحزب ردّه وقصف مركز للمخابرات العسكرية في ضواحي تل أبيب، دون أن تظهر حتى الساعة أي نتائج فعلية لهذه الضربة، وما إذا كانت ناجحة أم لا، لأن إسرائيل و”حزب الله” لم يُعلنا بعد عن النتيجة.
عاد القصف الروتيني في الجنوب، من خلال استهداف مواقع إسرائيلية عسكرية يقصفها الحزب يومياً، ومن خلال ضرب بنى تحتية عسكرية في جنوب لبنان، ومن غير المفترض أن تتغيّر المشهدية في المرحلة المقبلة على الأقل، ما لم يستجد أي طارئ.
مصدر عسكري سابق يُشير إلى أن التصعيد المرحلي انتهى والاشباك عاد إلى قواعد ما قبل اغتيال شكر، وإسرائيل اليوم منشغلة بالتحضير للرد الإيراني المرتقب الذي على ما يبدو سيحصل لأن مفاوضات الهدنة لا تُبشّر بأي نتائج إيجابية.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يلفت المصدر إلى أن “رد حزب الله أعاد التوازن إلى معادلة الردع مبدئياً، بانتظار الكشف عن نتيجة العملية، وأكّد الرد أن طرفي الصراع، “حزب الله” وإسرائيل، لا يُريدان حرباً شاملة، أقلّه في الوقت الحالي مع انشغال إسرائيل بأكثر من جبهة، وعلى رأسها غزّة”.
لكن المصدر يقول إن “هذه المشهدية لا تعني بأن أسهم توسيع الحرب معدومة، لا بل إن نتنياهو قد يستغل أي ظرف يجده ملائماً لتوسيع الاشتباك بهدف تحقيق مكاسب عسكرية نوعية، لكن هذا الأمر مؤجّل حتى الانتهاء من العمليات الأساسية في غزّة، وهي عمليات مستمرّة وبوتيرة عنيفة”.
إلى ذلك، عاد الرئيس وليد جنبلاط وجدّد التأكيد على مواقفه المبدئية لجهة دعم فلسطين بوجه المجازر الإسرائيلية، مؤيداً مبدأ الكفاح المسلّح في الضفة الغربية لانها غير مستثناة من سياسات التهجير التي تعتمدها إسرائيل، داعياً إلى تحرك عربي إسلامي من أجل وقف الحرب.
وقلّل جنبلاط من أهمية “التفاؤل الأميركي” بنجاح مفاوضات غزّة، وبرأيه، فإن من يريد وقف الحرب عليه أن يوقف توريد السلاح لإسرائيل، معتبراً أن المفاوضات التي تحصل اليوم هي “تفاوض من أجل التفاوض”.
وبالملف الداخلي، دعا جنبلاط من جديد الجميع إلى التسوية وانتخاب رئيس للجمهورية وعدم انتظار نتائج حرب غزّة، لأن الحرب لن تنتهي، ولا أحد يُمكنه أن يقدّم معلومات أو ضمانات بأنها ستنتهي بغضون ثلاثة أو ستة أشهر، مشدداً على أهمية الحوار لحل كافة المسائل العالقة في لبنان.
إذاً، وإن تراجع خطر الحرب الشاملة، إلّا ان حرب الاستنزاف في الجنوب مستمرة ويبدو أنها ستطول كثيراً دون أفق لوقفها، والحرب في غزّة مستمرّة بشناعتها ومجازرها وإجرامها، ما يعني أن المنطقة ستواجه سيناريوهات أشد سوءاً، ما يجب أن يُشكل دافعاً أمام اللبنانيين للتوجه نحو الحوار والتسوية.