تلقى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله امس رسالة من الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، قال فيها: لقد دعمت جمهورية إيران الإسلامية دائماً مقاومة شعوب المنطقة ضد الكيان الصهيوني غير الشرعي. إن دعم المقاومة متجذّر في السياسات الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ومثل الإمام الراحل وتوجيهات قائد الثورة سيستمر بقوة.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية امس ايضا أنّ أي “اعتداء على لبنان سيُشكّل أرضية لزيادة التوتّر بالمنطقة ويهدد الأمن والسلم فيها”. وشدّدت الخارجية الإيرانية على أنّ “الدفاع عن لبنان مبدأ أساسي لدينا، ولا شك في أنّنا سندعم لبنان في وجه أي اعتداء إسرائيلي”، مضيفةً “إسرائيل تتحمّل عواقب أي هجوم على لبنان وعلى المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته” وأعلنت أنّ “قنوات التفاوض غير المباشرة مع واشنطن لا تزال مفتوحة وهناك طرق متعددة لتبادل الرسائل بيننا”.
هذه المواقف ليست الاولى من نوعها. فقد كثرت في الاونة الاخيرة. منذ ايام، أكد مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الإيراني علي خامنئي، لصحيفة “فايننشال تايمز”، أنه “إذا شنّت إسرائيل هجوماً شاملاً ضد “حزب الله”، فإنها ستخاطر بإشعال حرب إقليمية تدعم فيها طهران و”محور المقاومة” الحزب “بكل الوسائل”. وأشار مستشار الشؤون الخارجية لخامنئي إلى أنّ إيران “غير مهتمة” بحرب إقليمية وتوسيع الحرب ليس في مصلحة أحد.
ايضا، أفادت وكالة “تسنيم” الدولية للأنباء، بأن المشرف على وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري، قال في تصريح “إن لبنان سيكون حتماً جحيماً بلا عودة للصهاينة. في لبنان، لعبت المقاومة، باعتبارها فاعلاً مؤثراً في المجال العملياتي والميداني والدبلوماسي، دوراً خلق الردع اللازم”. وأضاف باقري “إن زيارة ملك السعودية إلى إيران مدرجة على جدول أعمالنا وعلى جدول أعمال السعوديين. ويجب تشكيل حكومة جديدة لمواصلة النقاش”. وتابع: “إن عناصر القوة والقدرة في الجمهورية الإسلامية من النّوع الذي لا يمكن أن يؤثر فيه قدوم وذهاب أي شخص في البلاد على سياساتنا الإستراتيجية”
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن ايران تصعّد نبرتها وترفع السقف مؤكدة انها ستقف الى جانب لبنان وحزب الله اذا تجرّأت اسرائيل على مهاجمتهما، فيما هي تفاوض واشنطن. لكن بغض النظر عما اذا كانت فعلا ستنتقل من التهديد والوعيد، الى التنفيذ الفعلي لما تهدد به – علما ان التجارب السابقة وتحديدا سلوكها بعد “عملية طوفان الاقصى”، لا تشجّع – فإن المصادر تشير الى ان ما يطمح اللبنانيون الى سماعه من الجانب الايراني هو انه سيدعم ايضا لبنان بعد الحرب وسيساعده على النهوض من تحت اعباء الدمار الذي خلّفته جنوبا عملياتُ “الإشغال” التي اطلقها حزب الله في 8 تشرين الماضي.
وفق المصادر، لبنان لا يملك القدرة للنهوض والتعافي واعادة الاعمار، لان دولته منهارة واقتصاده ايضا، كما ان لا اصدقاء له على الساحتين العربية والدولية، مستعدون لمساعدته في رفع هذه التكلفة، كما فعلوا بعد حرب تموز 2006 مثلا. فهل يمكن لايران ان تلعب هذا الدور؟ وهل هي جاهزة للمساهمة في بناء لبنان؟ ام انها فقط تساعد – او تعد بالمساعدة – لحزب الله في الحرب؟