أعطى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مؤشرات عن مسار المواجهة، سواءٌ على مستوى التكتيك او الاستراتيجية الهادفة الى منع اسرائيل من الانتصار على المقاومة الفلسطينية، وليس تدميرفلسطين المحتلة.
لم يمرّ خرق جدار الصوت، من قبل طيران الاحتلال الاسرائيلي العسكري، مرور الكرام، فأشار اليه السيد نصر الله في مطلع كلمته متسائلاً، عن الغباء الذي يهيمن على ذهنية رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وقال: «قد يلجأ العدو اثناء الكلمة الى خرق جدار الصوت من اجل استفزاز الاحتفال او إخافة الموجودين.. وهيدا يدل إنو عقلاتو كتير صغار».
ورأت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يعطِ أي شرح إضافي عن الرد الذي ينفذه الحزب، وهذا أمر طبيعي، لكن ما يستدعي التوقف عنده هو أنه ليس مطلوبا من سوريا وإيران الدخول في قتال دائم، قائلة أن الحرب النفسية متواصلة وأي سيناريو يلجأ إليه الحزب للرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر لم يتظهَّر بعد.
اما بالنسبة الى احتمال الحرب الشاملة، فإن الأوساط نفسها اوضحت أن هناك سعيا لعدم نشوبها، وهذا ما تعكسه المعطيات الراهنة إلا إذا حصل تطور ليس في الحسبان.
إلى ذلك، تحدثت الأوساط نفسها عن حملة تقودها المعارضة من أجل تجنيب لبنان الانغماس في الحرب، ومن شأنها أن تتكثَّف.
على ان الصدمة الموجعة يوم امس، قبل وبعد الاحتفال بذكرى مرور اسبوع على استشهاد القيادي في المقاومة فؤاد علي شكر تمثل بأمرين: الاول، تسمية قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، رئيساً للحركة خلفاً للشهيد اسماعيل هنية.
والثاني: باستهداف حزب الله مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة إيجور 621 في ثكنة شراغا شمال عكا، واستخدام صواريخ اكثر تطوراً.
وقال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان «الانتظار الاسرائيلي على مدى اسبوع هو جزء من العقاب والردّ، فالمعركة هي معركة نفسية وسلاح ودمار، ونحن نتصرف بروية وشجاعة لا بانفعال».
واضاف: الردّ آتٍ قوياً فاعلاً من ايران وحزب الله واليمن.
واكد نصر الله: ايران سترد وحزب الله سيرد واليمن سيرد، والمهم في هذه الجهات الثلاث ان العزم والقدرة موجودة، ولكن بتأنٍ وروية.
وطالب نصر الله سكان حيفا بالاستعداد لأي سيناريو، مشيراً الى ان المشروع الحقيقي لنتنياهو وحلفائه هو جعل الاردن وطناً بديلاً للفلسطينيين.
وقال: المصانع الاسرائيلية في الشمال يمكن تدميرها في ساعة واحدة.
وأكد: حساب العدو في الذهاب الى حرب واسعة حساب معقد، وعندما يريد الذهاب الى حرب لا يحتاج الى ذريعة.
واشار الى بعض ما قيل انه ابواق وبعض الاعلام، بالقول: لا نريد منكم دعماً ولا تأييداً، لكن لا تطعنوا المقاومة بظهرها، ولا تكونوا شركاء بالحرب النفسية، وليكن الحد الادنى من الاخلاق والوطنية عبر سلوككم.
ودعا الى فهم حجم مخاطر ما يجري في المنطقة، ملاحظاً ان البعض في لبنان يعربون عن خوفهم اذا انتصرت المقاومة في المعركة، وأنا اقول لهم عليكم الخوف من انتصار العدو، ومن لا يؤيدنا في لبنان، نطلب منه الا يطعن المقاومة في الظهر، او يشارك في الحرب النفسية ضدنا.
واوضح: المقاومة ليست في وارد ان توظف اي انتصار لها في الداخل اللبناني، ولا تخافوا من انتصارها، ويجب ان تخافوا من انتصار العدو، وأن تدركوا حجم مخاطر ما يجري في المنطقة.
واشار الى ان الاحتلال يستعين بالولايات المتحدة، ودول غربية لحمايته لانه ليس قادراً على حماية نفسه.
وعلى جبهة الاحتلال، دعا الوزير المستقيل بيني غانتس الى «زيادة الضغط العسكري والاستهداف المباشرل للبنى التحتية في لبنان، وأن الحكومة ستحظى بالدعم في كل خطوة هجومية».
رسمياً، كشف الرئيس نجيب ميقاتي ان الاتصالات التي اجراها ساعدت على تكوين القناعة لدى «اصدقاء لبنان» بضرورة الضغط على اسرائيل لعدم الانزلاق بالاوضاع الى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته، داعياً للاهتمام بما يخفف معاناة اللبنانيين وهواجسهم، لا تأجيج السجالات العقيمة.
ومن القاهرة، اعلن وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب بعد لقاء نظيره المصري بدر عبد العاطي ان «التصعيد الاسرائيلي في المنطقة يقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، معتبراً ان توسع رقعة الحرب اصبح جدياً في حال لم يتحرك المجتمع الدولي.. مقدماً الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية على الوقوف الى جانب لبنان.
وأشار عبد العاطي إلى أن الظرف الإقليمي معقد وبالغ الخطورة، مشددا على أن مصر تدين الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان، لاسيما القصف الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية ونحن كقيادة وحكومة وشعب متضامنون مع لبنان وشعبه. واذ دعا كافة أطراف الصراع لتجنب الانزلاق في حرب إقليمية شاملة، مشيرا إلى أن السياسات التصعيدية لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف، أكد دعم مصر الكامل لتنفيذ القرار 1701، مشددا على ضرورة التنفيذ الفوري لهذا القرار بشكل كامل من جانب كافة الأطراف المعنية.
الكهرباء: إضراب وبنك دولي
حياتياً أعلنت نقابة عمال ومستخدمي كهرباء لبنـان عن اضراب تحذيري اليوم، وترأس ميقاتي اجتماعا ضم المدير الإقليمي لدائرة الشرق الاوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك ومستشاري رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر. خصص الاجتماع للبحث في المواضيع التي ستدرج على جدول اعمال البنك الدولي في اجتماعات شهر ايلول المقبل، ومن ضمنها مشروع يتعلق بقطاع الكهرباء في لبنان.
الوضع الميداني
وليلاً، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة كفركلا، وهو استهدف محيط مركز البلدية.
وكانت طائرات الاحتلال قصفت بلدة ميفدون مما ادى الى سقوط 5 شهداء، نعاهم حزب الله اضافة الى شهيد آخر..
وأعلن «حزب الله» «رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة افيفيم بالأسلحة المناسبة واصابوه إصابة مباشرة». واعلن انه استهدف «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي قرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان». ايضا، اعلن انه «ورداً على بلدة عبّا في الجنوب، شنّ هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة «شراغا» شمال عكا محققًا إصابات دقيقة». وقد اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إصابة شخصين أحدهما حالته حرجة بعد سقوط مسيَّرة لـ«حزب الله» في نهاريا. واشار موقع واللا العبري الى ارتفاع عدد المصابين في هجوم المسيَّرات إلى 6 بينهم اثنان في حالة حرجة. وتحدث رئيس بلدية نهاريا عن اصابات وأضرار مادية في الهجوم المسيَّر لحزب الله على نهاريا. واعلن حزب الله ايضا «اننا استهدفنا ملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم بالصواريخ الموجهة وحققنا إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح». كما قصف «موقع المرج بقذائف المدفعية وحقق فيه إصابة مباشرة».
وحسب المعلومات فإن 20 جريحاً اصيبوا في نهاريا.
المصدر : اللواء