أخبار عاجلة

افتتاحيات الصحف ليوم الخميس 15 آب 2024

افتتاحية صحيفة النهار

هوكشتاين “بنفحة إيجابية”: انتظار تسوية في الدوحة

مع أن زيارته للبنان جاءت وسط ارتفاع مستويات خطر الحرب إلى سقوف غير مسبوقة، بدا الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين كما مع المعارضة النيابية مراهناً بشدة على اجتماعات الدوحة اليوم وغداً لإحداث اختراق في غزة سيتمدّد حكماً على جنوب لبنان. لم يزر هوكشتاين بيروت ناقلاً أي تحذيرات، أو أي معطيات مفاجئة، كما كشف لـ”النهار” مصدر بارز كان من ضمن الشخصيات التي التقت مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى لبنان وإسرائيل، بل جاء بنفحة إيجابية ناصحاً بشدة العمل بكل ما يمكن لتجنّب التصعيد بين “الحزب” وإسرائيل موحياً بأن اجتماعات غزة ستكتسب أهمية كبيرة وأن واشنطن ترمي بثقلها لإنجاح الحل الديبلوماسي في غزة وتجنّب اتساع الحرب ولا تريد للبنان الإنزلاق إلى أي تصعيد يهدد باشعال حرب واسعة.

 

وإذ سمع الموقف الرسمي المعروف بالنسبة إلى التزام القرار 1701 كمفتاح وركيزة أساسية للتهدئة وإطلاق المفاوضات حول الشقّ الحدودي البري، شدّد هوكشتاين على محورية القرار 1701 علماً أن من المؤشرات الداخلية البارزة التي تزامنت مع زيارة هوكشتاين واكتسبت دلالات مهمة لجهة تهيؤ لبنان لملاقاة تسوية، لاحت معطيات إيجابية مبدئياً حيالها، كانت موافقة مجلس الوزراء المبدئية أمس على شروع قيادة الجيش في الخطوة الأولى من خطتها لتطويع ستة آلاف جندي إضافي لزيادة عديد الجيش في منطقة العمليات التي يلحظها القرار 1701 وذلك بدءاً بتطويع 1500 جندي.

 

وعلمت “النهار” أن هوكشتاين طلب المزيد من التهدئة في لبنان والمنطقة ولو أنه لم يطلب بطريقة غير مباشرة عدم إقدام “الحزب” على تنفيذ ردّه على إسرائيل. وفي رأيه أن البوارج الأميركية التي حضرت الى المتوسط جاءت لمنع نشوب حرب كبرى. ولم يدل بأنها ستستهدف الأراضي اللبنانية.

 

وفي تطور يعكس اندفاع الديبلوماسية الغربية لمنع الحرب، أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين أن #وزير الخارجية الفرنسي #ستيفان سيجورنيه يصل إلى بيروت بعد ظهر اليوم بعد زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين وقبله وزير الخارجية البريطاني. وأكدت زيارة هوكشتاين للجانب اللبناني ضرورة اقناع “الحزب” بعدم تصعيد المواجهة مع إسرائيل من أجل تجنيب لبنان الدمار وتدهور الاقتصاد، وأكد أن محادثات الدوحة حول الهدنة في غزة ستأخذ بضعة أيام. أما الوزير الفرنسي، فقرر زيارة لبنان بعدما كان في اجازة وكانت باريس تعوّل عليه للقيام بزيارة إلى لبنان والمنطقة في هذه الظروف فقرر قطع اجازته والتوجه إلى لبنان لنقل الرسائل نفسها والتوصية بالهدؤ ومنع التصعيد إلى لبنان.

 

“استمر طويلا”

وكان هوكشتاين أدلى ببيان عقب لقائه #رئيس مجلس النواب #نبيه بري جدّد فيه القول “إننا نؤمن بأن النزاع قد إستمر لفترة طويلة، وأن حلاً ديبلوماسياً ممكناً وملحّاً بات ضرورياً وذلك كان صحيحاً في حزيران (يونيو)، وللأسف ما زال صحيحاً اليوم”. وأضاف: “ما زلنا نؤمن بأن الحل الديبلوماسي ما زال ممكناً الوصول إليه لأننا نعتقد ونؤمن أن لا أحدَ يريد حرباً شاملة بين لبنان وإسرائيل، ونعرف أن الصراع بين الطرفين قد تصاعد منذ آخر زيارة إلى لبنان. لقد تحدثت مع الرئيس نبيه بري عن الوضع في لبنان والحاجة إلى خفض التصعيد عبر الخط الأزرق وفي المنطقة”. وقال: “الرئيس بايدن يعمل من دون كلل للقيام بذلك ويركز عمله أيضاً للوصول إلى صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، وطلب مني العودة إلى لبنان قبل معاودة المفاوضات، وتحدثت مع الرئيس بري عن الإتفاقية المطروحة على الطاولة حول وقف إطلاق النار في غزة وأعتقد أننا توافقنا أنه لم يعد هناك وقت أو أعذار من أي طرف لتضييع الوقت وأن الوصول الى الصفقة سوف يساعد أيضا في إيجاد حل ديبلوماسي هنا في لبنان وذلك سيمنع من حصول إنفجار أو حرب أوسع، وبالتالي الإتفاق سيخلق الظروف المناسبة لعودة النازحين الى منازلهم وسيتمكن الجانبان من العيش بأمان على طرفي الحدود. علينا الإستفادة من هذه النافذة في العمل الديبلوماسي والحل الديبلوماسي والوقت لذلك هو الآن”.

 

وأشار إلى أنه “كلما مرّ الوقت بالتصعيد والتوتر والنزاع اليومي كلما تصبح إمكانية حصول حوادث يدفع ثمنها المدنيون وقد تخرج الأمور عن السيطرة، لذلك الوقت الآن هو للعودة إلى الإتجاه الصحيح، رسالتي للشعب اللبناني واضحة وهو ما قاله الرئيس بايدن مؤخراً، العودة إلى المفاوضات كسبيل ملحّ لوقف إطلاق النار في غزة واطلاق سراح الاسرى ووضع حد لما يجري، وهنا في لبنان نحن نؤمن وبحاجة للوصول إلى نهاية لهذه الأزمة اليوم، وموقفنا لا يؤيد ربط الأزمات في المنطقة، ولكننا ندرك ونفهم أنه علينا العمل سوياً لوضع حد للنزاع في قطاع غزة”.

 

اما بري، فجدد “التأكيد والمطالبة بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ولبنان، مبدياً قلقه الشديد من الخطوات التصعيدية التي تقدم عليها المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية من خلال سياسة الإغتيالات العابرة للحدود سواء ما حصل في العاصمة الإيرانية طهران أو العاصمة اللبنانية بيروت ناهيك عن سلسلة المجازر ال#اسرائيلية اليومية التي ترتكب بحق الأطفال والمدنيين في قطاع غزة ولبنان. وجدّد تأكيد تمسك لبنان بالتمديد لمهام قوات اليونيفل وفقاً لمنطوق القرار الأممي 1701 الذي يطالب لبنان بتطبيقه كاملاً منذ اللحظات الاولى لصدوره عام 2006”.

 

كما أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شدّد خلال لقائه هوكشتاين على “ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وتهديداتها وأن مدخل الحلّ هو في وقف اطلاق النار في غزة، وتطبيق قرارات مجلس الأمن لا سيما القرار 1701 الذي يضمن استقرار الجنوب”.

والتقى هوكشتاين في مجلس النواب وفدا من نواب المعارضة ضم الياس حنكش جورج عدوان، فؤاد مخزومي وميشال الدويهي.

 

وأوضح عدوان أن النواب أبلغوه “أننا ضد توسيع الحرب والذهاب الى تصعيد أكبر ويجب أن نضع كل جهدنا لعدم جر لبنان الى حرب هو بغنى عنها ونحن ندعم أي مسعى بهذا الاتجاه. وقرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد الدولة ومُتخذ انطلاقا من مصلحة لبنان ولبنان فقط ولا يمكن ربط مصلحة البلد وكل اللبنانيين بأي مصلحة أخرى”.

 

تصعيد

وفي غضون ذلك استمرت التطورات التصعيدية الميدانية إذ أغارت مسيرة إسرائيلية على سيارة قرب مفترق #بلدة العباسية مدخل صور ما أدى الى سقوط 17 جريحا بينهم اربع حالات حرجة. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة عدد الجرحى وتم توزيعهم على مستشفيي جبل عامل وحيرام.

وفي المقابل، اعلن “الحزب” انه “رداً على ‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على بلدة العباسية ‏وإصابة المدنيين فيها قصف مستعمرة ‏كريات شمونة بِصليات من صواريخ الكاتيوشا”.

 

وافادت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن سقوط قذائف صاروخية في كريات شمونة على الحدود مع لبنان فيما افادت القناة 12 الإسرائيلية عن إصابات مباشرة وسط مدينة كريات شمونة. كما اشارت إلى أن بلدية كريات شمونة طلبت من الإسرائيليين البقاء قرب الأماكن الآمنة. وأفاد إعلام إسرائيلي عن اصابة فرع بنك “لئومي” بعد استهدافه بصاروخ بشكل مباشر في كريات شمونة.

 

ومساء استهدفت مسيرة إسرائيلية للمرة الأولى منذ بدء المواجهات سيارة في ساحة جديدة مرجعيون وأفاد مركز طوارئ الصحة العامة ان الغارة أدت الى سقوط قتيلين و٤ جرحى في حال حرجة.

 

****************************************************

 افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

هوكشتاين يؤسس للحل السياسي .. بري: اسرائيل مصمّمة على افشال مساعي

اليوم الخميس 15 آب 2024، الموعد المقرر لعقد مفاوضات الدوحة حول غزة، والتي تعتبر محطة فاصلة، حيث سيتبيّن فيها الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وتتحدّد وجهة المنطقة سواء في اتجاه انهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، أو في اتجاه حرب واسعة تدحرج كرة النار على كلّ المنطقة.

هوكشتاين: الحل الديبلوماسي

واما على الجانب اللبناني، فعلى الحدود توتر متصاعد. وفي موازاته حضور اميركي لافت في توقيته وفي دفعه المتجدد نحو الحل الديبلوماسي، حيث حطّ الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين في بيروت امس، واجرى لقاءات شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، ووفد نواب المعارضة. وقال بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة:

 

بعد اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة مع الرئيس بري قال هوكشتاين :”ما زلنا نؤمن بأنّ الحل الديبلوماسي مازال ممكناً وبات ملحاً ضرورياً”. لافتا الى “أن لا أحد يريد حرباً شاملة بين لبنان وإسرائيل”. مشيرا الى انه تحدث مع الرئيس بري عن الحاجة الى خفض التصعيد عبر الخط الأزرق وفي المنطقة وقال ان الرئيس بايدن يعمل في هذا الاتجاه. كما تحدث مع بري عن الإتفاقية المطروحة على الطاولة حول وقف إطلاق النار في غزة: وقال: أعتقد أننا توافقنا على أنه لم يعد هناك وقت أو أعذار من أي طرف لتضييع الوقت وأنّ الوصول الى الصفقة سوف يساعد أيضا في إيجاد حل ديبلوماسي هنا في لبنان وذلك سيمنع حصول إنفجار او حرب أوسع.

 

ودعا الى الإستفادة من هذه النافذة للحل الديبلوماسي معتبرا أن الوقت لذلك هو الآن. وقال: ان واشنطن توافق الشعب اللبناني على انه يريد ان يعيش حياته بأمن وسلام وإزدهار، والّا يعيش تحت التهديد المستمر الناجم عن النزاعات والحروب”. وحذر من انه كلما مر الوقت بالتصعيد والتوتر والنزاع اليومي، تزيد إمكانية حصول حوادث يدفع ثمنها المدنيون وقد تخرج الأمور عن السيطرة. لذلك الوقت الآن هو للعودة الى الإتجاه الصحيح”.

وخلال المباحثات مع هوكشتاين جدد الرئيس بري التأكيد والمطالبة بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ولبنان منذ أكثر من 10 أشهر، مبدياً قلقه الشديد من الخطوات التصعيدية التي تقدم عليها المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية من خلال سياسة الإغتيالات العابرة للحدود سواء ما حصل في العاصمة الإيرانية طهران أو العاصمة اللبنانية بيروت ناهيك عن سلسلة المجازر الاسرائيلية اليومية التي ترتكب بحق الأطفال والمدنيين في قطاع غزة ولبنان وليس آخرها ما حصل بحق المصلين فجراً في مدرسة التابعين في قطاع غزة، مشيراً الى أن هذه السياسة تدلل على تصميم إسرائيل المضي في التصعيد العسكري وإفشالها أي مسعى لوقف الحرب”.

 

كما جدد بري امام هوكشتاين التأكيد على تمسك لبنان بالتمديد لمهام قوات اليونيفل وفقاً لمنطوق القرار الأممي 1701 الذي يطالب لبنان بتطبيقه كاملاً منذ اللحظات الاولى لصدوره عام 2006 .

 

وكان بري قد اكد ان موضوع الحرب الكبرى يتوقّف على الأيام القليلة المقبلة (في إشارة الى المفاوضات حول غزة)

 

واشار بري كما نقلت عنه قناة الجديد الى ان هوكشتاين أكد أن المفاوضات ستحدث على أساس إقتراح بايدن الأساسي دون أي تعديلات معتبراً أنها بمثابة “الخرطوشة الأخيرة. كما أكد أن الولايات المتحدة الأميركية مارست ضغطاً كبيراً على نتياهو جعلته يقبل بإقتراح بايدن”

 

وقال بري: سمعت من هوكشتاين أن واشنطن تريد التهدئة وتخفيض التصعيد العسكري ولم يطلب منا أي تدخل مع الحزب

 

ولفت بري الى ان هوكشتاين لم يأتِ من تل أبيب إنما حضر مباشرة الى بيروت، وحضور في بيروت رسالة أميركية واضحة بأن لبنان غير مغيّب عن المفاوضات الجارية.

 

كما اشار بري الى ان هوكشتاين أتي على ذكر موضوع البوارج الأميركية وعلّل وجودها لمنع الحرب في المنطقة وقال: لا نتمنى أن نستعملها”..وردا على سؤال قال بري: عنوان الحلّ في المرحلة المقبلة هو الـ 1701 لا غير

 

وكشف بري ان وزير خارجية فرنسا سيصل الى لبنان اليوم وستكون له جولة عقب جولة هوكشتاين وسألتقي به فور وصوله عند الساعة الثانية والنصف”.

 

ميقاتي للضغط على اسرائيل

واما الرئيس ميقاتي فشدد بعد لقائه هوكشتاين على ضرورة الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها وتهديداتها، معتبرا ان مدخل الحل هو في وقف اطلاق النار في غزة، وتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي، ولاسيما القرار 1701 الذي يضمن استقرار الجنوب”.

 

ماذا في المباحثات

مصادر مطلعة على اجواء المباحثات التي اجراها هوكشتاين كشفت لـ”الجمهورية” انها شهدت عرضاً مفصّلا للتطورات التي تسارعت في الفترة الأخيرة. في ضوء ما قامت به اسرائيل من خطوات عدوانية خطيرة، على الضاحية الجنوبية واغتيال القيادي في “الحزب” فؤاد شكر، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “ح” في طهران.

 

واكدت المصادر ان هوكشتاين لم ينقل اي تهديدات او تحذيرات خلافا لما تردد عبر بعض القنوات والمحطات، بل كان النقاش معه هادئا وصريحا، عبّر خلاله عن مخاوف واضحة بأنّ احتمالات اشتعال الحرب تبقى قوية جدا، في غياب الحل السياسي الذي يوفّر الأمن والاستقرار في منطقة الحدود الجنوبية، ويؤمّن عودة سكان الجنوب اللبناني والمستوطنات الاسرائيلية الى بيوتهم بأمان.

 

واشارت المصادر الى أن الاساس من زيارة هوكشتاين في هذا التوقيت هو التأسيس المسبق على الاختراق المتوقع في مفاوضات الدوحة، وتحضير الاجواء للانتقال سريعا الى مفاوضات الحل السياسي على جبهة جنوب لبنان، وبالتالي فإن جوهر هذه الزيارة السريعة، ليس محاولة وقف اطلاق النار على الجبهة الجنوبية، فالوسيط الاميركي أكد استحالة الوصول الى هذا الامر قبل وقف اطلاق النار في غزة، بل محاولة ابقاء الوضع على جبهة الجنوب محصورا في نطاقه القابل للسيطرة، ومنع تفاقمه الى حدّ ينعكس بصورة سلبية على مفاوضات الدوحة.

 

ولفتت المصادر الى أنّ مقاربة هوكشتاين لصورة الوضع القائم عكست رغبة اميركية في احتواء او ضبط او منع ردّ “الحزب” على اسرائيل، او ثني الحزب عن هذا الرد. حيث بدا متهيبا من احتمالات تصاعد التوتر في جنوب لبنان، وركز تكررا على الدعوة الى تجنّب القيام بأي عمل يؤدي الى تصعيد الموقف أكثر.

 

وقالت المصادر ان خلاصة زيارة هوكشتاين أنّه نقل رسالة واشنطن إلى كلّ الاطراف تتلخص بأنها لا ترغب في أن تتوسع دائرة الصراع او في أن تتورّط المنطقة في حرب واسعة. وأنّه لا ينبغي التصعيد من أي طرف كان. منبهة الى ان استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه من منازعات ومواجهات، نتيجته إدامة الصراع وحالة من عدم الاستقرار، واستمرار المعاناة. وفي هذا السبيل تعمل واشنطن بشكل مكثف مع كلّ الأطراف لوقف التوترات في المنطقة ومنع تدحرج المواجهات الى صراع اوسع واخطر. كما ان واشنطن تعوّل بصورة جدية على مفاوضات الدوحة، في أن تصل بالحرب في قطاع غزة إلى خط النهاية في أقرب وقت ممكن، وثمة مؤشرات تبعث على التفاؤل. وهذا من الاساس يشكل اولوية لدى الادارة الاميركية، ومن هنا كانت رسالة الرئيس بايدن قبل ايام قليلة بأنه آن الاوان لكي تتوقف الحرب والمعاناة.

 

وفي الرسالة الاميركية التي حملها هوكشتاين ايضا، تضيف المصادر، أن انهاء المواجهات في جنوب لبنان، نتيجة طبيعية للاتفاق على وقف اطلاق النار في قطاع غزة. والخطوة الفورية التي تلي هذا الاتفاق تتجلى في إطلاق مفاوضات الحل السياسي لمنطقة جنوب لبنان، الذي ترى فيه الولايات المتحدة مصلحة وضرورة لكل الاطراف.

 

اوساط نواب المعارضة الذين التقاهم هوكشتاين قالت ان أن لقاءاته اتسمت بالايجابية وكلامه متفائل لجهة نجاح وقف اطلاق النار في غزة، وهو ما سينسحب وقفا لاطلاق النار في جنوب لبنان، واطلاقا لمفاوضات جدية للمرحلة المقبلة. وان المعارضة اكدت ضرورة الالتزام بالقرار 1701، ورفض ادخال لبنان في حرب لا مصلحة له فيها”.

 

مفاوضات الدوحة

المناخ السابق للمفاوضات المقرّر عقدها في الدوحة اليوم حول غزة ملبد، ومشوب بتشكيك حتى من داخل اسرائيل بنوايا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في انجاح هذه المفاوضات، ما يقلل من احتمال انهاء الحرب الذي تدفع اليه الادارة الاميركية على أساس مبادرة الرئيس بايدن.

 

الاختراق صعب .. لكنه ممكن

وعلى الرغم من ضعف احتمال التوصل الى اتفاق، اكدت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية” ان واشنطن ارسلت اشارات متتالية تؤكد فيها انّ نجاح مفاوضات في التوصل الى اتفاق احتمالٌ قائم اكثر من اي وقت مضى. وانها ستبذل اقصى طاقتها في هذا الاتجاه، كما في اتجاه تفادي حرب واسعة ومدمرة في المنطقة.

 

وعلى ما يقول مطلعون على الموقف الاميركي لـ”الجمهورية” فإنّ المقاربة الاميركية لمفاوضات الدوحة تتسم بحزم أكبر، ودفع قوي الى اتفاق على صفقة تبادل للاسرى وانهاء الحرب، لخصته الرسالة الاميركية الى اسرائيل كما لسائر الاطراف بأن الوقت حان لإنهاء الحرب. ولفت هؤلاء الى ان اولوية واشنطن في هذه المرحلة هي الانصراف الكلي الى انتخاباتها الرئاسية، وليس الانخراط او التورط في حرب لا تريدها اصلا. ومن هنا في مواجهة أيّ مماطلة، خصوصا من قبل نتنياهو، سيضغط الاميركيون الى الحد الاقصى لبلوغ الاتفاق. وامام هذا المشهد، فإن باب المفاوضات مفتوح على المفاجآت الايجابية.

 

عقبتان!

وإذا كانت الشروط الجديدة لنتياهو تشكل عقبة في وجه المفاوضات، إلّا أن ثمة عقبة ثانية تلوح في أفق المفاوضات، وتتمثل في احتمال عدم مشاركة “حركة ح”. وحول هذا الامر علمت “الجمهورية” من مصادر موثوقة أن الايام الاخيرة شهدت حركة اتصالات عربية وغربية ناشطة في اتجاهات مختلفة، وتركزت في اتجاه الدوحة، وطهران، واطراف سياسية في لبنان، وهدفها الاساس تليين موقف “حركة ح” واقناعها بالمشاركة في مفاوضات 15 آب. ذلك أن غيابها يظهرها طرفا ممانعا للمفاوضات، قد يستغله نتنياهو ويحوله الى فرصة جديدة للماطلة أكثر فاكثر”.

 

*****************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

هوكستين من بيروت: لم يبقَ وقت لإضاعته للتوصل إلى حل دبلوماسي

برّي لـ«الشرق الأوسط»: الوضع اليوم أفضل من أمس

بيروت : ثائر عباس

 

شدَّد المبعوث الأميركي آموس هوكستين من بيروت على أنه «لم يبقَ وقت لإضاعته» للتوصل لوقف إطلاق نار في غزة، ما من شأنه أن يتيح التوصل إلى حلّ دبلوماسي يُوقِف التصعيد بين «الحزب» وإسرائيل، بينما تحدث رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وهو حليف وثيق لـ«الحزب»، عن إيجابيات «يمكن البناء عليها».

 

واللافت أن هوكستين لم يأتِ إلى لبنان من تل أبيب كما كان متوقعاً، بل وصل إلى بيروت من إحدى الدول الأوروبية على متن رحلة لطيران الشرق الأوسط اللبنانية، والتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان نبيه برّي، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، وعدد من نواب المعارضة.

 

وأكّد الرئيس برّي ارتياحه لنتائج زيارة الموفد الأميركي، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن الوضع اليوم أفضل من أمس، واعتبر برّي أن زيارة هوكستين رسالة من (الرئيس الأميركي جو) بايدن، تفيد بأنه «لم ينسَ لبنان».

 

ورغم أن برّي لم يُفصِح عن تفاصيل ما دار في اللقاء الذي دام أكثر من ساعة، فإن التصريحات التي أدلى به تتقاطع مع معلومات أفادت بأن هوكستين طلب في لقاءاته اللبنانية المساعدة في «عدم تصعيد الأمور، قبل الاجتماع المرتقب لبحث وقف النار في غزة».

 

وقال بري إن «العمل الآن يجري بكل قوة لوقف النار في غزة»، متحدثاً عن «ضغوط قوية جداً للتوصل إلى وقف النار، لتنعكس الأمور إيجاباً على الساحة اللبنانية».

 

وقال المبعوث الأميركي بعد لقائه بري: «تحدثتُ مع الرئيس برّي حول الإطار المطروح لوقف إطلاق النار في غزة، وقد اتفقنا على أنه لم يبقَ وقت لإضاعته، ولا أعذار مقبولة من أي طرف لتأخير إضافي»، مشدّداً على أن «الاتفاق سيساعد أيضاً على التوصل إلى حلّ دبلوماسي هنا في لبنان، ما سيمنع اندلاع حرب أوسع نطاقا»، مضيفاً: «ينبغي علينا أن نغتنم هذه النافذة للعمل الدبلوماسي والحلول الدبلوماسية، الوقت المناسب هو الآن».

 

وحذّر هوكستين من أنه «كلما مرّ وقت على التصعيد… ازدادت احتمالات وقوع حوادث وأخطاء، واستهدافات تطول أهدافاً غير مقصودة قد تتسبّب بسهولة في تصعيد لا يمكن السيطرة عليه»، مضيفاً: «هنا في لبنان، نعتقد أنه يمكننا الوصول إلى نهاية النزاع الآن، اليوم. ندرك أن هناك من يريد ربطه بنزاعات أخرى، وهذا ليس موقفنا»، معبّراً عن اعتقاده «أن الحل الدبلوماسي أمر ممكن؛ لأننا نؤمن بأنّ لا أحد يرغب حقاً بحرب شاملة بين لبنان وإسرائيل».

 

بدوره، جدّد برّي التأكيد والمطالبة بـ«ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ولبنان منذ أكثر من 10 أشهر»، مبدياً «قلقه الشديد من الخطوات التصعيدية التي تُقدِم عليها المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، من خلال سياسة الاغتيالات العابرة للحدود، سواء ما حصل في العاصمة الإيرانية طهران، أو العاصمة اللبنانية بيروت، ناهيك عن سلسلة المجازر الإسرائيلية اليومية التي تُرتكَب في حق الأطفال والمدنيين بقطاع غزة ولبنان، وليس آخرها ما حصل في حق المصلّين فجراً بمدرسة التابعين في قطاع غزة».

 

وأشار برّي إلى «أن هذه السياسة تدلّل على تصميم إسرائيل على المُضيّ بالتصعيد العسكري، وإفشالها أي مسعى لوقف الحرب»، مجدّداً تأكيده على «تمسّك لبنان بالتمديد لمهام قوة (اليونيفل) وفقاً لمنطوق القرار الأممي «1701»، الذي يطالب لبنان بتطبيقه كاملاً منذ اللحظات الأولى لصدوره عام 2006».

 

وخلال الاجتماع الذي جمع هوكستين برئيس حكومة تصريف الأعمال، أكّد ميقاتي «ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وتهديداتها، وأن مدخل الحل هو في وقف إطلاق النار في غزة، وتطبيق قرارات مجلس الأمن، لا سيما القرار «1701» الذي يضمن استقرار الجنوب».

 

من جهته لفت المبعوث الأميركي إلى «أن العمل يجري على مختلف المستويات الدبلوماسية، وفي كل العواصم؛ لإنجاح الحل الدبلوماسي الذي دعا إليه الرئيسان الأميركي والمصري وأمير قطر، وستتم مناقشته في اجتماعات الدوحة التي تبدأ (الخميس)، وستستمر أياماً عدة».

 

وأمل «في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، ما سيساهم في وقف وتيرة التصعيد في الجنوب»، عادّاً «القرار (1701) هو ضمانة الاستقرار في الجنوب».

 

وتأتي زيارة هوكستين إلى لبنان في ظل المخاوف من التصعيد جرّاء الحرب المستمرة منذ 10 أشهر بين إسرائيل وحركة «ح» في قطاع غزة، مع تعثّر الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار، وترقّب رد إيران و«الحزب» اللبناني على مقتل القيادي في «حركة ح» إسماعيل هنية في طهران، وقيادي في الحزب

ودعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حركة ح» في غزة، مع ترقّب جولة محادثات صعبة دعت الدول الوسيطة (واشنطن والدوحة والقاهرة) إلى عقدها الخميس؛ أملاً في التوصل إلى هدنة.

 

*****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

رسالة هوكشتاين: الحرص على استقرار لبنان وبرِّي يعتبر نجاح المفاوضات يمنع الحرب

واشنطن أقرت برامج الإجلاء الثالث.. وخطة الطوارئ تبحث عن الدول المانحة

 

أشاعت محادثات الوسيط الأميركي، موفد الرئيس جو بايدن الى لبنان آموس هوكشتاين من دون المرور بتل أبيب أجواء استرخاء، وانتظار لمعرفة ما سيحصل في مفاوضات وقف الحرب في غزة، حسب مقترح بايدن، مما سينعكس إيجاباً على الوضع في لبنان، من زاوية باتت معروفة بأن وقف النار في غزة سينعكس على لبنان، وعلى سائر جهات المساندة.

وعلى الرغم من تصاعد الغارات الاسرائيلية على البلدات الجنوبية من عيتا الشعب وميس الجبل الى بليدا ومرجعيون والعباسية البعيدة عن شريط الاشتباكات، فإن الثابت ان الجانب الاميركي وفقاً لما لمسه المسؤولون الذين التقاهم هوكشتاين، ضنين بمنع التصعيد في لبنان، وحريص على الاستمرار ببذل جهوده من اجل خفض التصعيد، والانطلاق الى المفاوضات الدبلوماسية للتوصل الى اتفاق.

وهذه المهمة فتحت الباب امام وزير خارجية فرنسا للمجيء الى لبنان اليوم، في اطار تعزيز المسعى الدبلوماسي الدولي لمنع توسع الحرب في لبنان.

واعتبرت مصادر سياسية مطلعة أن لا نتيجة فورية بالتهدئة من زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتيان إلى بيروت خصوصا أن ما من ضمانات مكتوبة من قبل الجانب الإسرائيلي لتفادي التصعيد أو الشروع في حرب موسعة، أما الدولة اللبنانية فتسعى إلى تزخيم الاتصالات الديبلوماسية والالتزام بالقرار ١٧٠١.

وقالت لـ«اللواء» أن لبنان يتحول إلى محطة لزيارات مسؤولين أجانب في سياق التهدئة والحؤول دون تفجير الوضع، وأكدت أن الانتظار سيد الموقف على أن الحكومة ماضية في خطة الطوارىء تحسباً لأي تصعيد غير متوقع، ومن هناك جاءت جملة توجهات منها فضلا عن المواكبة لبعض التفاصيل اللوجستية.

الجولة

استهل هوكشتاين جولته بلقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، قبل ان ينتقل الى عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري لمدة ساعة و5 دقائق، ومن هناك انتقل الى السراي الكبير، حيث استقبله الرئيس نجيب ميقاتي، الذي اعتبر ان مدخل الحل وقف النار في غزة، ثم انتقل الى مجلس النواب، والتقى مع وفد المعارضة الذي ضم النواب فؤاد مخزومي، الياس حنكش، جورج عدوان، وميشال الدويهي، حيث اكد عدوان ان المشترك لدى كل اللبنانيين العداء لاسرائيل، معلناً ان النواب ضد ادخال لبنان بالحرب، وأن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية.

تقييم بري للجولة

على ان الابرز ما قاله الرئيس بري في معرض تقييم جولة هوكشتاين، اذ اعلن لـ«الجديد»: الحرب الكبرى تتوقف على الايام القليلة المقبلة.

وكشف ان هوكشتاين اكد ان المفاوضات تحدث على اساس اقتراح بايدن الاساسي دون اي تعديلات، وهي بمثابة «الخرطوشة الاخيرة»، مضيفاً ان بلاده مارست ضغطاً كبيراً على نتنياهو جعلته يقبل باقتراح بايدن.

ونفى بري ان يكون هوكشتاين طلب اي تدخل منه مع الحزب، مشيراً الى ان هوكشتاين لم يأتِ من تل ابيب انما حضر مباشرة الى بيروت، وأن حضوره رسالة اميركية واضحة ان لبنان غير مغيَّب عن المفاوضات الجارية.

وقال بري: هوكشتاين ذكر موضوع البوارج الاميركية وعلل وجودها لمنع الحرب في المنطقة، وقال: لا نتمنى ان نستعملها.

واثناء استقباله للوسيط هوكشتاين اعتبر بري ان: «سياسة الاغتيالات الاسرائيلية العابرة للحدود وارتكاب المجازر اليومية في غزة ولبنان تدل على تصميم اسرائيل المضي بالتصعيد العسكري وافشالها اي مسعى لوقف الحرب»، مؤكداً ان لبنان متمسك بدور اليونيفيل وبالقرار 1701.

المعلومات

وفي المعلومات، ان هوكشتاين قال لمن التقاهم ان بلاده تضغط على تل ابيب لانجاح المسعى التفاوضي وفقاً لورقة بايدن، مراهناً على خفض التصعيد في الايام المقبلة.

ومن عين التينة، ذكر هوكشتاين انه جاء الى لبنان بناءً لطلب من الرئيس الاميركي جو بايدن، قبل انطلاق المفاوضات للوصول الى وقف اطلاق النار في غزة، من زاوية ان ذلك سينعكس ايجاباً على لبنان وان الصراع في المنطقة، طال اكثر من اللازم، وان واشنطن ما تزال عند نظرتها بأن الحل الدبلوماسي ما يزال ممكناً.

ومع ان بعض التسريبات تحدثت عن «إيجابية لافتة» ظهرت خلال لقاءاته، لكن لم تتضح طبيعتها، فقد علمت «اللواء» من مصادرتابعت جزءاً من لقاءات هوكشتاين ان «الجديد الايجابي في الزيارة هو تأكيد الاهتمام الاميركي بلبنان والسعي لتجنيبه الحرب المُكلفة، وان الجهود قائمة لتحقيق وقف اطلاق النار في غزة، وهناك تفاؤل اميركي بنجاح مفاوضات الدوحة اليوم، لأن الوسطاء، لاسيما الاميركي، وضعوا كل ثقلهم  لإنجاحها، وهو امر بحسب ما قال هوكشتاين ينعكس ايجابا على لبنان ويؤدي الى منع الحرب».

وبرأي المصادر، ظهرت علامات «الايجابية»، في كلام هوكشتاين عن ان «مفاوضات غزة ستعقد (اليوم) في الدوحة لإنجاح الحل الديبلوماسي الذي دعا اليه الرئيسان الاميركي والمصري وامير قطر وتستمر اياماً عدة»،  لكن ثمة من رأى «ان السبب الرئيسي للدفع الاميركي من خلال زيارة هوكشتاين، هو وقف او تأخير رد ايران والحزب على اغتيالات اسرائيل بما يؤدي الى منع توسع الحرب لو نجحت مفاوضات الدوحة»، خاصة ان المعلومات الاميركية افادت امس، ان مدير المخابرات المركزية وليام بيرنز وكبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك توجها الى الدوحة للمشاركة في المفاوضات المقررة اليوم. فيما اعلنت جهات إعلامية اميركية  «ان “حركة ح” لن تشارك في المفاوضات، لكنها منفتحة على لقاء الوسطاء بعد الاجتماع». اما نتنياهو فقرر امس ايفاد رئيسا جهازي «الموساد وشين بيت» للمشاركة في محادثات الدوحة، حسبما نقلت «فرانس برس» عن مكتبه.

ميقاتي: فرصة قلقة

وقبيل لقائه، واثناء جلسة مجلس الوزراء، وصف الرئيس ميقاتي الوضع بأنه امام فرص قلقة للدبلوماسية التي تتحرك لمنع الحرب ووقف العدوان، معتبراً ان تكثيف التحركات مردّه الى ان الوضع بالغ الخطورة.

واكد ميقاتي خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء تمسك الحكومة بحق لبنان بتحرير ارضه وحفظ سيادته..

وسحب مجلس الوزراء بندي التعيينات في وزارتي الصناعة والشؤون الاجتماعية لمزيد من الدرس.

وقال وزير الاعلام انه تم تكليف وزير المهجرين متابعة اعادة النازحين السوريين طوعياً الى بلادهم.

وفي موضوع الكهرباء، كشف عن اتجاه لشراء جزء من الفيول من السوق اللبناني باموال شركة كهرباء لبنان، وذلك قبل يوم بعد غد السبت.

وفي السياق كشف وزير الطاقة والمياه وليد فياض عن اتصالات تجري لتحرير جزء من الفيول العراقي، بانتظار عقد مجلس النواب جلسة لاصدار قانون يتيح لمصرف لبنان تحويل المال اللازم لشراء الفيول العراقي بموجب قانون.

واعلن منسق خطة الطوارئ الوطنية الوزير ناصر ياسين انه جرى عرض الخطة، وتأمين الاعتمادات، مفتتحاً اعتماداً بقيمة 150 مليار ليرة للامور الملحة، للهيئة العليا للاغاثة، كما تم تجهيز 200 مدرسة كمراكز ايواء وعقد لقاءات مع الهيئات المانحة اعتباراً من الاسبوع المقبل، لان المساعدات المقدمة ما تزال خجولة.

الاجلاء الثالث

وعلى الرغم من جدية المساعي الاميركية لفرض هدنة في غزة وتوقيع صفقة تبادل للاسرى والرهائن، وضعت الولايات المتحدة خطة لاجلاء الرعايا الاميركيين من لبنان، والتي قد تشمل 100 الف شخص، بعضهم يحمل جنسية مزدوجة (اميركية ولبنانية).

واعتبر ان الاجلاء رهن التطورات الجارية، وقد تكون حسب مسؤول اميركي رسمي العملية اذا حدثت، وهي الاكبر مقارنة بعمليات اجلاء الاميركيين من هانوي في فيتام عام 1975 ومن كابول عام 2021.

مبادرة كنعان مرفوضة

حزبياً، ما ان انهى النائب ابراهيم كنعان (عضو تكتل لبنان القوي) مؤتمره الصحفي، حتى ابدى التيار استغرابه ان يلجأ للحديث عن شؤون حزبه الداخلية، وكان الاجدر به ان يقوم بمسعى للم الشمل داخل اروقة التيار، وليس بحركة استعراضية في الاعلام.

وكان كنعان قال في مؤتمر صحفي انه سيقوم بمسعى يشعر انه صعب بل مستحيل للحوار الجدي العميق من اجل انهاء الوضع في التيار، وعودة النواب الذين اقيلوا او استقالوا الى ممارسة دورهم من ضمن التيار.

الوضع الميداني

ميدانياً، ردت المقاومة الاسلامية على الاعتداء والاغتيال الذي وقع ليل امس الاول في بلدة برعشيت باستهداف قاعدة جبل نيريا (مقر قيادة تشغله قوات من لواء غولاني) بصواريخ الكاتيوشا، كما استهدفت تجمعات لجنود العدو في حرش شتولا بالاسلاحة الصاروخية، وهاجم سرب من مسيرات المقاومة الانقضاضية تجمعاً لجنود الاحتلال شمال ايريم.

كما استهدفت غارة معادية بلدة بليدا، مما ادى الى استشهاد مواطن وجرح آخر، بعد ان كانت استهدفت غارة في وقت سابق سيارتين ودراجة نارية في منطقة مفترق العباسية مما ادى الى اصابة 17 شخصاً بجروح.

ومن بلدة مرجعيون استهدفت غارة اسرائيلية شهيدين من الجماعة الاسلامية، واصابة 4 اشخاص اخرين بجروح.

 

 

*****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

ساعات مفصليّة : وقف النار أو اشتعالها… ضغوط على “حركة ح” للإنضمام للمفاوضات

 وزير الخارجيّة الفرنسي في بيروت… والحكومة والأحزاب أنجزت خطة الطوارئ – رضوان الذيب

 

ساعات مفصلية، امام وقف دائم للنار او اشتعالها و الدخول في المجهول وعدم الاستقرار لسنوات على امتداد المنطقة ؟ الانظار موجهة اليوم الى المباحثات التي تجري في الدوحة، في حضور رئيس الوزراء القطري ورؤساء «الموساد» والمخابرات الاميركية والمصرية، في ظل سعي دولي لانجاحها، مدعومة بالبيان الثلاثي لسفراء اميركا وبريطانيا والمانيا في «اسرائيل»، والتأكيد أنه حان الوقت للتوصل الى وقف لاطلاق النار وإطلاق الرهائن، بالاضافة الى الاتصالات المكثفة بين واشنطن وباريس ولندن وطهران ومسقط، وصولا الى روسيا والرياض والقاهرة، لانجاح الفرصة الاخيرة لاعلان وقف النار، والبدء بالمباحثات حول غزة والاسرى «الاسرائيليين» وجنوب لبنان، او الفشل والدخول في المجهول والتوترات الدائمة وموت الاسرى، والمزيد من المجازر ضد الفلسطينيين واللبنانيين، مقابل بقاء «اسرائيل» بـ «موت سريري» في جميع مرافئها، وانقطاع كلي عن العالم.

هوكشتاين في بيروت

 

وزير الخارجية الفرنسي في بيروت اليوم، وكان قد سبقه الموفد الاميركي هوكشتاين حاملا رسائل تراوحت بين « العصا والجزرة»، لكنه سمع من بري وميقاتي كلاما واضحا، ان «لا هدوءا على الجبهة اللبنانية قبل وقف النار في غزة مهما كان حجم التهديدات، واذا كنتم تريدون وقفا للنار اضغطوا على «اسرائيل»، بدلا من إرسال البوارج والطائرات لحمايتها».

 

وطالب بري بضرورة وقف الحرب «الاسرائيلية» والاغتيالات العابرة للحدود سواء ما حصل في طهران او في الضاحية، واتهم «اسرائيل» بالتصعيد وافشالها اي مسعى لوقف الحرب، وجدد تمسك لبنان بالتمديد للقوات الدولية.

 

وقد حاول هوكشتاين معرفة موقف الحزب بشأن الرد على اغتيال فؤاد شكر، وخرجت «سلتو فاضية» بالتأكيد ان هذه القضية عند الحزب، ولا احد يعرف شيئا عن الرد وطبيعته وتوقيته، كما حاول الايحاء بان رد الحزب على اغتيال شكر سيؤدي الى تطور الامور الى الأسوأ، فسمع جوابا بان «اسرائيل» تتحمل المسؤولية بقصفها للضاحية.

 

وبالتالي، فان هوكشتاين سيعود الى بلاده» خالي الوفاض» كما جاء، وظهر ايضا ان هوكشتاين ينتظر مفاوضات الدوحة ليبنى على الشيء مقتضاه. اذا، فقد جاء مستطلعا ومكررا مواقفه السابقة بان وقف النار في غزة سيؤدي الى وقف النار في الجنوب، و الحل الديبلوماسي ممكن، ولا احدا يريد حربا شاملة بين «اسرائيل» والحزب.

 

اشارة الى ان هوكشتاين جاء موفدا من الرئيس الاميركي، والتقى اضافة الى بري وميقاتي قائد الجيش العماد جوزف عون ووفدا من المعارضة. وذكرت مصادر سياسية ان هوكشتاين ابلغ الذين التقاهم ان بلاده تبذل جهودا كبيرا للوصول الى وقف للنار، وان اجتماع الدوحة سيركز على جزئيتين تتعلقان بالخطة التطبيقية للاتفاق.

 

بالمقابل، تشيد المصادر السياسية بالموقف الرسمي الذي ظهر موحدا في الرد على أسئلة هوكشتاين واستفساراته في كل محطات زياراته، وقد سمع من بري كلاما واضحا وصريحا بعد التنسيق مع ميقاتي، مضافا اليه المعلومات التي ترددت عن لقاء جمع بري والسيد نصرالله، سبقه اجتماع بين ميقاتي وجنبلاط واتصالات مع باسيل افضت الى الموقف الموحد، حيث سمع هوكشتاين لغة واحدة من رفض للاعتداءات «الإسرائيلية» المدعومة اميركيا، واحتضان المقاومة.

نواب الحزب

 

بدورهم، اكد نواب الحزب في مواقفهم ان الرد على جريمة اغتيال الشهيد فؤاد شكر آت وحتمي، سواء من جهة الحزب او من ايران، وكشفوا عن موجة من الاتصالات المكثفة مع الحزب، لكي يكون الرد معتدلا ومقبولا ويمكن «لاسرائيل» ان تستوعبه، وأكدوا ان قيادة الحزب استمعت الى الرسائل وما يحملونه، ورفضت إعطاء اي تعهد لاي جهة، كما رفضت الخوض معهم في اي نوع من المساومات، هذا ما حصل مع هوكشتاين خلال لقائه بري وميقاتي.

 

واكد نواب الحزب ان الرد على جريمة الضاحية صار بعهدة القيادة الميدانية للمقاومة الإسلامية، ويعود لها وحدها امر التنفيذ والتوقيت واختيار الهدف، كما اشاروا الى ان نتنياهو أسقط كل المفاوضات، ومن يراهن على نجاحها مع جزار ومجرم، كمن يراهن على سراب واوهام.

القلق الاميركي من موقف ايران

 

وحسب مصادر متابعة للتطورات السياسية والميدانية، ان اكثر ما يقلق واشنطن هو الصمت الإيراني ردا على عروضها السخية التي أرسلتها الى طهران عبر مسقط، اذا واقفت طهران على الغاء الرد او ابقائه تحت السقف على اغتيال القائد اسماعيل هنية. ومن ضمن هذه الاغراءات: استقالة نتنياهو، وقف اطلاق النار، الافراج عن ٢٥ مليار دولار من الأموال الايرانية المجمدة في المصارف الاميركية لاعمار الجنوب، الكشف عن أسماء عملاء كبار «للموساد» داخل ايران، استئناف المفاوضات النووية وغيرها. واللافت ان الإيرانيين لم يردوا على هذه النقاط والتزموا الصمت، مؤكدين انهم سينقلونها الى القيادة الإيرانية.

مصدر في الحرس الثوري

 

وقد رد مصدر في الحرس الثوري على كل ما سرب عن الوعود الاميركية بالقول « تجاهلوا كل ما تسمعونه من صفقات مع ايران، او استجابة للضغوط لمنع الرد، فطهران تستعد لجولة من المعارك الطويلة الامد، وقد ابلغت قطر رسميا يوم الثلاثاء الماضي، ان قاعدة العديد في قطر وغيرها من القواعد الاميركية على مستوى المنطقة، ستكون اهدافا مشروعة في حال التدخل الاميركي بالقتال». واللافت خلال الأيام الماضية الاستهداف اليومي للقواعد الاميركية في سوريا.

ترجمة الوعود الاميركية

 

وتسأل المصادر نفسها هل ستتم ترجمة الوعود الاميركية بالضغط على نتنياهو للقبول بوقف اطلاق النار، ودخول المنطقة في مسار جديد من المفاوضات؟ ام الذهاب إلى المجهول وسقوط كل الحلول ؟ رغم ان المؤشرات كلها تميل الى التصعيد، و”حركة ح” لن تشارك في المفاوضات حتى الآن، رغم الضغوط الأميركية على قطر لدفع “حركة ح” الى طاولة المفاوضات، والمحاولات القطرية لم تحقق الخرق المطلوب، لان “حركة ح” تدرك ان «اسرائيل» غير جاهزة للحل بعد طوفان الاقصى، واي موافقة من نتنياهو على وقف النار دون انجاز عسكري داخلي في غزة تحديدا، فـ «اسرائيل» الى التفكك والزوال والحرب الأهلية.

 

وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، فان المفاوضات لن تحمل جديدا، ونتنياهو يطرح شروطا يومية بالنسبة لمعبري رفح وفيلادفيا وهذه الشروط تعيد الامور الى نقطة الصفر، فلو كان جادا في الذهاب إلى التسوية لاعلن موافقته على ورقة ٢ تموز، التي تستند الى خطاب بايدن وقبلتها “حركة ح”، بدلا من مفاوضات وشروط جديدة.

 

وتؤكد المصادر ان الأحاديث عن خلافات داخل الفريق الحاكم في «اسرائيل» توزيع ادوار فقط، وكلهم متفقون على انهاء “حركة ح” وقتل قياداتها وفي مقدمهم يحيى السنوار، لإعلان صورة النصر الضرورية لنتنياهو للموافقة على وقف النار.

ستنفار لبنان الرسمي والشعبي

 

انهت الحكومة اللبنانية كل الترتيبات اللوجيستية للتعامل مع الاوضاع الداخلية في حال نفذت «اسرائيل» حربها الشاملة على لبنان، وشملت الخطة اقرار ١٤٤ مليار ليرة لخطة الطوارئ، وتوزيع المهام على كل المحافظات اللبنانية دون استثناء، مع تولي المحافظين الإشراف على الخطط والتنفيذ كل في محافظته، على ان يترأس المحافظ عرفة العمليات يساعده فيها ٨ ضباط من الأجهزة العسكرية، بالإضافة إلى الصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني والجمعيات الأهلية. وقد صدر القرار بفتح كل المدارس الرسمية امام النازحين بالاضافة الى المستشفيات الرسمية والخاصة، وفتح المستوصفات وكيفية ادارة العمليات، ووضعت خطة لضبط الامن

ومنع الفلتان.

 

بدورها، فان الاحزاب الوطنية مع «التيار الوطني الحر» و «المستقبل» انجزوا كل الترتيبات والخطط للتعامل مع الظروف الاستثنائية، ووزعت المهام وتم التوافق على بعض الترتيبات، على ان يكون التعاون شاملا مع الدولة. كما شكلت لجان الاحصاء، وحددت الاماكن الجاهزة لاستقبال النازحين، وتم التوافق على ان تكون مرجعية القرار للدولة، وتحديدا في المواضيع الامنية. كما شكلت الاحزاب اطرها التنظيمية للتعامل مع النزوح باشراف لجنة مركزية عليا ولجان فرعية في المناطق والقرى.

نشاط مكثف للأجهزة العسكرية

 

وتؤكد المعلومات ان جميع الأجهزة الأمنية اتخذت إجراءات مشددة لجهة ضبط الامن ومنع الفلتان، ومراقبة بعض المناطق التي تشكل بؤرا للإرهابيين، ووضعت العديد من المشبوهين وأصحاب السوابق تحت المراقبة، رغم ان الأجهزة لم ترصد اي تحركات مريبة للخلايا النائمة او نشاطا في سوق الاسلحة او في مخيمات النازحين حتى الآن، ويبقى الخطر الاكبر من شبكات «الموساد الاسرائيلي» وتفجيراتها لارباك الساحة الداخلية، في حال تطورت المواجهات العسكرية. وعلم ان مجلس الوزراء قرر تطويع ١٥٠٠ جندي لمصلحة الجيش اللبناني.

 

*****************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

مفاوضات اليوم بحضور هرتسوغ وغياب “حركة ح”.. وهوكشتاين في مهمة مستحيلة

 

الشرق –  أكد الموفد الاميركي آموس هوكشتاين خلال جولته على المسؤولين اللبنانيين ان «الحل الدبلوماسي ما زال ممكنا الوصول اليه لأننا نعتقد ونؤمن ان لا أحد يريد حرباً شاملة بين لبنان وإسرائيل»، مؤكدا «الحاجة الى خفض التصعيد عبر الخط الأزرق وفي المنطقة». وأمل هوكشتاين «في التوصل الى وقف اطلاق النار في غزة مما سيساهم في وقف وتيرة التصعيد في الجنوب»، معتبراً «ان القرار 1701 هو ضمانة الاستقرار في الجنوب».

 

عين التينة: واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة هوكشتاين والوفد المرافق بحضور السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان. حيث تناول اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة لاسيما السياسية والميدانية منها في ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة.

 

وأكد هوكشتاين أنه في لبنان بناء لطلب الرئيس جو بايدن قبل إنطلاق المفاوضات للوصول الى وقف لإطلاق النار في غزة، معتبراً ان ذلك سينعكس إيجابا على لبنان، مشيراً الى أن أمد الصراع في المنطقة قد طال بما فيه الكفايه وآن الاوان لدوامة الحرب أن تتوقف.

 

من جهته، جدد الرئيس بري التأكيد والمطالبة بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ولبنان منذ أكثر من 10 أشهر، مبدياً قلقه الشديد من الخطوات التصعيدية التي تقدم عليها المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية من خلال سياسة الإغتيالات العابرة للحدود سواء ما حصل في العاصمة الإيرانية طهران أو العاصمة اللبنانية بيروت ناهيك عن سلسلة المجازر الاسرائيلية اليومية التي ترتكب بحق الأطفال والمدنيين في قطاع غزة ولبنان وليس آخرها ما حصل بحق المصلين فجراً في مدرسة التابعين في قطاع غزة، مشيراً الى أن هذه السياسة تدل على تصميم إسرائيل المضي بالتصعيد العسكري وإفشالها أي مسعى لوقف الحرب.

 

وجدد الرئيس بري التأكيد أمام الموفد الأميركي على تمسك لبنان بالتمديد لمهام قوات اليونيفل وفقاً لمنطوق القرار الأممي 1701 الذي يطالب لبنان بتطبيقه كاملاً منذ اللحظات الاولى لصدوره عام 2006.

 

وبعد اللقاء الذي إستمر زهاء ساعة وخمس دقائق قال هوكشتاين: «عندما كنت في لبنان في آخر زيارة لي في شهر حزيران الماضي وقفت هنا وقلت للجميع أننا نؤمن بأن النزاع قد إستمر لفترة طويلة، وان حلاً دبلوماسياً ممكناً وملحاً بات ضرورياً وذلك كان صحيحاً في حزيران، وللأسف ما زال صحيحاً اليوم.

 

وأضاف: «ما زلنا نؤمن بأن الحل الدبلوماسي ما زال ممكنا الوصول اليه لأننا نعتقد ونؤمن ان لا أحد يريد حرباً شاملة بين لبنان وإسرائيل، ونعرف أن الصراع بين الطرفين قد تصاعد منذ آخر زيارة الى لبنان، لقد تحدثت مع دولة الرئيس نبيه بري عن الوضع في لبنان والحاجة الى خفض التصعيد عبر الخط الأزرق وفي المنطقة.

 

وتابع هوكشتاين: «الرئيس بايدن يعمل من دون كلل للقيام بذلك ويركز عمله أيضا للوصول إلى صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، وطلب مني العودة الى لبنان قبل معاودة المفاوضات، وتحدثت مع الرئيس بري عن الإتفاقية المطروحة على الطاولة حول وقف إطلاق النار في غزة وأعتقد أننا توافقنا أنه لم يعد هناك وقت أو أعذار من أي طرف لتضييع الوقت وأن الوصول الى الصفقة سوف يساعد أيضا في إيجاد حل ديبلوماسي هنا في لبنان وذلك سيمنع من حصول إنفجار او حرب أوسع، وبالتالي الإتفاق سيخلق الظروف المناسبة لعودة النازحين الى منازلهم وبالتالي سيتمكن الجانبان من العيش بأمان على طرفي الحدود، علينا الإستفادة من هذه النافذة في العمل الديبلوماسي والحل الدبلوماسي والوقت لذلك هو الآن».

 

ورداً على سؤال عن الرسالة التي حملها الى لبنان واللبنانيين، أجاب: «رسالتي الى الشعب اللبناني بسيطة أعتقد ان اميركا توافق مع الشعب اللبناني الذي يريد ان يعيش حياته بأمن وسلام وإزدهار، وان لا يعيش تحت التهديد المستمر الناجم عن النزاعات والحروب، هذه الرسالة نريدها للجميع في المنطقة التي عانت بما يكفي، فكلما مر الوقت بالتصعيد والتوتر والنزاع اليومي كلما تصبح إمكانية حصول حوادث يدفع ثمنها المدنيون وقد تخرج الأمور عن السيطرة، لذلك الوقت الآن هو للعودة الى الإتجاه الصحيح، رسالتي للشعب اللبناني واضحة وهو ما قاله الرئيس بايدن مؤخراً، العودة الى المفاوضات كسبيل ملح لوقف إطلاق النار في غزة واطلاق سراح الاسرى ووضع حد لما يجري، وهنا في لبنان نحن نؤمن وبحاجة للوصول إلى نهاية لهذه الأزمة اليوم، وموقفنا لا يؤيد ربط الأزمات في المنطقة، ولكننا ندرك ونفهم أنه علينا العمل سوياً لوضع حد للنزاع في قطاع غزة».

 

السراي: ومن عين التينة انتقل هوكشتاين والسفيرة الاميركية والوفد المرافق الى السراي الحكومي، حيث كان في استقباله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير والمستشاران بطرس عساكر وزياد ميقاتي.

 

في خلال الاجتماع أكد رئيس الحكومة «ضرورة الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها وتهديداتها وان مدخل الحل هو في وقف اطلاق النار في غزة، وتطبيق قرارات مجلس الامن لا سيما القرار 1701 الذي يضمن استقرار الجنوب».

 

واكد هوكشتاين «ان العمل يجري على مختلف المستويات الديبلوماسية وفي كل العواصم لانجاح الحل الديبلوماسي الذي دعا اليه الرئيسان الاميركي والمصري وامير قطر، وستتم مناقشته في اجتماعات الدوحة التي تبدأ غدا وستستمر اياما عدة». وأمل» في التوصل الى وقف اطلاق النار في غزة مما سيساهم في وقف وتيرة التصعيد في الجنوب». كما اعتبر «ان القرار 1701 هو ضمانة الاستقرار في الجنوب».

 

قائد الجيش: كما استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة هوكشتاين بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية.

 

نواب المعارضة: كما التقى هوكشتاين في مجلس النواب وفدا من نواب المعارضة ضم الياس حنكش وجورج عدوان وفؤاد مخزومي وميشال الدويهي.

 

الاطراف المعنية وصلت الى المرحلة النهائية من الاتفاق

ومقترح أميركي جديد لوقف النار في مفاوضات الدوحة اليوم

كشفت مصادر أمنية تفاصيل جديدة عن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و”حركة ح”، من أجل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.

وذكرت مصادر أمنية أن الأطراف المعنية وصلت إلى المرحلة النهائية للاتفاق، لكن لم تُصغ بعدُ نسخته الأخيرة.

وأوضحت المصادر أن “المفاوضات تجري بشأن إطلاق سراح 12 أسيرا فلسطينيا مقابل كل أسير إسرائيلي تحتجزه “حركة ح””.

وذكرت أن المحادثات تركز حاليا على “كيفية إطلاق إسرائيل سراح الأسرى الفلسطينيين من سجونها وعلى أي أساس ستختارهم”.

ولفتت إلى أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراح المحكوم عليهم بالسجن لمدة تقل عن 30 عاما، وطالبت أن يُسمح لها بحق المصادقة على إطلاق سراح المحكوم عليهم بأكثر من هذه المدة.

ويقضي نحو 50 فلسطينيا أحكاما بالسجن تزيد على 30 عاما في السجون الإسرائيلية، من بينهم عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” مروان البرغوثي، وتطالب إسرائيل بحق رفض التفاوض على هذه الأسماء، بحسب المصادر.

وتشير التقديرات إلى وجود نحو 120 أسيرا إسرائيليا لدى “حركة ح”، إضافة إلى آخرين تحتجزهم مجموعات أخرى تقاتل ضد إسرائيل في غزة.

وأكدت المصادر أن “حركة ح” أبدت “موقفا بنَّاء” في عملية التفاوض، التي زادت وتيرتها خلال الشهرين ونصف الشهر الأخيرين، وأن العملية تتقدم “بصورة إيجابية”.

ولفتت إلى “أهمية مساهمات تركيا في عملية التفاوض للوصول إلى هذه المرحلة”، في ظل موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يهدف إلى “عرقلة العملية”.

المصادر أشارت أيضا إلى أنه من القضايا المهمة الأخرى في المفاوضات، وضع الرئيس الجديد للمكتب السياسي ل”حركة ح” يحيى السنوار الموجود داخل غزة.وقالت إن وجود السنوار في غزة قد يطيل أمد الموافقة أو الرد على القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات.

ومع ذلك، قالت إنه من المنتظر أن تستكمل المفاوضات خلال الأيام المقبلة نتيجة للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر، بدعم من تركيا، من أجل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

مقترح أميركي جديد

في السياق، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الأربعاء، إن واشنطن ستقدم “مقترحا جديدا” لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل أسرى خلال مفاوضات مرتقبة اليوم في العاصمة القطرية الدوحة.

وأردفت: “من المتوقع أن تمارس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطاً كبيرة على جميع الأطراف للموافقة فورا على الإطار المقترح، على الرغم من أن البيت الأبيض والوسطاء يستعدون لاحتمال فشله”.

ولفتت الصحيفة، إلى أن “تفاصيل الاقتراح الجديد لا تزال غير واضحة، كما أنه من غير الواضح كيف يختلف عن الاقتراحات السابقة”.

واستدركت: “من المتوقع أن يتناول الاقتراح القضايا الرئيسية التي أثارها الجانبان، ولكن لا يُتوقع أن ينحرف بشكل كبير عن العروض السابقة”.

وبحسب الصحيفة “من المقرر أن يسافر المبعوث الخاص للبيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، إلى مصر لإجراء محادثات حول الوضع الحدودي (بين مصر وغزة الذي تسيطر عليه إسرائيل) قبل الانضمام إلى مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، في الدوحة لحضور القمة”.

وقالت: “من المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء نتنياهو، الأربعاء، بأعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي، فيما يتابع المراقبون عن كثب لمعرفة ما إذا كان سيتم منح مدير الموساد، ديفيد برنياع، حرية أكبر في المفاوضات”.

وأعلنت الولايات المتحدة أن لقاء الخميس، في الدوحة هو “بداية للمفاوضات وليس من أجل التوقيع على اتفاق”، وشارك فيه ويليام بيرنز عن الجانب الاميركي.

وفي المقابل، اعلنت بعثة طهران في الامم المتحدة ان ليس لإيران مفاوض في الدوحة لا مباشرة ولا غيره.