أخبار عاجلة

تصعيد خطير على كافة الجبهات… هل اقترب «الإنفجار الكبير»؟

كتبت صحيفة “الديار”: الدولة “المتسولة” تغرق البلاد في العتمة، وتنتظر وصول هبات الفيول لتمنح شعبها 4 ساعات من الكهرباء. وزير الطاقة وليد فياض قدم كالعادة مطالعة “فلسفية” للتبرير، لا “تثمن ولا تغني عن جوع”. وفي خطوة لن تصل الى اي نتيجة، كانت مطالبة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من التفتيش المركزي التحقيق في الاسباب، متهما مجلس ادارة كهرباء لبنان بالمسؤولية عن التقصير في ازمة كان يمكن تفاديها!
والخلاصة، فشل يجتر الفشل، ودجل يجتر دجل، في مزرعة يحكمها “صغار” غير قادرين على حل مشكلة لم تعد مشكلة في دول العالم العاشر، فيما البلاد تعيش على خط زلزال اقليمي لا احد يعرف حجم قوته، بعدما حول رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو المفاوضات حول وقف العدوان على غزة الى “طبخة بحص”، وباتت المعادلة اليوم اما صفقة الآن او الانفجار الكبير في المنطقة، وذلك على وقع تصعيد على الجبهة اللبنانية، حيث تجاوزت قوات الاحتلال “خطوطا حمراء” جديدة مساء امس، باستهدافها مواقع زعمت انها مخازن اسلحة قرب بعلبك وفي محيط بلدات قصرنبا وبدنايل ورياق في البقاع، بعدما نجح حزب الله في منع تسلل بري لقوات الاحتلال، هو الاخطر منذ بداية المواجهات قبل نحو 10 اشهر، وشن هجوما ناجحا بمسيرات انقضاضية، ادى الى قتلى وجرحى بين ضباط وجنود الاحتلال، وقد علق الاعلام “الاسرائيلي” على الهجوم بالقول يبدو ان حزب الله “نهض غاضبا”.
الانفجار الكبير
وبانتظار رد المقاومة على هذا الاعتداء الجوي، ومع عودة الاجواء التشاؤمية حول وقف النار في غزة، عادت المخاوف من انفجار كبير في المنطقة، في ظل توقعات باقتراب رد طهران وحزب الله على عمليتي الاغتيال في طهران والضاحية الجنوبية، بعدما ثبت ان واشنطن “تشتري الوقت”.
وقد انعكست هذه الاجواء على لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري والسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، الذي عبر عن مخاوفه من تطورات خطيرة قد يصعب السيطرة عليها، مطالبا بضرورة “ضبط النفس” من جهة حزب الله ، لان النيات “الاسرائيلية” لا تبدو واضحة، لكنها لا تبدو مطمئنة.
ووفقا لمصادر مطلعة، كرر بري تأكيده ان الضغوط يجب ان تمارس على “اسرائيل”، كي لا تورط حلفائها والمنطقة في حرب قد يبدأها نتانياهو، لكنه لن يكتب ابدا نهايتها.
“العد العكسي” للرد؟
وفي هذا السياق، نقل مسؤول لبناني عن مصدر ديبلوماسي غربي ان بلاده باتت مقتنعة بان “العد العكسي” للرد من قبل حزب الله وطهران على “اسرائيل” قد بدأ، بعد ان منحا الوقت الكافي لمسار التفاوض حول غزة. وهذا يعني ان المنطقة ستكون امام احداث خطيرة للغاية، حتى لو لم يعلن الفشل بشكل واضح وصريح.
فاذا انتهت جولة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن دون نتائج واضحة، او انتهت جولة المحادثات في القاهرة الى نتائج ملتبسة، فان التوقعات بان لا يقبل الطرف الآخر بالمزيد من الوعود غير الملموسة بحصول تقدم يوقف النار في القطاع.
الانتظار الاسوأ..”والهلوسة”
وفي هذا السياق، أكدت وسائل إعلام “إسرائيلية” أن “الانتظار اسوأ من اي شيء آخر، فتهديدات حزب الله والانتظار الذي لا ينتهي للرد الإيراني، يمكن أن يُفقد المستوطنين صوابهم”، مضيفةً “نحن لا نحتمل عدم اليقين، ومعرفة أننا سنتعرض لصدمة كهربائية أقل سوءاً من عدم معرفتنا بما سيحدث”.
ورأت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “التقديرات تشير إلى أن حزب الله سيهاجم، وأنه ينتظر فقط الوقت المناسب”. وأشارت إلى “أنه بالإضافة إلى القلق على مصير الأسرى “الإسرائيليين” في قطاع غزة، ورغبة المستوطنين في العودة إلى مستوطناتهم التي أخرجوا منها، فإنّ “إسرائيل” في انتظارها للرد تواجه واقعاً غير منطقي يصل إلى حدود الهلوسة.
عمليات اغتيال
وأكدت “يديعوت أحرونوت” أنه “إذا كان هناك شيء أسوأ من الكارثة، فهو انتظار حدوثها، وعدم اليقين بشأن متى وكيف وبأي شدة ستحدث”، لافتةً إلى “أنّ الانتظار في حالة من عدم اليقين هو وقود القلق”. وختمت الصحيفة بالتأكيد أنّ “إسرائيل” تعيش منذ الـ7 من تشرين الأول 2023  “واقعاً مجنوناً لا يمكن السيطرة عليه”، مضيفةً “نحتاج أيضاً إلى التحقيق في ما حدث لأرواحنا في مثل هذا الواقع غير المحتمل”.
وأكدت الصحيفة “أنّ مسؤولين أمنيين كبارا حذّروا في اجتماع “الكابينت” السياسي – الأمني، الذي عُقد يوم الخميس الماضي، من ان انتقام إيران أو حزب الله ليس لزاماً أن يتضمن هجوماً صاروخياً وهجمات بطائرات مسيّرة، بل أيضًا محاولات اغتيال وزراء وأعضاء “كنيست”، وضباط كبار في “الجيش الإسرائيلي”، ومسؤولين سابقين في “الموساد” و”الشاباك”.
رفع درجة الاستنفار
وعلى هذا الأساس، رفع جهاز الأمن العام “الإسرائيلي – الشاباك” درجة استنفاره، وأصدر في الوقت نفسه تعليمات صارمة لجميع الهيئات ذات الصلة بـ”زيادة اليقظة” لدى الشخصيات المهددة، مشيراً إلى “أنّ التقدير هو أن استهداف مسؤول “إسرائيلي” سيعدّ إنجازاً كبيراً”.
وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة “الإسرائيلية” ذاتها عن مصادر خاصة بها في الجهاز الأمني، تشاؤمها بنتيجة الاتصالات الجارية في الدوحة والقاهرة، وتأكيدها على ضرورة السعي للتوصل إلى اتفاق، متسائلةً “إلى متى يمكن إبقاء مستوطني الشمال خارج منازلهم”؟
مفاوضات استعراضية
وقد عممت وسائل الاعلام “الاسرائيلية” اجواء تشاؤمية، وقالت صحيفة “يديعوت احرنوت” ان “القمة التي يزمع عقدها في نهاية الأسبوع، مع طاقم المفاوضات “الإسرائيلي” ومندوبي الوسطاء، كفيلة بأن تلغى أو تؤجل أو تجرى لأغراض استعراضية فقط. التفاؤل الذي نشأ عن تقارير وسائل الإعلام الأجنبية في الأيام الأخيرة كان مناورة إعلامية”.
وبدورها، حذرت صحيفة “معاريف” من مقاربات نتانياهو “غير الواقعية”، واشارت الى ان “القتال على مدى قرابة سنة يسحق الجيش “الإسرائيلي” والمجتمع “الإسرائيلي”، والاقتصاد، وأطفال “إسرائيل”، وجنود الاحتياط وغيره وغيره”.
نقاط ضعف “اسرائيلية”
وقالت “معاريف” انه على رئيس الوزراء أن يفحص تحليل دولة “إسرائيل” يومياً: أهلية قوات المدرعات وطائرات سلاح الجو التي تقاتل باستمرار طوال سنة كاملة وبقوى عالية، وعليه أن يفحص مناعة رجال الاحتياط الذين استدعوا حتى الآن لجولة ثالثة، ويفحص مدى تراجع الاقتصاد ، ووضع المجتمع ، ولا يعتمد على استطلاعات الرأي العام وحدها، كم مقعداً يحصل عليه في مواجهة غانتس أو ولبيد أو بينيت، بل كم عائلة احتياط فتحت ملفات طلاق في “الحاخامية”، وكم واحداً أفلس، وما مدى الجريمة في الشوارع؟
تشاؤم على الأرض
ووفقا لصحيفة “هارتس” فان الولايات المتحدة التي تواصل دعم “إسرائيل” بكل المستويات، “لا تبدو معنية بإجبار نتنياهو على وقف الحرب لحسابات سياسية وانتخابية داخلية وخارجية، ما يُمَكِّن الأخير من مواصلة الاستخفاف بالرئيس بايدن، الذي تميل شمسه للمغيب واستغلاله. ومن غير المستبعد أن البيت الأبيض يدرك أن نتنياهو يواصل تعطيل مساعي الصفقة لكسب الوقت و”تبريد” إيران وحزب الله، على أمل منعهما من الضربة الثأرية، علاوة على الرغبة بتمرير المؤتمر الديموقراطي دون ضجة واحتجاجات واسعة من قبل التقدميين والمناهضين للحرب، وذلك من خلال إشاعة أجواء من التفاؤل الكاذب”.
وهذا الواقع المزيف دفع مصدراً أمنياً كبيراً للقول “إن هذه التسريبات الكاذبة عن تقدّم في المداولات جريمة بحق عائلات المخطوفين”.
تصعيد ميداني على كافة الجبهات
وقد شهد الميدان على كافة الجبهات تطورات نوعية بالامس، بدأت فجرا مع صد المقاومة لمحاولة جنود الاحتلال التسلسل برا، ثم بهجوم غير تقليدي بالمسيرات الانقضاضية على ثكنة “يعرا”، حيث اقر العدو بمقتل ضابط واصابة 6 آخرين بينهم ضابط جروحه خطيرة.
اما على الجبهة في فلسطين المحتلة، فقد اعلن قائد شرطة “تل أبيب” انه اغرق المدينة بقوات الأمن، لا سيما في المراكز المزدحمة بعد تفجير امس الاول، حيث تبنت حركة حماس وسرايا القدس العملية، واعلنا العودة الى زمن العمليات الاستشهادية ردا على الابادة الجماعية في غزة.
ما اهداف التسلل الفاشل؟
وكانت مجموعة من  مقاتلي حزب الله قد منعت محاولة تسلل مجموعة من الجنود “الاسرائيليين” الى حرش حدب عيتا، واشار بيان للمقاومة انه بعد مراقبة ومتابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وعند رصد تسلل مجموعة من جنوده إلى حرش حدب عيتا، تصدى لهم المقاومون واستهدفوهم بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية، ما أجبرهم على التراجع وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة.
ووفقا لمصادر مطلعة، فان ما قامت به قوات الاحتلال كانت اكبر من “جس نبض” ميداني لاختبار قدرات حزب الله بريا، او محاولة لايجاد ثغرات محددة يمكن الدخول منها، بل كانت القوة في مهمة محددة خلف خطوط المقاومة، لاحداث خرق امني معين تم افشاله في مهده. وقد اثبت المقاومون انهم على جهوزية عالية على مسافة “صفر” من الحدود.
هجوم نوعي بالمسيرات
وفي وقت لاحق، شن حزب الله هجمات جوية بالمسيرات والصواريخ ضد مقرات قيادية ومواقع عسكرية “إسرائيلية”، كان ابرزها هجوماً جويا متزامناً بأسراب من المسيرات الانقضاضية على ثكنة “يعرا” ‏(مقر قيادة اللواء الغربي 300) وقاعدة “سنط جين” (قاعدة لوجستية تابعة لقيادة المنطقة الشمالية)، وقد استهدف الهجوم ‏أماكن تموضع واستقرار الضباط والجنود، وأصابت أهدافها بدقة وأوقعت فيهم عدداً من ‏القتلى والجرحى. وقد وصفت وسائل الاعلام “الاسرائيلية” الهجوم “بالقاسي”.
الحادث خطير للغاية
ولفت بيان المقاومة إلى أن الهجوم جاء رداً على ‏الاعتداء والاغتيال، الذي نفذه العدو الإسرائيلي في منطقة قدموس في صور يوم السبت الماضي. واقر العدو بمقتل ضابط واصابة 6 آخرين احدهم بجروح خطيرة، فيما أشار موقع “والا” ان “الحادث خطير للغاية، وكان جزءا من هجوم واسع النطاق على الشمال، تم خلاله إطلاق صفارات الإنذار المتواصلة منذ ساعات الصباح الباكر في الجليل الغربي، والجليل الأعلى”.
ونعى حزب الله الشهيد على طريق القدس عباس بديع ملحم “جهاد” مواليد عام 1990 من بلدة مجدل سلم في جنوب لبنان”. وكذلك نعى الشهيد المجاهد على طريق القدس محمد علي حسن قدوح “أمير” مواليد عام 2005 من بلدة الغندورية في جنوب لبنان.
الاعتداءات “الاسرائيلية”
وفي الاعتداءات ايضا، شن الطيران المعادي غارة استهدفت منزلاً في الساحة العامة لبلدة طيرحرفا في القطاع الغربي من قضاء صور. وألقى جيش الاحتلال قذائف فوسفورية على منطقة تل نحاس، مما أدى إلى اندلاع حريق قرب مركز قوة “اليونيفيل”. وتعرض وادي حامول اطراف الناقورة في القطاع الغربي لقصف مدفعي. كما خرق الطيران الحربي جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وضواحيها وكسروان، وصولا الى صيدا ومنطقة جزين وعلى علو منخفض.
“ابريق زيت” الكهرباء
داخليا، الحكومة مشغولة بالبحث عن الفيول التائه بين بغداد والجزائر، والكهرباء منعدمة الوجود، اما الجديد فتوجيه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كتابا للتفتيش المركزي لاجراء تحقيق في اسباب إنقطاع التيار، محملا مجلس ادارة كهرباء لبنان مسؤولية ازمة كان يمكن تجنبها.
وفي الانتظار عاد وزير الطاقة وليد فياض الى سياسة التبرير والترقيع، والامل يبقى في”التسول” من الدول الشقيقة والصديقة لتمن على البلاد ببعض من الفيول والغاز.
العراق ملتزم بتعهداته
وفي السياق، اجتمع ميقاتي مع فياض الذي سيلتقيه اليوم مجددا، واشار وزير الطاقة الى انه جرى تأمين الديزل من منشآت النفط، حيث كان هناك بعض العرقلة على مستوى الإدارة، بسبب عدم وجود صلاحية لاتخاذ القرار. وقال فياض انه في موضوع تجديد الالتزام العراقي، فإن العراق قيادة وشعبا يؤكد وقوفه الى جانب لبنان، وإعادة التزامهم بتزويد لبنان بمادة زيت الوقود الثقيل وتمديد الاتفاقية وتجديدها، كذلك التزام بزيادة الكميات خلال هذا الشهر، ليصبح 125 الف طن بدلا من 100 الف طن ، ويفترض تحميلها من العراق في السادس والعشرين من الشهر الحالي.
من جهته، نفى المتحدث الرسميّ باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، ما يشاع عن توقف العراق عن تزويد لبنان بالوقود. وأوضح أنّ التأخير حصل لأسباب فنية ولوجستية تتعلق بالنقل والشحن، وأكد أنّ الشحنة الجديدة ستحمل خلال الايام المقبلة.
الجزائر لن تترك لبنان
بدوره، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، سفير الجزائر لدى لبنان رشيد بلباقي الذي اكد أن دعم بلاده للبنان كامل ومطلق، وأن قرار الرئيس تبون تزويد لبنان بالفيول في ظل الظروف الخاصة التي يمرّ بها أمر طبيعي، مجددا الإشارة الى ما سبق وأكده الرئيس الجزائري من أن الجزائر لن تترك لبنان لوحده.
ازمة مياه؟
من جانبه، أكّد المدير العام لمؤسسة المياه في بيروت وجبل لبنان جان جبران أن تزويد المياه يتأثر في انقطاع الكهرباء، وخاصةً المحطات المباشرة التي تنقل المياه عبر خط ساخن.
وعن المناطق التي تأثّرت بشكل مباشر بانقطاع الكهرباء، أعلن جبران ان بيروت الكبرى هي الأكثر تأثرا، لأنها تتزود بالمياه من محطة ضبية التي تحصل على التيار الكهربائي عبر خط ساخن مباشرة من شركة الكهرباء..