265 يومًا على العدوان.. الأمن الغذائي في غزّة “لا يحتمل”

تتواصل حرب الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزّة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في ظل صمود أسطوري للمقاومة الفلسطينية ومن خلفها الالتفاف الشعبي أمام همجية الاحتلال وآلة قتله وتدميره، وفي اليوم 265 من الحرب تواصل القصف “الإسرائيلي” على مناطق في قطاع غزّة، خصوصًا مخيمي جباليا والنصيرات، وخان يونس وبيت لاهيا.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام أمس الأربعاء 26 حزيران/يونيو 2024 عن استهدافها دبابة ميركافا صهيونية بعد رصد حركة مرور آليات العدوّ لأيام عدة في شارع البحر جنوب حيّ تل السلطان، ودكِها لقوات الاحتلال المتوغلة جنوب الحي بقذائف الهاون.

ومن جانبها نشرت سرايا القدس مشاهد مصوّرة أظهرت تمكّن مقاوميها من تدمير دبابتين في حيّ الشابورة في رفح، في المكان نفسه الذي زعم جيش الاحتلال أنه شارف على إنهاء مهامه فيه، كما أطلق مقاوموها رشقات صاروخية استهدفت مستوطنات ومدن غلاف غزّة، ولا سيما عسقلان وأشدود، حيث دوّت صفارات الإنذار وفُعّلت منظومة القبّة الحديدية في محاولة لاعتراض الصواريخ.

وشغل هذا الحدث لساعات جمهور المستوطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما علّق محلّلون “إسرائيليون” عليه في ما يشبه السخرية من “منجزات الجيش” بالقول، إن “الجهاد الإسلامي تعلن مسؤوليتها عن القصف. لا بأس، نحن نهزم حماس الآن، لم يأت دور الجهاد الإسلامي بعد”.

وفي هذا السياق أيضًا، نشرت كتائب المجاهدين مشاهد لإحدى غرف القيادة والسيطرة التابعة لها، ظهر فيها المقاومون وهم يراقبون الميدان عبر كاميرات مراقبة، ويوجّهون التعليمات عبر خطوط اتّصال سلكية.

من جهتها أعلنت كتائب شهداء الأقصى بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين، تمكّنها من إطلاق قذائف هاون من عيار 100 ملم في اتّجاه تحشّدات العدوّ هناك.

كما سُجّل خلال أحداث أمس، هبوط أكثر من مروحية للعدو لإجلاء القتلى والمصابين.

واستشهد عدد من الفلسطينيين جراء قصف الاحتلال “الإسرائيلي” على مناطق متفرّقة من القطاع، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأصيب آخرون بجروح مختلفة.

وقد سقط ستة شهداء وأصيب آخرون، بقصف على منطقة العلمي بمخيم جباليا شمال القطاع، فيما انتشلت طواقم الإسعاف شهيداً في قصف استهدف منزلاً في منطقة مشروع بيت لاهيا، وشهيدين على الأقل، وعدة إصابات، من استهداف طيران الاحتلال لأربعة منازل في حيّ الصبرة بمدينة غزّة، فيما لا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.

وفي خان يونس، جنوب القطاع، استشهد عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون في قصف الاحتلال مدرسة الخنساء التي تؤوي نازحين في بلدة عبسان الكبيرة شرقاً.

واستهدفت مدفعية الاحتلال أحياء الزيتون، وتل الهوا، والشيخ عجلين، في مدينة غزّة، وتصاعدت ألسنة الدخان من الأماكن المستهدفة، كما شهد محيط جسر وادي غزّة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزّة، قصفاً مدفعياً مكثفاً.

وفيما يواصل الاحتلال استهدافه للمدنيين والأماكن السكنية في مختلف مناطق القطاع، أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزّة، الرائد محمود بصل أنّ “طواقم الدفاع المدني لا تستطيع التعامل مع العدد الهائل من الاستهدافات وسط نفاد الوقود”، معرباً عن قلقه من توقف مهام الدفاع المدني “في أي لحظة”، ومشيرًا إلى أنّ “واقع المنظومة الصحية شمال القطاع مأساوي مع استمرار العدوان الإسرائيلي”.

ولفت بصل إلى أنّ استهداف العدوّ “لطواقم الدفاع المدني مستمر ومخالف للقانون الدولي، ويجب أن نتمتع بحصانة خلال الحرب”.

وأفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن استشهاد 508 نازحين وإصابة 1559 آخرين ممن يقيمون في ملاجئ الوكالة منذ بدء الحرب على غزّة.

وفي سياقٍ متصل علق وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث في حديث صحافي في مقر الأمم المتحدة في جنيف، على تقرير “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”، الصادر الثلاثاء الماضي عن 19 وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، بالتأكّيد على أنّ وضع الأمن الغذائي في غزّة “لا يحتمل”، داعيًا إلى فتح “جميع نقاط العبور” إلى القطاع.

وأضاف غريفيث: “ما زلنا نريد وقف إطلاق النار، إذ من دونه لن يكون الناس في أمان”.

وفي آخر إحصائية، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن ارتفاع حصيلة العدوان “الإسرائيلي” إلى 37718 شهيدًا و86377 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

المصدر : العهد الاخباري