خاص موقع mtv
يملك حزب الله “فريقاً” من المحلّلين ارتفع عدده منذ انطلاق الحرب الأخيرة في ٧ تشرين الأول الماضي. ولكن، يلاحظ أنّ هذا “الفريق”، وهو على درجات مختلفة من الكفاءة والمصداقيّة، ليس موحّداً بل يروّج أحياناً لأفكارٍ متناقضة.
برز لبنانان، بعد التطورات الأخيرة. لبنان يعيش الحرب، على رقعة واسعة من الجنوب، ولبنان آخر يكمل حياته بشكلٍ طبيعيّ، سهراً وسياحةً، وأيضاً هموماً اجتماعيّة ومعيشيّة تسبق الهمّ الأمني.
انطلاقاً من هذا الواقع، كان “فريق” حزب الله الإعلامي يسوّق لفكرتين تتناقضان، تخدم الأولى الحزب وتضرّ الأخرى به. برز التناقض أكثر بعد خطاب النائب محمد رعد الشهير عن ارتياد البحر والملاهي.
فجزءٌ من “فريق” حزب الله تحدّث عن أنّ “الحزب” يقدّم شهداء وتضحيات ويخوض حرباً بالنيابة عن اللبنانيّين جميعاً لكي ينعموا بالعمل والسهر والفرح. استُخدمت الحجّة نفسها لتبرير تدخّل حزب الله في الحرب السوريّة: لولا مواجهة التكفيريّين في سوريا لاضطررنا الى مواجهتهم في بيروت وجونية!
أمّا “الفريق” الآخر من المحلّلين، وهو أقلّ تشدّداً وأقلّ جودةً في الأداء الإعلامي، فيسوّق فكرة أنّه لا يجوز للبنانيّين أن ينعموا بحياةٍ طبيعيّة ما دام قسمٌ من الشعب يعاني من الحرب ويخوض حرباً في مواجهة عدوّ. ويقدّم لنا هؤلاء، عبر الشاشات، دروساً في الوطنيّة كأنّهم باتوا موزّعيها الحصريّين، بالجملة والمفرق.
غريبٌ ألا يملك حزب الله رؤية إعلاميّة موحّدة. قد ينبع ذلك من وجود خطّين في الحزب، أحدهما متشدّد والآخر أكثر انفتاحاً. وربما للأمر علاقة بإعطاء الأولويّة في هذه المرحلة للإعلام الحربي، أمّا ما يتفوّه به بعض المحلّلين، من الدرجتين الثانية والثالثة، فليس مهمّاً في الوقت الحاضر.