أخبار عاجلة

بدء وصول الوفود إلى القاهرة لجولة مفاوضات السبت والأحد.. والمحور فيلادلفيا

كتبت صحيفة “البناء”: يبذل الرئيس الأميركي جهوداً متواصلة لمسح الآثار السلبية التي تركتها تصريحات وزير خارجيته أنتوني بلينكن التي قالت إن التفاوض مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انتهى بقبوله المقترح الأميركي وإن المطلوب من حماس إعلان الموافقة ليتم إنجاز الاتفاق. وكانت تصريحات بلينكن قد أثارت الاستهجان داخل الكيان وفي واشنطن ولدى الوسطاء لجهة تقديم هدية استثنائية لنتنياهو بتبرئة ساحته من أي مسؤولية عن تعطيل فرص الاتفاق بإضافة المزيد من المطالب كل مرّة، كما يؤكد قادة الوفد التفاوضي للكيان. وكما قال وزير حرب الكيان وأكدت الصحف الأميركية وقادة الأجهزة الأمنيّة في الكيان، وكان كافياً أن تقول حماس إن ادارة بايدن باعت مبادرتها لنتنياهو وإن المقاومة غير معنيّة بهذا التفاوض، كي يستدرك بايدن الفشل التفاوضي الذي يريده لحجب فرص إطلاق يد إيران وقوى المقاومة في الذهاب الى تنفيذ ردها الموعود على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت بيروت وطهران واغتالت القائدين الكبيرين إسماعيل هنية وفؤاد شكر.
أرسل بايدن إلى القاهرة بريت ماكغورك مستشاره لشؤون الشرق الأوسط، كما أعلن عن وصول وفود الكيان لتحمل خرائط محدّثة عن مناطق الانتشار التي يطلب الكيان الاحتفاظ ببقاء نقاط لجيش الاحتلال فيها، ويجري الحديث عن جولة السبت والأحد بصفتها محطة حاسمة تقرّر مصير التفاوض وسط تركيز مبرمج ومفتعل على مصير محور فيلادلفيا، وتسويق معادلة تقول إن الاتفاق حول قضايا الخلاف المتعلقة بالسيطرة على محور فيلادلفيا، يجب أن يعني ولادة الاتفاق، وإن لم يولد تكون حركة حماس هي المسؤولة. والمقاومة تقول استباقاً إن الخلافات حالت دون التوصل إلى اتفاق قبل أن تولد قضية محور فيلادلفيا، وإن محاور الخلاف كانت وهي باقية حول هل الهدف هو هدنة ستة أسابيع أم إنهاء الحرب؟ وهل إنهاء الحرب يضمن انسحاباً شاملاً لجيش الاحتلال من قطاع غزة وليس من محور فيلادلفيا فقط؟ وهل تبادل الأسرى سوف يتمّ وفق ما تمّ الاتفاق عليه سابقاً بعدم امتلاك جيش الاحتلال أي فيتو على أسماء الأسرى المُفرَج عنهم، ولا على مناطق توجّههم.. وهذه قضايا كانت ولا تزال هي جوهر الاتفاق والخلاف.
اتفاق 2 تموز الذي عُرض على حماس وقبلت به ليس على الطاولة، وما يجري برأي مصادر متابعة للمسار التفاوضي هو الجمع بين إدارة التفاوض لشراء الوقت والتشويش على توقيت الردّ المرتقب من إيران والمقاومة، وبين الحفاظ على صورة يتمّ عبرها تحميل حركة حماس مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق وتبرئة ساحة الكيان من المسؤولية.
على جبهة لبنان تواصل المقاومة ضرباتها الموجعة لجيش الاحتلال، الذي يعترف كل يوم بتساقط الصواريخ والطائرات المسيّرة فوق ثكنات ومقار قيادة قواته، و بينما يجري الحديث عن بدء نقل التركيز على جبهة الشمال بدلاً من جبهة الجنوب، أي الجبهة مع لبنان بدلاً من غزة، تؤكد مصادر عسكرية متابعة للوضع في جنوب لبنان أن لا مؤشرات جديدة على حشود عسكرية نوعية إضافية في شمال فلسطين المحتلة، بينما يتحدث قادة جيش الاحتلال عن أن التركيز نحو الشمال يعني ضمان الردّ المتماثل على ضربات المقاومة من دون أن تأتي على ذكر نظرية الذهاب إلى حرب كبرى أو شاملة مثلما يحب ترويجَهُ بعضُ المنخرطين في الحرب النفسية على اللبنانيين.

وبعدما فشلت جولة المفاوضات الجديدة كما زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى المنطقة، تسود حالة من الحذر والترقب لبنان والمنطقة في ظل توقعات بجولة تصعيد على الجنوب وعلى مستوى المنطقة، في ظل استمرار الرسائل الغربية والعربية للبنان والتي تحذّر من قرار إسرائيلي بتوسيع الحرب على لبنان وضرورة الضغط على حزب الله لتجنب التصعيد وعدم الرد، وفق ما علمت «البناء»، فيما أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، خلال تلقيه اتصالاً من وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا، أن «فشل المفاوضات بشأن غزة قد يخرج الوضع في المنطقة عن السيطرة». ومساء أمس، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي تأكيده أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يغير مواقفه بعد الاتصال الهاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن الليلة الماضية».
ووفق أجواء دبلوماسية لـ»البناء» فإن «»إسرائيل» تعمل على إبعاد حزب الله مسافة 10 كلم عن الحدود من خلال تكثيف الضربات العسكرية والأمنية لتدمير القرى الأمامية على طول الشريط الحدودي لخلق منطقة عازلة إضافة الى اغتيال قيادات ميدانية في حزب الله، وذلك لاستعادة الأمن الى الشمال وإعادة المستوطنين في ظل ما تتعرّض له الحكومة الإسرائيلية من ضغوط سياسية وشعبية لاستعادة الردع على الجبهة الجنوبية، لكن «إسرائيل» لا تريد أن نتزلق الأمور الى حرب شاملة مع حزب الله تفادياً لتداعياتها الكبيرة في ظل الأزمات المتعددة العسكرية والسياسية والاقتصادية في الجبهة الداخلية التي خلقتها الحرب منذ عشرة أشهر». كما علمت «البناء» أن أكثر من دبلوماسي غربي وعربي سيزورون لبنان في محاولة لحضّ الحكومة اللبنانية الضغط على حزب الله لعدم الرد على «إسرائيل».
وتشير مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن «المقاومة على أهبة الاستعداد لكافة الخيارات والسيناريوات، لكنها لن تمنح نتنياهو الذرائع التي يبحث عنها لتوسيع الحرب للخروج من طوق أزماته ومآزقه»، لكن المقاومة وفق المصادر «لن تسمح للعدو بفرض قواعد اشتباك ومعادلات جديدة وترد على كل عدوان برد مماثل لا سيما قصف قواعد عسكرية حساسة في الجولان رداً على العدوان الأخير على البقاع واستهداف مستعمرات جديدة في شمال فلسطين المحتلة رداً على استهداف المدنيين في الجنوب ما يلحق خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال ومستعمراته».
وتعليقًا على الحرائق التي اندلعت في المستوطنات الشمالية وأتت على 189 ألف دونم من المساحات، جراء سقوط صواريخ المقاومة في المنطقة، قال عميت دوليف عالم البيئة الصهيوني في «إقليم الشمال» في «سلطة الطبيعة والحدائق»: «نحن نتحدث عن حرائق ضخمة، وهذه أرقام ليست مذكورة عندنا».
وبحسب معطيات سلطة الطبيعة والحدائق، حجم المناطق التي احترقت منذ بداية السنة في الشمال ازدادت بأكثر من 200% من أي عام خلال السنوات الست الأخيرة، وأكبر بكثير من الحرائق التي اندلعت في حرب لبنان الثانية وفي حريق الكرمل عام 2010. معظم المساحة المحترقة، 114 ألف دونم، موجودة في هضبة الجولان، حيث الغطاء النباتي العشبي القابل للاشتعال. في الجليل احترق 74 ألف دونم، ومن المتوقع أن يستغرق وقتًا أطول لاستعادتها.
وأشار موقع القناة 12 «الإسرائيلية» إلى أن الحرائق التي كان جزء كبير منها نتيجة 6500 قذيفة صاروخية أطلقت من لبنان في الأشهر العشرة من الحرب، اندلعت في 790 موقعًا في الشمال، واضطر عناصر مكافحة النار إلى مواجهة النيران المشتعلة.
ميدانياً، نفذت المقاومة سلسلة عمليات جهادية جديدة ضد مواقع وتموضعات للعدو الصهيوني دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة، وردًا على ‌‏‌‏‌‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة.
وفي هذا السياق، استهدف مجاهدو المقاومة «ثكنة برانيت» بقذائف ‏المدفعية الثقيلة وأصابوها إصابة مباشرة، وشنوا هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة استهدف تموضعات ‏لجنود العدو في مستعمرة «كريات شمونة» أصابت أهدافها بدقة.‏ كذلك التجهيزات ‏التجسسيّة في موقع جل العلام بمحلقة انقضاضية وأصابوها بشكل مباشر.‏
وفي وقت لاحق، استهدف المجاهدون تموضعات لجنود العدو في محيط موقع المطلة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة، وتموضعًا لجنود العدو في محيط موقع الغجر بالأسلحة المناسبة ‏وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح، كما قصفوا موقعي المالكية والمرج بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة.‏
وفي عمليات لاحقة، استهدفت المقاومة مباني يستخدمها جنود العدو في مستعمرات «المطلة» و»المنارة» و»زرعيت» بالأسلحة ‏المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة، وانتشاراً لِجنود ‏العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة أفيفيم بالأسلحة المناسبة وأصابوهم إصابةً مباشرة، وموقع السماقة ‏في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخيّة وأصابوه إصابةً مباشرة.‏
في المقابل شن طيران العدو سلسلة غارات جوية استهدفت بلدات وقرى في جنوب لبنان من العمليات العسكرية المتبادلة مع حزب الله، وقد طالت الغارات: عيتا الشعب، كفرشوبا، محيبيب، الخيام، ميس الجبل، وادي العزبة عند أطراف زبقين، شيحين، كوثرية السياد، راميا، وكفركلا، ورامية، والناقورة، وجبلي اللبونة والعلام.
ورسمياً، جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «تأكيد أن كل الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي يجريها حالياً تصبّ في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، في مجلس الأمن الدولي، بالتوازي مع الاتصالات لوقف العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان، والتطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته، لكونه المدخل الطبيعيّ والأساسيّ لحل الوضع في جنوب لبنان».
خلال لقاءاته في السراي قال «إن الاتصالات التي نقوم بها بشأن التمديد لليونيفيل أظهرت تفهماً للمطلب اللبناني بوجوب الإبقاء على مهام «اليونيفيل»، كما كانت عليه، وعدم إدخال تعديلات من شأنها تعقيد الأوضاع المتأزمة أصلاً. ونأمل ان يصار الى ترجمة هذا التوجه قبل نهاية الشهر الحالي للحفاظ على دور «اليونيفيل» ومهامها في جنوب لبنان». أضاف «إننا نشدد، في هذه المرحلة الصعبة، على أولوية التضامن الداخلي والتعالي عن الخلافات التي ليس أوانها الآن ولا موجب لاضافة المزيد من التشنجات على الواقع المأزوم أصلاً. كما أناشد السياسيين وأهل الإعلام أيضاً، عدم الانجرار في بث أخبار وتحليلات تزيد الهلع عند اللبنانيين، وتشنج الأجواء أكثر فأكثر». وقال «إن الحكومة مستمرة في عملها لتمرير المرحلة الصعبة التي نمرّ بها، ومن لديه اقتراحات عملية للمعالجة فليتقدم بها، بدل الانتقاد لمجرد الانتقاد او اللجوء الى سلاح السلبية والمقاطعة الذي لا يقدم اي حل».