بعد المناظرة الرئاسية.. أميركا في مظهر ضعف

كتب جيمس هولمز مقالة، نُشرت في موقع “ناشيونال إنترست”، قال فيها :”إنّ الانطباع يؤدي دورًا أساسيًا في سياسات القوة، حيث إن تصور المراقبين لقدرة وكفاءة وثبات قيادة البلد يُحدّد إلى أي مدى ستؤخذ تصريحات هذه القيادة على محمل الجد”.

وأضاف الكاتب أنّه: “إذا كان يُنظر إلى رئيس بلد معين باستخفاف، فلن تؤخذ تصريحات هذا الرئيس بالكثير من الجدية، وسيتصرف المراقبون على هذا الأساس”. كما أردف : “المعتدون سيُصبحون أكثر جرأة؛ حيث لن يُردعوا عن العدوان، ولن يُجبروا على اتخاذ خطوات يمانعونها”. كذلك تحدث عن فقدان المصداقية على صعيد التزامات القوى الكبرى باتجاه الحلفاء والشركاء والأصدقاء.

عقب ذلك، تحدث الكاتب عن المخاوف التي أثيرت بعد المناظرة بين الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، منبهًا إلى أن هذه المخاوف لم تنحصر بأميركا الشمالية. وأشار، في هذا السياق، إلى ما نقل عن مديرة معهد الشؤون الدولية في روما Nathalie Tocci عن أن “القراءة في أوروبا” هي أن المناظرة كانت كارثية بكل ما تعنيه الكلمة. كذلك أشار إلى أن رئيس الوزراء البولندي Donald Tusk رأى أن الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة يواجه مشكلة حقيقية، كذلك ألفت الكاتب إلى أن مضمونًا مشابهًا جاء من منطقة آسيا والمحيط الهادىء.

كما تابع الكاتب أنه: “واذا كان هؤلاء المراقبون يُعبّرون عن رأي الإجماع، فالمناظرة أثارت شكوكًا حول السلامة العقلية لبايدن عند صناع القرار والمواطنين العاديين في الداخل والخارج”. وحذّر من أن مثل هذه الانطباعات تؤثر سلبيًا على السياسة الخارجية والاستراتيجية الأميركية. كذلك أشار إلى نظرية الردع، وإلى ما قاله وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر عن أن الردع يتكوّن من القدرة والإرادة والإيمان، حيث يتحقق الردع عبر إطلاق التهديد وإقناع الخصم بأنّ لديك الوسائل والتصميم لتنفيذ التهديد وفقًا للظروف التي تحددها. كذلك تابع: “كيسنجر ذكر بأنه ووفقًا لهذه النطرية، الردع سيشفل في حال كانت إحدى العوامل غائبة، مشددًا على أن الخصم لن يردع إذا اعتقد أنك متردد”.

وأضاف الكاتب أن “المنطق نفسه ينطبق على الإكراه والتطمين، حيث يشمل الإكراه إطلاق تهديد في محاولة من أجل إجبار قيادة الطرف الآخر على القيام بشيء يفضل عدم القيام به. أما التطمين فقال إنه يشمل إقناع الحلفاء والشركاء والأصدقاء أنك تملك القدرة والتصميم للإيفاء بالالتزامات”.

ونبّه الكاتب من أن دول، مثل الصين وروسيا، ستسارع إلى استغلال مثل هذه الانطباعات، ومن أن ترامب ليس أصغر سنًا بكثير من بايدن. كما أشار إلى أن ترامب سيكون في الثمانينيات من عمره وأكبر سنًا من بايدن اليوم، عندما تنتهي ولايته الرئاسية الثانية أوائل العام 2029″؛ هذا بحال فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة. كما قال الكاتب :”إنّ ترامب سيفقد حيويته في مرحلة ما، وحينها ستواجه أميركا المأزق نفسه الذي تواجهه اليوم، وفي النهاية تحدّث عن مشوار صعب من الآن حتى أوائل العام 2025 إن لم يكن أكثر”.
المصدر : العهد الاخباري