كتبت صحيفة “الأنباء” تقول:
لا تزال المنطقة على فوهة بركان، فيما يترقّب العالم طبيعة ردّ “الحزب” وإيران على الاغتيالات الإسرائيليّة الأخيرة، خصوصاً بعد خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله متوعداً العدو بردّ يتناسب مع حجم وموقع الشهيدين الكبيرين.
وسط هذه الأجواء تستمر الإعتداءات الإسرائلية على غزة وجنوب لبنان، والتي ذهب ضحيتها 30 شهيداً فلسطينياً في رفح من بينهم القيادي في حماس محمد الجعبري، وفق مصادر مواكبة للتطورات الميدنية. أما في جنوب لبنان فقد طاولت الاعتداءات الاسرائيلية قرى بليدا وطير حرفا وراشيا الفخار وعلما الشعب، وقد رد حزب الله على هذه الاعتداءات بقصف مركّز على مواقع لتجمعات العدو في الجليلين الغربي والاوسط ومستعمرات المطلة ومسكاف عام في أصبع الجليل.
المصادر توقعت عبر “الأنباء” الإلكترونية أن يشمل الرد على إسرائيل هجمات من قبل الجهات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا. وأفادت بأن وزارة الدفاع الأميركية ناقشت مع القيادة المركزية التعديلات التي يجب اجراؤها على وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط.
على مستوى المشهد السياسي، كان لافتاً الموقف الذي أعلنه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بمناسبة عيد الجيش، لافتاً إلى التطورات المقلقة وما تقوم به اسرائيل من تصعيد ممنهج وخطير، مؤكداً أن في لبنان دعاة سلام ومع سلام مستدام واستقرار مستدام. وكان ميقاتي قد اجتمع مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي للتأكيد على الثوابت اللبنانية لاسيما تطبيق القرار 1701 ليس من قبل لبنان فحسب بل من قبل إسرائيل التي تتمادى بخرقه من لحظة اقراره منذ حرب تموز في العام 2006.
في السياق، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى إلى أنه من الواضح أن إسرائيل باعتدائها على الضاحية الجنوبية تخطّت الخطوط الحمراء وأصبحت تبتعد باتجاه توسيع إطار الحرب، وهذا يتوقف على النية الاسرائيلية بتوسيع أطر المواجهات، معتبراً أنَّ الأمور تسير بهذا الاتجاه ولا يمكن لأحد أن يتكهّن كيف ستكون عليه تطورات الميدان إذا ما حصل الرد على الاعتداءات الاسرائيلية.
موسى رأى في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أن من الطبيعي أن يكون الرد بحجم ما حصل، آملاً ألا تذهب الأمور نحو حرب أوسع، إذ إنَّ هذا الأمر يتوقف بحسب طبيعة الرد ومدى أثره على العدو، لافتاً إلى أنَّ الجميع ضد توسيع الحرب باستثناء رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي يدفع بهذا الاتجاه.
وعن موقف عين التينة من المستجدات الأخيرة، أشار موسى إلى أنَّ موقف عين التينة لا يختلف عن مواقف اللبنانيين المتشبثين بأرضهم، معتبراً أنه حان الوقت لوقف الاعتداءات الاسرائيلية على البلد، مذكراً أنَّ على العالم الغربي أن يتحمّل مسؤولياته حيال ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات ومخالفات لنص القرار الدولي.
موسى تطرّق إلى زيارة السفراء الخمس للسراي الحكومي، معتبراً أنَّه من الطبيعي أن يتم هذا اللقاء مع رئيس الحكومة، لأن لبنان بصدد تقديم شكوى ضد اسرائيل، ومن المفترض أن يكون هؤلاء السفراء على اطلاع بأجواء ما حصل، إذ إنهم يضغطون من أجل تطبيق القرار 1701، خصوصاً أنَّ ما قامت به اسرائيل بالهجوم على الضاحية يعد خرقاً كبيراً.
في المحصلة، فإنَّ التطوّرات القادمة تبقى رهن الميدان، وسط ازدياد المخاوف من تدحرج الأمور نحو المجهول، في ظلّ غياب رأس الدولة، فيما يستمرّ المعطلون على موقفهم، متغاضين عن مصلحة الوطن خدمة لمصالحهم.