كتب داني حداد في موقع mtv:
دخل صيف الديمان في مرحلة العدّ العكسي. بات بارداً ليلاً، أمّا في ساعات النهار فـ “انكسر سمّ” حرارته، قبل أن يصبح خريفيّاً أكثر بعد عيد الصليب في الرابع عشر من أيلول. يرتبط المناخ، خصوصاً لدى مسيحيّي القرى، بالأعياد الدينيّة. أمّا مناخ السياسة فيرتبط في لبنان بالصراعات، التي تبدأ بمخاتير القرى لتنتهي بالمحاور الدوليّة.
يزور الديمان ظهر اليوم أربعة نوّابٍ. هو ليس موعداً كسائر مواعيد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. فالنوّاب الأربعة الياس بو صعب، ابراهيم كنعان، سيمون أبي رميا وألان عون يدشّنون نشاطهم، خارج الإطار التنظيمي للتيّار الوطني الحر، بزيارة الراعي وفي ذلك أكثر من دلالةٍ أرادوها لهذه الزيارة.
هم يعلنون أنّهم ليسوا عند أحد. لا ارتموا في أحضان الشرق ولا التحقوا بالغرب. هي التهمة التي حاولت قيادة التيّار الوطني الحر إلصاقها بهم. هم يعلنون، من خلال الزيارة، أنّهم في الخطّ السيادي والوطني الذي تجسّده بكركي.
وهم يؤيّدون إنشاء تحالفٍ وطنيّ عابر للمناطق والطوائف، هدفه الأساس الوصول الى حلٍّ لأزمة الرئاسة، المدخل برأيهم الى سائر الحلول. لا يُتوّج الحلّ بالرئاسة، بل يبدأ عندها. هي حجر الزاوية التي يُبنى عليها البلد ويُعاد تشكيل المؤسّسات.
وتشير المعلومات الى أنّه تجري اتصالات لترجمة هذه الأهداف من خلال إطارٍ تشاوريّ عنوانه الأوّل الانتخابات الرئاسيّة، بالتزامن مع امكانيّة إطلاق كتلة نيابيّة تضمّهم مع نوّابٍ مستقلّين بدأ التواصل معهم.
ويبدو واضحاً أنّ النوّاب الأربعة لا يرغبون بأن يخطوا خطوةً ناقصة، ولذلك هم يتشاورون حول التفاصيل كافّةً ويدرسون خطواتهم، وهم اجتمعوا صباح أول من أمس الثلاثاء تحضيراً للخطوات اللاحقة، بدءاً من زيارة الديمان التي أرادوها خارج أيّ جولةٍ قد يقومون بها، بهدف إعطاء البطريركيّة المارونيّة حقّها وأهميّتها، ليُبحث لاحقاً في الخطوات المقبلة…
كما تبدو زيارة الديمان بمثابة بدء طيّ صفحة الخروج من “التيّار”، وهي مرحلة شهدت حملاتٍ عليهم، مباشرةً عبر بيانات وفيديوهات صادرة عن قيادة “التيّار” أو عبر تسريباتٍ هدفها تشويه صورتهم.
لذا، من المتوقع أن يؤكد النوّاب الأربعة على ما سبق أن أعلنه كنعان عند زيارته الأخيرة إلى الديمان: “الوطن أكبر من الحزب ومصلحته فوق كلّ الاعتبارات”.
وستكون الفرصة متاحة أمام النوّاب الأربعة للخروج إلى رحاب الوطن، بعد أن أسرهم الحزب، بتحالفاته وتسوياته وخصوماته ومواقفه وتناقضاته وصراعاته الداخليّة…
وسيبدأ المشوار، اليوم، ببركةٍ بطريركيّة.