المركزية– انتهى امس شهر الانتظار الثقيل ، مع رد حزب الله على اغتيال قائده العسكري فؤد شكر نهاية تموز الماضي. شهر أرعب نصف اللبنانيين، باعتبار ان نصفا آخر لم يعد مؤمنا بالحرب وجدواها ولا بـ”فزّاعة” الحرب الشاملة التي “هشّلت” المغتربين وأعدمت اقتصاد لبنان وسياحته في موسم الصيف الذي كان واعداً ولم يعد.النصف هذا بات على يقين ان “مسرحية” تدور بين المتصارعين تُدرَس خطواتها ويُنسق اطلاق صواريخها وتُحدد امكنة غاراتها على يدّ مخرج يدير اللاعبين على مسرح المواجهات “والعترة عاللي بروح”.
ردَّ الحزب بصواريخه الـ350 على الاغتيال، فأطل امينه العام السيد حسن نصرالله وطمأن اللبنانيين القلقين “استريحوا وعودوا الى منازلكم واعمالكم”، ولكن اي منازل هذه وقد تدمر معظمها في الجنوب، واي اعمال تلك التي تجمدت منذ قرر الحزب فتح جبهة اسناد غزة، واي اشغال بعدما وضع البلاد كلها على فوهة بركان، فلم تعد تعمل سوى اعصابهم القلقة وتشتغل سوى قلوبهم المتحسرة على وطن لم يتمكن ابناؤه المُهَجرين قسراً من زيارته وشبابه المغترب من رؤية امهات واباء انتظروا عطلة الصيف لمعانقة اولادهم فحُرموا منها؟
ووسط شكوك برد ايراني على اغتيال اسماعيل هنية، وغداة رد الحزب وموقف امينه العام الذي اعلن فيه ان يمكن للبنانيين الآن اي يرتاحوا، ما يدل على طيه صفحة التصعيد الميداني، اتجهت الانظار الى استحقاق التجديد لليونيفيل.
التجديد لليونيفيل: اليوم، افيد ان فرنسا قدمت الصيغة النهائية لقرار التجديد لليونيفيل، خلال الساعات المقبلة على أن توضع باللون الازرق وتقرّ الخميس من دون تعديلات جوهرية مبدئياً. اما في الداخل، فاجتمع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب مع سفراء فرنسا، الصين، إسبانيا، وايطاليا والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة، وذلك في إطار متابعته الحثيثة لمسار التمديد لليونيفيل، التي تنتهي ولايتها نهاية شهر آب الجاري، وعرض معهم المفاوضات الجارية حاليا في مجلس الأمن بشأن التمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان لسنة أخرى. وكان الوزير بو حبيب ناقش أيضا في اتصال هاتفي مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان آخر مستجدات تمديد ولاية اليونيفيل. وأعاد الوزير بو حبيب تأكيد موقف لبنان” الثابت للتمديد لليونيفيل لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد”. كما استقبل وزير الخارجية سفيرة قبرص لدى لبنان وتم عرض التطورات الأمنية في لبنان والمنطقة، والمساعي الجارية للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة، إضافة الى مسألة التمديد لقوات اليونيفيل.
بوريل يؤيد: ايضا، وفي حين أعتبر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن “التصعيد في لبنان مقلق للغاية”، مؤكدًا على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في غزة، تلقى بو حبيب اتصالا هاتفيا من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عرضا خلاله التطورات الميدانية في جنوب لبنان والمنطقة. وأعرب بوريل عن تأييده لموقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١. وأسف الوزير بو حبيب وبوريل لعدم تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة، والتي عقدت في القاهرة بعد الجولة الأولى في الدوحة. وأكدا أهمية استمرار الجهود والمساعي لايقاف اطلاق النار في غزة باعتباره المدخل الأساس لوضع حد للتصعيد الدائر في المنطقة وتجنيبها حربا شاملة. وشدد الوزير بو حبيب على ضرورة أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطا على إسرائيل لتوقف عدوانها المستمر على لبنان وتلتزم بتنفيذ القرار ١٧٠١.
بري: من جهته، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري ايضا تطورات الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية والامنية خلال لقائه وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم.
في الميدان: في الميدان، استهدفت مسيّرة اسرائيلية بصاروخين سيارة رباعية الدفع من نوع هوندا CR-V عند اوتوستراد الشمّاع، بين حارة صيدا وعبرا، بعد الظهر . واشارت المعلومات الى ان لا اصابات في الغارة الاسرائيلية اذ ان المستهدف نجا قبل حدوث الضربة وهو القيادي في حماس نضال حليحل.
على الحدود، استهدفت غارات إسرائيلية بلدتي علما الشعب و طيرحرفا والمنطقة الواقعة بين الطيبة والعديسة وبلدة كفركلا. ونفذت مسيرة غارة على بلدة حانين. ايضا، خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت فوق مختلف الاراضي اللبنانية.
حزب الله: في المقابل، اعلن حزب الله “استهداف التجهيزات التجسسية في موقع راميا بمحلقة إنقضاضية والاصابة مباشرة”.
المرفأ: على صعيد آخر، دعا البابا فرنسيس إلى “الحقيقة والعدالة” في ما يتعلق بالانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت قبل أربع سنوات وأدى إلى مقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة أكثر من 6500 آخرين. وقال خلال استقباله أفرادا من عائلات الضحايا: “معكم أطالب بالحقيقة والعدالة اللتين لم تتحققا بعد، الحقيقة والعدالة. كلنا نعلم أن الموضوع معقد وشائك، وأن قوى ومصالح متضاربة تؤثر عليها”.
الموازنة: ماليا، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وزير المالية يوسف الخليل الذي قال بعد اللقاء “عرضت لسماحته للوضع الاقتصادي والمالي الذي بدأ يشق طريقه نحو الخروج من الأزمة والعودة الى الانتظام المالي الذي يستدعي من كل المؤسسات الدستورية التكامل في مجالي الإجراءات الحكومية والتشريعية. ويهمني ان أؤكد اننا ومن خلال التزامنا المواعيد الدستورية لإنجاز مشروع الموازنة قبل نهاية آب الحالي، فإننا اليوم نؤكد على هذا الالتزام بحيث ستكون موازنة ٢٠٢٥ أمام مجلس الوزراء في الأيام القليلة المقبلة بعدما بلغنا مرحلة وضع اللمسات الاخيرة عليها”.
تشييع الحص: الى ذلك، ودّع لبنان الرئيس سليم الحص، الذي وافته المنيّة عن 95 عاماً امس ، بعد مسيرة زاخرة بالخبرة السياسية والاقتصادية وسيرة ملازمة للوطنية والاستقامة والإصلاح. مثّل الرئيس الراحل “ضمير” لبنان، والشخصية العابرة للسياسة بمعناها اللبناني الضيق، الواضحة في انتمائها، الفذّة التي اجتمعت على احترامها وثقتها ورجاحة عقلها شريحة من كبار السياسيين في الداخل والخارج.
وأقامت الحكومة اللبنانية مأتما رسميا للرئيس الحص، ونقل الجثمان مجللا بالعلم اللبناني ومحمولا على عربة مدفع، بمواكبة من قوى الأمن الداخلي في موكب انطلق من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الى مسجد مقام الإمام الأوزاعي، وأقيمت مراسم التشييع في باحة المسجد عند وصول الجثمان، حيث أدت كتيبة من قوى الأمن الداخلي التحية للفقيد وعزفت موسيقى لحن الموتى، ثم أم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان المصلين على جثمان الفقيد في المسجد في حضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وممثل رئيس مجلس النواب النائب محمد خواجة والرؤساء فؤاد السنيورة وحسان دياب وممثل عن الرئيس تمام سلام الوزير السابق محمد المشنوق وممثل عن الرئيس سعد الحريري النائب السابق محمد الحجار ووزراء ونواب حاليين وسابقين وممثل عن الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية وسفراء وشخصيات ووري الثَّرى في مدافن العائلة في جوار مقام الإمام الأوزاعي ووضعت أكاليل من الزهور على الضريح من العديد من الشخصيات.وتقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وابنته وداد وحفيده سليم رحال وآل الفقيد التعازي من الرسميين والشخصيات في باحة المسجد.