كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: تتفاقم جرائم العدو الإسرائيلي، بالتزامن مع استمرار حربه المدمرة على الفلسطينيين، مستهدفاً هذه المرّة مدينة جنين والمخيم التابع للاجئين بالقرب منها في الضفة الغربية، موقعاً عشرات الشهداء، وسط محاصرة المستشفيات ومنع الطواقم الطبية من القيام بعملها ومعالجة الجرحى.
ويأتي العدوان على الضفة ليفضح النوايا الإسرائيلية الخبيثة، التي سبق للرئيس وليد جنبلاط أن حذّر منها منذ بداية الحرب على غزة، منبّهاً من أن الحرب لن تقف عند حدود القطاع وهناك مخطط لاستهداف الضفة وأهلها.
أمّا في جنوب لبنان، فالتصعيد سيّد الموقف، بحيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية “بيك أب” على الطريق الدولية بعلبك – حمص، ما أدّى إلى إصابة شخص بجروح طفيفة، فيما شهدت القرى الحدودية قصفاً بالقذائف الفوسفورية.
وسط هذا الجو المشحون، تخوفت مصادر أمنية من انتقال الحرب من غزة إلى الضفة الغربية، ضمن خطة مبرمجة لتدمير البنى التحتية فيها ومساواتها لما هو قائم في غزة وإلغاء ما يسمى بالدولة الفلسطينية، مستغربةً في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية توقيت الهجوم على الضفة، تزامناً مع استئناف المفاوضات في الدوحة لتذليل العقبات.
المصادر أفادت أن نقطة الإختلاف في المفاوضات ما زالت تتمحور حول المعابر التي تصرّ إسرائيل على عدم التخلي عنها، وهي تأتي ضمن خطة نتنياهو لوضع العراقيل وعدم الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار.
توازياً، سجل مجلس الأمن الدولي نقطة إيجابية لصالح لبنان من خلال التصويت على التمديد لقوات حفظ السلام العاملة في لبنان “اليونيفيل” لمدة 12 شهراً.
وتعليقاً على التمديد لليونيفيل، اعتبرت المصادر أنّه مؤشر إيجابي يساعد على تنفيذ القرار 1701 ووقف الحرب وعودة النازحين إلى قراهم.
في السياق، لا تزال الفرضيات حول الرد الإيراني على إسرائيل تأخذ حيّزاً كبيراً من الاهتمام، خاصةً بعد أن توقّع رئيس الأركان الأميركي الجنرال تشارلز براون الموجود في المنطقة أن يكون الرد قريباً جداً، مشيراً إلى أن قواته الموجودة في المتوسط جاهزة للتصدي لأي هجوم يستهدف إسرائيل.
بدوره، أشار الخبير العسكري العميد ناجي ملاعب إلى حتمية الرد الايراني، عازياً التأخير إلى الظروف المقلقة التي عاشتها إيران بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وانتخاب رئيس جديد، إذ تفاقم الوضع الداخلي الايراني بعد اغتيال اسماعيل هنية.
ملاعب اعتبرَ في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ الردّ يُمكن أن يبقى وعداً فقط، من دون أن يحصل قريباً حتى يلمس الجانب الإيراني كيفية تنفيذ التزامات أميركا تجاه أي مفاوضات مقبلة، إذ إنه باتَ مقتنعاً أنَّ الاسرائيلي غير مستعد للتنازل ووقف إطلاق النار في غزة، مضيفاً أنّه إذا عدنا إلى تسمية ما حصل في الرابع عشر من نيسان الماضي عندما ردت إيران على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق تحت اسم الوعد الصادق، فهذا يعني أنَّ إيران وعدت وصدقت.
وإذ لفتَ ملاعب إلى أنَّ الرد الإيراني قائم طالما أن المرشد الأعلى وعد بأن استهداف ضيفه هو استهداف لطهران، ما يدلّ على أن فرصة الرد هي الأكثر احتمالاً من عدمه، موضحاً أنه سيكون مدروساً أكثر ومفاجئاً، بخلاف الرد السابق الذي فقد عنصر المفاجأة بسبب الإعلان عنه.
فيما تقرع طبول الحرب في المنطقة، ومع تشتت الداخل اللبناني عن الملف الرئاسي، إلّا أنَّ الأجواء تشير إلى أنَّ حراكاً يجري خلف الكواليس بين الدول المعنية بمتابعة الاستحقاق للإسراع في انتخاب رئيس وتجنيب لبنان من العواقب ومساعدته على مواجهة هذه الفترة الحساسة، لعلَّ البعض يعي خطورة هذه المرحلة ويترفّع عن مصالحه الشخصية.