في الوقت الضائع بانتظار نتائج آخر محاولات التوصل إلى اتفاق على إنهاء الحرب على غزة، وبالتالي ما ستقوم به الولايات المتحدة عبر المبعوث الرئاسي عاموس هوكشتين للوصول الى اتفاق بين لبنان وإسرائيل، تشير الوقائع منذ أسابيع إلى حركة سياسية ناشطة، ولكن من دون أيّ مفاعيل.
وما إن غادر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بيروت، حاملاً خيبته معه، حتى أُعلِن عن توجّه رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، للقيام بجولةٍ خلال هذا الأسبوع تشمل رؤساء الأحزاب والكتل النيابية، لإعادة طرح الملف الرئاسي من باب العودة إلى الحوار أو التشاور للتوصل إلى نقاط مشتركة. فيما يتقاطع أطراف الوسط السياسي المنقسم على التشاؤم حيال أيّ نتائج قد تسفر عنها مبادرة اللقاء الديموقراطي التي «ستكون شبيهة بتلك التي قام بها تكتّل الاعتدال ولم تصِل إلى نتيجة».
ويعود هذا التشاؤم إلى حصيلة جولات المشاورات التي قام بها «الاعتدال» ثم لودريان، وما بينهما من اجتماعات اللجنة «الخماسية» مع القوى السياسية، إذ بات الاقتناع سائداً بعدم إمكانية التوصل الى توافق على الانتخابات الرئاسية، وحتى على الوجهة السياسية التي سيسلكها الوضع عموماً في ضوء الأحداث في غزة والمنطقة.
وفي مرحلة الانتظار هذه، قالت مصادر مطّلعة إن «فكرة المبادرة انطلقت بعدما طلب لودريان خلال لقائه الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط العمل على المساعدة لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية من منطلق الموقع الوسط الذي يأخذه في الملف السياسي الداخلي»، علماً أن المتداول اليوم في بعض الكواليس السياسية أن «جنبلاط كان أوّل الناصحين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم زيارة لبنان (كانت الفكرة مطروحة قبل مجيء لودريان) بما أن لا معطيات أو وقائع من شأنها أن تعينه في مهمته، إن كان على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وهو جوّ سمعه جنبلاط خلال زيارته الدوحة منذ أسبوعين. وبالمعنى العملي، فإن تخفيض حظوظ المبادرة يبدو منطقياً».
وقالت مصادر مطّلعة إن المبادرة لا تحمِل طروحات محددة بقدر ما هي عناوين عامة تؤكّد على الحوار والتشاور بينَ جميع الأفرقاء، بعدما طوِيت احتمالات عقد حوار جامع في مجلس النواب.