كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
غيّرت عمليّة “طوفان الأقصى” المنطقة، ورغم أنّ حرب غزّة مُستمرّة، إلا أنّ التّركيز الدّوليّ ينصبّ على التّوصّل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النّار، وإنهاء الحرب، وسيناريو اليوم التّالي. من هنا، فإنّ لبنان، بكلّ تأكيد، من الدّول المعنيّة مباشرةً بهذا الأمر، لا سيّما وأنّ على الأراضي اللّبنانيّة، مخيّمات فلسطينيّة، فيها فصائل مُسلّحة عدّة. فهل تؤدّي التّسوية في غزّة إلى مواجهات فلسطينيّة – فلسطينيّة داخل المخيّمات؟
يؤكّد الصّحافيّ والكاتب السّياسيّ داود رمّال أنّ هناك خطراً وخشيةً من أن تؤدّي التّسوية في غزّة إلى مواجهات في مخيّمات لبنان.
ويُشدّد، في حديث لموقع mtv، على أنّ “على القيادات اللّبنانيّة، وتحديداً الحكومة و”حزب الله”، أن تتنبّه لهذا الأمر، بحيث قد تلجأ “حماس” إلى أن تجعل البديل عن غزّة، السّيطرة على 12 مخيّماً فلسطينيّاً في لبنان”، لافتاً إلى أنّ طهذه المسألة جدّيّة جداً وتحتاج إلى قرار لبنانيّ – فلسطينيّ”.
ويعتبر رمّال أنّ “هناك مسؤوليّة مباشرة على “حزب الله” لمنع أن تتحوّل المخيّمات الفلسطينيّة إلى بؤرة اقتتال”، ويرى أنّ “هذا الاقتتال سيؤثّر على بيئة “حزب الله” لأنّ المخيّمات الأساسيّة موجودة على الخطوط الرّئيسة المؤدّية إلى مناطق نفوذ “الحزب”، بدءاً من صبرا وشاتيلا، إلى مخيّم البرج، ومخيّم عين الحلوة، وصولاً إلى مخيّمات صور والبقاع وبعلبك، وبالتّالي، عندما تتحوّل هذه المخيّمات الى بؤرة اقتتال فإنّ البيئة الشّيعيّة ستكون الأكثر تضرّراً، لذلك، تقع المسؤوليّة الأساسيّة على “الحزب”، حليف “حماس”، كي لا تفتعل الأخيرة مشاكل في المخيّمات تعويضاً عن غزّة”.
هل من مخاوف من انتقال قيادات “حماس” إلى لبنان؟ يقول رمّال: “بلدنا لم يعد يحتمل الضّغط الأمنيّ الكبير”، مشيراً إلى أنّ “كلّ مسؤول من “حماس” يحضر إلى لبنان، هو مشروع كي يتعرّض لعمل أمني إسرائيليّ، وبالتّالي، القيادات الموجودة في لبنان تشكّل خطراً على الأمن اللّبنانيّ، فإسرائيل تتّخذ من هذا الأمر ذريعة، وهي التي لا تحتاج إلى ذريعة، لتنفيذ عمليّات لها في عمق الدّاخل اللّبناني، مثل عمليّة اغتيال القياديّ في حركة “حماس” صالح العاروري في الضّاحية الجنوبيّة”.
ويختم رمّال، داعياً الحكومة اللّبنانيّة إلى تفعيل تنسيقها مع الجهة الفلسطينيّة الأمنيّة، أي مع السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، ومع سفارة فلسطين، من أجل حصر أي توتّر، إذا حصل، “لأنّه لا يمكن للدّولة اللبنانيّة أن تتعاطى بازدواجيّة مع التّمثيل الفلسطينيّ في لبنان”.