كتبت صحيفة “اللواء”: في الوقت الذي شكَّلت كلمة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو امام الكونغرس الاميركي صدمة لمن تابع ما قاله، على مسمع اعضاء الكونغرس، الذين حضروا وصفقوا «للقاتل» وكأن دماء ألوف الفلسطينيين، ليست أمراً يستحق الادانة او الاعتراض، وكأن «حقوق الانسان» لا تطال هؤلاء الشهداء من الاطفال والرجال والنساء الذين قتلوا بدم بارد بقصف الطيران والقذائف الحارقة حول المنازل وتحتها وداخل اكوام الركام، بعدما تحولت غزة وقطاعها ومخيماتها الى ارض مدمرة ومحروقة، كان الوضع في الجنوب، يدخل دائرة الاهتمام بقوة من نافذة «هدهد» المقاومة الاسلامية، الذي حلَّق فوق قاعدة عسكرية، وعجزت اجهزة الرصد عن كشفها، في رسالة واضحة لنتنياهو قبل إلقاء خطابه امام الكونغرس.
وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان المسيَّرة حلقت لـ8 دقائق، وهذا حسب الوسائل يوضح «مدى ضعفنا وهذه وصمة عار» ووصفت «فيديو» حزب الله بالخطير جداً.
وقال ان اسرائيل تفضل اعادة المهجرين من المستوطنات الى بيوتهم، وهل ملزمة بذلك.. وسنفعل ما علينا فعله لاعادة الامن الى المستعمرات الشمالية.
ولم يغفل نتنياهو عن تحريض الاميركيين على حزب الله عندما ذكّر بقصف السفارة الاميركية في بيروت، مع الاشارة الى ان حزب الله يقول ان المعركة ليست مع اسرائيل، بل مع الولايات المتحدة.
واعتبرت مصادر سياسية ان خطاب نتنياهو امام الكونغرس هو مؤشر على حرب مفتوحة في الجنوب، نظراً لارتباط هذه الجبهة بجبهة غزة.
رئاسياً، أوضحت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان التحرك المضاد لكتلة التنمية والتحرير من أجل تأمين أكبر أصوات نيابية ممكنة لتأييد مقترح رئيس مجلس النواب نبيه بري حول الحوار من شأنه أن يتفاعل إذا اتخذ الطابع الرسمي لاسيما أن غايته دفع الكتل النيابية إلى السير بالحوار في مواجهة مقترح المعارضة تحت مسمى خارطة الطريق.
وقالت هذه الأوساط إن إصرار المعارضة على مقترحها يواجه بطرح الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب، يولد المزيد من التصادم السياسي، ما يجعل أي مسعى رئاسي خارج إطار البحث والنقاش الجدي في الوقت الراهن، في حين لا بد من ترقب ما يُقدم عليه التيار الوطني الحر والمسار الذي يسلكه بعد تأكيد رئيسه النائب جبران باسيل انفتاحه على الحوار والتشاور.
التزام أممي بلبنان
في نيويورك، قدمت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت ووكيل الامين العام لعمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا امس احاطة الى مجلس الامن اثناء جلسة مشاورات تلت نشر التقرير الاخير (2024/548/5) للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتريش حول تنفيذ القرار 1701 (2006).
ورفضت بلاسخارت في مطالعتها القبول بأن الصراع الشامل لا مفر منه، وان الحل الدبلوماسي للخروج من الازمة لا يزال ممكناً، لكنها لاحظت ان لبنان والمنطقة برمتها لا يزالان على حافة خطر محدق، مشيرة الى ان لبنان واسرائيل يعلنان انهما لا يسعيان الى الحرب، معربة عن املها ان يؤدي التوصل الى «اتفاق بشأن غزة»، الى العودة الفورية لوقف الاعمال العدائية عبر الخط الازرق.
ودعت الى حث الطرفين على بذل كل جهد ممكن من التصعيد مؤكدة ان تنفيذ القرار 1701 هو الطريق نحو الامن المستدام.
وفي الشأن الداخلي، رأت بلاسخارت انه في ظل الجهود في ملف الفراغ الرئاسي المستمر اصبح تحلل الدولة وتراجع قدرة مؤسساتها واقعاً ملموساً على الارض، معربة عن اسفها لان يضطر ابناء الشعب اللبناني الى الاعتماد على التحويلات المالية للعاملين بالخارج او العمل في عدة وظائف لمواصلة حياتهم، داعية الى احياء مسيرة الاصلاحات الاقتصادية والمالية.
واعترفت المنسقة الاممية بالصعوبات الهائلة الناتجة عن الوجود الطويل الامد لعدد كبير من اللاجئين على الاراضي اللبنانية، مشددة على اهمية ايجاد حلول جماعية، مع التأكيد على ان الحلول لا تقتصر على لبنان فقط.
خسائر الاعتداءات الاسرائيلية
وحضرت خسائر الاعتداءات البشرية والصحية والعمرانية والزراعية والبيئية بسبب الاعتداءات الاسرائيلية في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية مع سفراء الدول الاوروبية لعرض نتائج الاعتداءات الاسرائيلية، مطالباً بـ«خطة واضحة وجهد دبلوماسي وسياسي منظم للتعامل مع نتائج الاعتداءات الاسرائيلية في اسرع وقت ممكن، مطالباً بتطبيق القرار 1701».
الدمار
وكشف تقرير دولي حجم الأضرار التي لحقت ببلدات جنوب لبنان وإسرائيل الحدودية بعد تسعة أشهر من القتال بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.
وتظهر صور الأقمار الصناعية وصور الرادار وسجلات النشاط العسكري أن مجتمعات بأكملها قد نزحت، وتضررت آلاف المباني ومساحات واسعة من الأراضي على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وتضرر المباني في جنوب لبنان كما يكشفه تحليل بي بي سي يصل الى أكثر من 60% من المجتمعات الحدودية في لبنان، حيث تعرض أكثر من 3200 مبنى لأضرار.
وتم جمع البيانات بواسطة الباحث كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك. وهذه البيانات تستند إلى مقارنات بين صورتين منفصلتين، مما يكشف عن التغيرات في ارتفاع أو هيكل المباني ويشير إلى حدوث ضرر.
وكانت بلدات عيتا الشعب وكفركلا وبليدا من بين الأكثر تضررا.
وتعرضت عيتا الشعب لقصف واسع النطاق، حيث وقع ما لا يقل عن 299 هجوماً منذ أكتوبر/ تشرين أول، وفقاً لمنظمة أكلد.
كندا مجدداً
وفي اطار دبلوماسي، وجهت السفارة الكندية في لبنان الكنديين والمقيمين الدائمين وأفراد أسرهم المباشرين في لبنان، الى ان «الوضع في لبنان متقلب وغير قابل للتنبؤ بسبب الأحداث الأخيرة والمستمرة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة»، ولفتت الى ان «على الكنديين والمقيمين الدائمين وزوجاتهم وأطفالهم المعالين اتباع نصائح السفر إلى لبنان والمغادرة حيث الرحلات الجوية التجارية متاحة».
وختم البيان: «تركيزنا ينصبُّ على مساعدة الكنديين والمقيمين الدائمين في الحصول على الوثائق التي يحتاجون إليها للسفر وإبقاء العائلات معًا، نواصل مراقبة الوضع بالتعاون مع شركائنا».
الوضع الميداني
ميدانياً، بعد طائرة «الهدهد» نهاراً، التي استطلعت قاعدة «رمات ديفيد» الموجودة في الشمال، واعتراف الجيش الاسرائيلي بالاستطلاع، وقال ان الفيديو تم التقاطه بطائرة من دون طيار،استهدف حزب الله موقع رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة بالاسلحة الصاروخية رداً على قصف الاحتلال بلدتي شيحين وأم التوت، كما استهدف اطراف بلدتي عيتا الشعب ودبل.