نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرًا نقلت فيه عن مسؤولين سابقين، في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وخبراء في ما يُسمى المجال “الدفاعي”، أنه مستبعد انسحاب ترامب الكامل من حلف “الناتو”. لكنّ المجلة أضافت: “ترامب في مقابل المشاركة الأميركية المستمرة لن يتوقع فحسب أن تزيد الدول الأوروبية، بشكل كبير من نفقاتها على “الناتو”، بل أيضًا أن تباشر في ما وصفه مسؤول دفاعي مطلع مقرّب من ترامب وهو المدعو Dan Caldwell بعملية إعادة توجيه جذرية لـلناتو”.
كما نقلت المجلة عن Caldwell أنه: “لم يعد هناك في الواقع خيار، وذلك في ظل ارتفاع منسوب الدين الأميركي والتراجع على صعيد التجنيد العسكري، وقاعدة صناعية عسكرية لا تستطيع مواكبة تحدي روسيا والصين”.
كذلك نقلت المجلة عن المسؤولين أنّ الولايات المتحدة ستحافظ على مظلتها النووية على أوروبا، خلال ولاية ثانية لترامب، وذلك من خلال الحفاظ على القوة الجوية والقواعد في ألمانيا وإنكلترا وتركيا، بالإضافة إلى قواتها البحرية. أما الجزء الأكبر من قوات المشاة والقوات المدرعة واللوجستيات وسلاح المدفعية، فتسلّم الولايات المتحدة مسؤوليتها إلى أوروبا. ونقلت عن Caldwell أنّ التحول الذي يتصورونه سيشمل خفض الدور الأمني الأميركي بشكل كبير، حيث لن تعد الأخيرة المزوّد الأساس للقوة القتالية في أوروبا، بل ستقدم الدعم فقط في وقت الأزمات.
كما تحدثت المجلة عن نظام قائم على مستويين اثنين لـ”الناتو” وفقًا لمخطّط ترامب، موضحة أن هذه الفكرة كان أول من طرحها المسؤول السابق الرفيع في إدارة ترامب الجنرال Keith Kellog، وهي تنص على أن الدول الأعضاء التي لمّا تحقق بعد هدف إنفاق نسبة 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الأغراض “الدفاعية” لن تتمتع “بالسخاء الدفاعي والضمانات الأمنية من الولايات المتحدة”، وذلك بحسب ما نقلت عن خبير في ما يُسمى مجال الأمن القومي المقرّب من ترامب.
هذا وتابعت المجلة أن: “حلًا سريعًا للحرب في أوكرانيا سيؤدي على الأرجح دورًا أساسيًا في خطط ترامب لـ”الناتو””. وكشفت نقلاً عن خبيرين اثنين في مجال “الأمن القومي” مقرّبين من ترامب، أن الأخير ينظر في إبرام صفقة؛ حيث يلتزم “الناتو” بعدم التوسع أكثر نحو الشرق، وتحديدًا إلى أوكرانيا وجورجيا، وتجري مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول المناطق “الأوكرانية” التي يمكن لروسيا أن تحتفظ بها. كما قالت المجلة :”إن ألمانيا هي من بين الدول التي يتوقع أن تحقق هدف إنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الأغراض الدفاعية، مشيرة إلى أن وزير الدفاع الألماني يبدو راغبًا بتحقيق أفضل من ذلك؛ حيث دعا إلى إنفاق نسبة 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي لبلاده على الأغراض الدفاعية”.
لكنّ المجلة لفتت إلى أن: “بعض المسؤولين السابقين في إدارة ترامب يرون أنه حتى ذلك هو غير كافٍ، حيث نقلت عن Elbridge Colby والذي قاد ما أسمته عملية وضع استراتيجية دفاعية، قومية خلال حقبة ترامب، حين كان مسؤولاً في البنتاغون، نقلت عنه أن السبيل الوحيد للحفاظ على “الناتو” هو من خلال تحمّل الأوروبيين عبئًا أكبر بكثير. كما نقلت عن Colby، والذي قد يتسلّم منصبًا رفيعًا في إدارة جديدة لترامب، أن ضرورة إجراء التغييرات باتت أكثر ملحة اليوم في مواجهة التهديد الصيني، واصفًا بكين بالتهديد الأخطر والأكبر، وفقًا لقوله.
كذلك نقلت المجلة عن Kevin Roberts، وهو رئيس مؤسسة Heritage المؤيدة لترامب، أنه يتوقع صفقة سريعة لإنهاء “النزاع” في أوكرانيا.