أخبار عاجلة

كرم : مُبادرة المعارضة تستكمل مُبادرة “الإعتدال” ولا تتضمن أيّ خرق للدستور

صحيفة الديار – فادي عيد

من الواضح أن المبادرة الرئاسية التي أعلن عنها نواب المعارضة، إنخرطت وبشكل سريع في الإنقسام العامودي والحاد الحاصل في لبنان، أي “الممانعة” من جهة، والمعارضة من الجهة المقابلة. فالأول نعاها قبل أن يطلع على مضمونها، والثاني يسعى للوصول إلى تأمين حصول الإستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن، على خلفية الإستحقاقات والحروب الحاصلة في المنطقة، وإمكانية الوصول إلى طاولة المفاوضات، والتي تفرض على اللبنانيين أن يكونوا ممثلين برئيس الجمهورية.

وفي معرض تقييمه إذا سيُكتب النجاح لهذه المبادرة، التي يعارضها رئيس المجلس نبيه بري، يقول عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم لـ “الديار” إن “المعارضة التي حصلت لمبادرة المعارضة، ليست أكثر مما حصل في وجه مبادرة الرئيس بري، فمبادرته مرفوضة بشكل كبير، وهناك حالة استغراب من تمسّكه فيها. أما مبادرة قوى المعارضة فهي لا تتضمن أي خرق للدستور، وتؤكد على احترام كل الأفرقاء السياسيين، ولا زالت مستمرة وستتواصل مع الطرف الآخر، فإذا أظهر تجاوباً معها جيد، وإلا يكون قد أصبح من الواضح بشكل كامل أنهم لا يريدون انتخاب رئيس، إلا في حال كنا سنعمد إلى انتخاب مرشحهم”.

وحول إذا كان قد تم تحديد الموعد لزيارة نواب المعارضة لكتلة “التنمية والتحرير”، ينفي علمه ما إذا كان قد تحدّد الموعد أم لا، كونه ليس في لجنة المعارضة، “لكن الموعد للقاء بهم طُلِب من قبل لجنة المعارضة”.

وعن خلفيات هذا التوتر بين المعارضة والرئيس بري وكتلته النيابية، يرى “أن الرئيس بري لا يريد السير مع أي أمر يسهِّل إجراء انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، أو يحترم الدستور، وهذه مسألة واضحة، وإذا كان هناك من يشكِّك بهذا الأمر، فيكون إما بعيداً جداً عن الواقع السياسي، وإما لا يريد أن يرى الأمور بوضوح، فهذا يعني أن محور الممانعة يريد أن يضع كامل مواقع ومرافق الدولة اللبنانية وقراراتها بيده، ويعتبر أنه ذاهب إلى تسهيلات ما في جنوب لبنان لتحميه من ضربة كبيرة، مقابل ذلك هو يريد السلطة اللبنانية”.

وحول الكلام الذي صدر من قوى الممانعة، بأن لا شيء جديداً في المبادرة، وأنها مستنسخة عن مبادرة كتلة “الإعتدال الوطني”، يقول “إذا كانت مستنسخة عن مبادرة “الإعتدال” فهذا جيد، ويجب أن يكونوا إيجابيين معها، لا سيما وأن بري يعتبر نفسه عرّاب مبادرة كتلة “الإعتدال” ومن طلب منهم التحرّك باتجاهها، وهو المدافع الأول عنها، ولهذا السبب يجب أن يتعاونوا ويكونوا إيجابيين، بما أن مبادرتنا تستكمل مبادرة الإعتدال”.

وهل من تأثير مباشر لنتائج حرب غزة على الإستحقاق الرئاسي، يرى أن “أي تطوّر داخلي أو خارجي يمكن أن يؤثّر على الإستحقاق الرئاسي، لا سيما وأن الأحداث الحاصلة في المنطقة كبيرة ومصيرية وتاريخية وتؤثّر على بعضها من دون شك، إنما العامل الأهم في عملية الرئاسة في لبنان هو الأطراف اللبنانية، التي قد ترضخ أو ترفض عملية الرضوخ هذه، ونحن الطرف الذي لا يرضخ لشروط محور الممانعة ولا يُخدَع بشيطنات هذا المحور، لهذا السبب نحن نقف بحالة توازن مع هذا الطرف، ونقول لهم بأنه لن يكون لهم رئيس الجمهورية المقبل”.

 

وعما يحكى عن إمكانية حصول الإستحقاق الرئاسي في الشهرين المقبلين، يذكّر كرم أننا “نستمع منذ عامين على نغمات تحديد تواريخ حصول الإستحقاق الرئاسي، وقد تبيّن بالملموس أن كل ذلك لا يعدو كونه أوهاماً وكلاماً غير واقعي، وأنا أعتبر أن الشروط هي التي تأتي بالرئيس وليس الأوقات”.