أخبار عاجلة

السياحة في رحاب الحرب: الوافدون كثر والفنادق فارغة!

يناقض إقبال المغتربين وإصرار بعض السياح ولا سيما منهم العرب، واقع لبنان الأمني والعسكري على الحدود الجنوبية وبعض البقاع. فعلى الرغم من نصائح سفارات عربية وأوروبية لمواطنيها بعدم السفر إلى لبنان وتوصياتها لهم بالمغادرة، أصبح مؤكدا أن المواجهات المتصاعدة في الجنوب وما رافقها من ادعاءات عن مطار بيروت أوردتها “التلغراف” البريطانية، لم تفرمل اندفاعة الموسم السياحي ولا أثّرت على قرار المغتربين اللبنانيين العودة إلى بلدهم، ولا على قرار السياح الاصطياف في لبنان.

ما بين 12 إلى 14 ألف راكب، تهبط بهم الطائرات يوميا في مطار رفيق الحريري الدولي، غالبيتهم الساحقة من اللبنانيين، والباقون سياح من جنسيات أردنية وعراقية وخليجية، إلى مواطني بعض الدول الآسيوية، حتى تجاوز عدد الوافدين عبر المطار 406 آلاف و396 وافدا (مقابل 427 ألفاً و 854 وافداً في حزيران 2023 بتراجع نسبته 5%.

ووفقا لإحصاءات المطار، بلغ عدد الوافدين منذ مطلع العام حتى نهاية حزيران الماضي مليونا و545 ألفا و666 زائرا، وعدد المغادرين مليونا و452 ألفا و996 مغادرا. ويشكل المغتربون اللبنانيون القادمون من الدول العربية والخليجية وأفريقيا النسبة الأكبر من الوافدين، وتراوح بين 60% و70%، فيما تشكل نسبة السياح العرب نحو 25% غالبيتهم من السوريين والعراقيين، إضافة إلى الأردنيين والمصريين، وإن بنسبة أقل. أما السياح الأجانب فغالبيتهم من أوروبا، ولا تتجاوز نسبتهم الـ 5%.

في مقابل هذه الزحمة، يبدو لافتا أن نسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة لا تعكس هذا الواقع، إذ لا تتعدى الـ40% حدا أقصى في بعض منها وفي مناطق محددة. ويعزو المعنيون الأمر في جانب منه، إلى منافسة أسعار قطاع الـ Airbnb غير المنظم، الذي لا يسدد الرسوم والضرائب للدولة، بما يمكنه من فرض أسعار لا يمكن قطاعي الفنادق والشقق المفروشة منافستها.

عدد الرحلات ونسبة ملاءتها؟

يجزم رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود بأن أعداد الوافدين إلى لبنان جيدة ولا تزال تحافظ على النسبة التي حققتها العام الماضي، إذ يهبط في المطار يوميا أكثر من 12 ألف راكب، وسنصل في آب المقبل إلى قرابة 15 ألف وافد، أي بين 85 و90 طائرة تحط في المطار وتغادره يوميا من مختلف أنحاء العالم، نسبة ملاءتهم بين 90% و100%”.

وفيما يشاع أنه بعد مقالة “التلغراف”، ألغى كثرٌ حجوزاتهم إلى لبنان، أكد عبود أن أيا من الرحلات لم تُلغ، بل ثمة زيادة في عددها لبعض الوجهات الأساسية، وخصوصا دبي وإسطنبول لكونهما محطتي ترانزيت لعدد من الركاب. وإذ أمل أن يكون موسم الصيف واعدا كالموسم الماضي، قال: “في حال نجاح المبادرات الإيجابية في وقف الحرب جنوبا، سيكون هذا الصيف أفضل من صيف 2023”.

وبحسب رئيس الدائرة التجارية في شركة طيران الشرق الأوسط مروان الهبر فإن رحلات “الميدل ايست” لم تتأثر وبقيت جداولها كما هي، حتى إنه أضيف إلى جدول شهري تموز وآب ست رحلات يوميا، أي نحو 35 رحلة إضافية أسبوعيا غالبيتها إلى أوروبا، وتحديدا إلى المانيا والدانمارك وإيطاليا وإسبانيا واليونان وقبرص. كذلك أضيفت رحلات أسبوعية إلى بعض الدول العربية كمصر والأردن والكويت وقطر.

ويشير الهبر إلى أن أسطول “الميدل إيست” يبلغ 23 طائرة، 21 منها تبيت في بيروت، فيما تبقى واحدة في قبرص وأخرى في تركيا.

الفنادق والشقق المفروشة؟

على الرغم من الحركة النشطة للطائرات الآتية إلى لبنان، يلاحظ تراجع ملحوظ في نسبة الإشغال الفندقي التي راوحت في بيروت بين 20% و40% كحد أقصى، أما خارج بيروت فيقتصر الإشغال على عطلة الأسبوع حيث تصل إلى 10% في أحسن الاحوال، فيما تكون في أيام الأسبوع صفرا في المئة. وهذا التراجع الذي يشهده القطاع الفندقي للعام الثاني، أسبابه عديدة لعلّ أبرزها المنافسة غير الشرعية من مؤسسات الـAirbnb، والأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد خصوصا في الجنوب.

ومع تراجع نسبة الاشغال (لم تناهز الـ 45% العام الماضي) من البديهي أن تلجا الفنادق إلى تقليص نفقاتها من خلال إغلاق أجنحة وغرف وخفض نسبة من موظفيها، وفق ما يؤكد نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر، الذي أكد أن مداخيل الفنادق تراجعت أكثر من 50% عن العام الماضي.

وعلى غرار حركة الفنادق، يشهد قطاع الشقق المفروشة تراجعا لافتا، إذ بعدما كانت الحجوزات فيه تصل إلى 80 و100%، لا تتعدى نسبة الإشغال حاليا الـ20%. وتعيد نقابة أصحاب الشقق المفروشة الأمر إلى منافسة قطاع الـairbnb إضافة إلى الضرائب التي تفرض على القطاع في ظل تدني نسبة الإشغال.

المصدر : النهار