كتبت صحيفة “الجمهورية”: تراجع مستوى التهديد بشن حرب كبرى على لبنان في ظل التخبّط الأميركي ـ الإسرائيلي والإسرائيلي ـ الإسرائيلي في المواقف، والهوة التي أحدثها الخلاف والانقسام حول نية التهور والإقدام على هكذا ضربة. ونسبياً عادت الأمور إلى ما قبل فيديو «الهدهد» وملحقاته في قواعد الاشتباك، والتي كانت قد تطورت إلى حرب بنوك أهداف طاولت المطارات، الّا انّ إعادة التموضع لم تُسقط خطورة الوضع ودقّة الشهر الذي وصفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالمصيري، حيث تفاعل في مختلف الأوساط لمعرفة المعطيات التي دفعت إلى هذا التوصيف.
وقال مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» لـ«الجمهورية»، إنّ الرئيس بري استند في حديثه إلى قناة «آر . تي» الروسية عن «الشهر المصيري»، إلى تدهور الوضع في لبنان، واعتبار انّ الأخطار لا تنحصر بالحرب بل بالنزوح وأزمة الرئاسة، وهذه الأخطار الثلاثة تتعاظم ويجب ان تكون هناك مهلة حضّ تنخرط في خلالها القوى السياسية في مرحلة الإنقاذ، ولأنّ بعد هذا الشهر سيكون من الصعب جداً إحداث إختراق خصوصاً انّ الاميركيين يدخلون رسمياً في زمن الانتخابات بعد انطلاق أول مناظرة رئاسية بين بايدن وترامب، اضافة إلى بدء ظهور نتائج انتخابات فرنسا وانكلترا، فيما أوروبا أصبحت في مكان آخر، ما يزيد المخاوف من ان يصبح لبنان خارج دائرة الاهتمام، عدا عن اننا دخلنا في موسم الصيف ولاحقاً العطل الرسمية… ووضعنا ليس مريحاً، يقول المصدر، منبّهاً إلى «انّ الحرب أصلاً قائمة وهناك حرب من نوع آخر هي حرب نفسية مبنية على حدّة المواقف وازدياد الضغط».
وزيرة خارجية المانيا
في هذه الأثناء، استقبل لبنان وزيرة خارجية المانيا انالينا بيربوك، حيث التقاها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
وقالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، انّ بيربوك لم تحمل معها اي اقتراح او مشروع الماني او اوروبي او اي موقف جديد، بل كرّرت ما سبق واعلنته سابقاً وما يقوله جميع الموفدين والمسؤولين الدوليين في الخارج، حول ضرورة تلافي الحرب بين لبنان وإسرائيل وخفض مستوى التوتر. وأبدت رغبة بلادها في تقديم أي مساعدة ممكنة في هذا الصدد. وأوضحت المصادر، انّ بيربوك تستجمع في جولتها على دول المنطقة كل المعطيات الممكنة للتوصل إلى حلول للتوتر.
لكن المصادر لاحظت انّ لهجة التصعيد تراجعت نسبياً خلال الأيام الماضية، حتى لدى قادة الكيان الإسرائيلي، خصوصاً انّ المسؤولين الأميركيين الكبار من الرئيس الاميركي بايدن الى وزير الخارجية بلينكن ووزير الدفاع اوستن، يركّزون في لقاءاتهم مع قادة إسرائيل على تلافي الحرب واعتماد الديبلوماسية. وقد ظهر ذلك خلال اليومين الماضيين في لقاءاتهم مع وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت الموجود في واشنطن. وقبل ذلك في مواقف نتنياهو ومسؤولين آخرين.
وخلال اللقاء ثمّن ميقاتي «الحرص الألماني على لبنان»، معتبراً «أنّ المدخل الأساسي لعودة الهدوء الى جنوب لبنان يتمثل في وقف العدوان الاسرائيلي المستمر منذ اشهر، وتطبيق القرار الدولي 1701 كاملاً». وشدّد على «انّ لبنان يثمّن المشاركة الالمانية الفاعلة في عداد قوات «اليونيفيل» والتعاون المستمر بينها وبين الجيش والعمل الانمائي الذي تقوم به وحدات «اليونيفيل» في عدد من المناطق الجنوبية».
وبدورها بيربوك قالت «إنّ الوضع على الخط الازرق دقيق والمخاطر قائمة، من هنا ينبغي التعاون بين كل الاطراف لخفض التصعيد والتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة بما ينعكس حكماً وقفاً لاطلاق النار في الجنوب».
وخلال لقائها مع بوحبيب أعربت بيربوك عن «قلق ألمانيا من التوتر الراهن في المنطقة»، وحذّرت من «خطر الوصول إلى طريق مسدود، خصوصاً في حال رفض الأطراف لوقف اطلاق النار».
ومن المقرّر ان يلتقي ميقاتي اليوم أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وسيلي الاجتماع لقاء صحافي مشترك بينهما، وكذلك سيلتقي بارولين ايضاً رئيس مجلس النواب.
ونقل بارولين في لقاء سياسي وديني جامع في بكركي أمس دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «تحيات قداسة البابا فرنسيس الذي يتابع بدقة تطورات الوضع في لبنان، لبنان الذي لطالما حظي بإهتمام الفاتيكان بإعتباره وطن الرسالة من خلال تمكّن جميع مكونّاته من العيش معاً والعمل من أجل خير لبنان». وقال: «اليوم يجب أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة، وأنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصّل الى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع، وأتمنى أن نتمكن جميعنا اليوم من التوصّل الى حل للأزمة الحاصلة».
هل من مبادرة عربية
وكذلك سيلتقي ميقاتي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، والذي وصل الى لبنان امس فجأة وبلا مقدمات، وذلك في مهمّة ليومين بتكليف شخصي من الامين العام للجامعة احمد ابو الغيط لتقصّي المواقف اللبنانية من التطورات المستجدة على اكثر من مستوى داخلي وإقليمي وسياسي وأمني.
وقالت مصادر ديبلوماسية عربية لـ«الجمهورية»، انّ زكي سيبدأ اليوم جولته على المسؤولين وفي مقدّمهم رئيسا مجلس النواب والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي قبل ان يجول على رؤساء الأحزاب والكتل النيابية المعنية بالاستحقاق الرئاسي. واضافت انّ زكي الذي كُلّف سابقاً بمهمّة مماثلة، إذ كان زار لبنان قبل حصول عملية «طوفان الأقصى» التي قلبت الأوضاع رأساً على عقب في المنطقة. وقد توقف في نهاية زيارته عند «صعوبة التقريب بين وجهات نظر اللبنانيين». واكتشف وجود «تباين كبير في وجهات النظر بين الزعماء السياسيين، فضلاً عن ضعف قنوات التواصل في ما بينهم، الأمر الذي قد يُدخل البلاد في وضع شديد الصعوبة، خصوصاً في ضوء حالة الانشغال الدولي بالأزمة الأوكرانية- الروسية. وعليه فقد انتهت مهمّته عام 2022 من دون ان يصدر عن الجامعة اي موقف او مبادرة محدّدة، وانتهت الجولة كما بدأت». واكّدت المصادر انّ زكي ما زال مكلفاً هذا الملف، وهو سيرفع تقريره إلى الامانة العامة للجامعة العربية في نهاية جولته المقدرة غداً الخميس.
الوضع جنوباً
على الصعيد الميداني، تواصلت الاعتداءات الاسرائيلية على قرى الجنوب وردود المقاومة عليها، حيث أطلق الجيش الاسرائيلي صباحاً النار من أسلحة رشاشة على سيارة «بيك أب» في منطقة الوزاني وقد نجا سائقها وهو من التابعية السورية.
وانفجرت طائرة «درون» مفخخة في ساحة بلدة الطيبة من دون تسجيل إصابات. ثم ألقت «درون» أخرى قنبلة يدوية قرب سنترال «اوجيرو» في البلدة ولم تقع اصابات. فيما تعرّضت اطراف بلدة الخيام لقصف مدفعي طاول بعد الظهر الناقورة ومنطقة «القلع» والوادي في بلدة بليدا، وأحدث حريقًا في المنطقة، وأغار الطيران الحربي على الحي الشرقي بين بلدتي كفركلا والعديسة وعلى منطقة سردى في مدينة الخيام.
إلى ذلك اصيبت سيارة احد الموظفين المدنيين اللبنانيين العاملين لدى قوات «اليونيفيل» برصاص اطلقه جنود اسرائيليون على طريق عام بلدة رامية، وذلك أثناء عودته من مكان عمله في مقر قيادة اللواء الغربي في شمع الى منزله في بلدة رميش.
ورداً على الاعتداء الإسرائيلي على منطقة البقاع امس الاول، شنّت «المقاومة الاسلامية »هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مقر اللواء التابع للفرقة 91 في منطقة «ناحل غيرشوم»، مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود العدو، ما أدّى إلى إيقاع عدد من الإصابات بينهم واندلاع النيران داخل المقر».
واستهدفت المقاومة بالقذائف المدفعية موقعي بياض بليدا وبركة ريشا «وأصابتهما اصابة مباشرة». كذلك قصفت موقع الرمثا في تلال كفرشوبا وموقع زبدين في مزارع شبعا.
ورداً على الاعتداءات الاسرائيلية ليل الاثنين ـ الثلثاء على قرى بليدا ومارون وعيترون، استهدفت المقاومة مبنًى يستخدمه الجنود في مستعمرة «يرؤون» ممّا أدّى إلى اشتعال النيران فيه ووقوع من في داخله بين قتيل وجريح. واكّد «مجلس الجليل الأعلى» حصول إصابة مباشرة داخل المستوطنة..
واكّدت وسائل إعلام إسرائيلية وقوع أضرار كبيرة في مستوطنة المنارة عقب إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان. كذلك افادت عن اندلاع حريق كبير في مستعمرة «ديشون» عقب دوي صفارات الإنذار خشية تسلّل طائرات مسيّرة.
زيادة الاستعداد وتقييم
في المواقف الاسرائيلية، أجرى قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار «تقييماً للوضع» مع قائد القيادة الشمالية أوري غوردين، مؤكّداً «زيادة الاستعداد لأي هجوم على لبنان»، حسب قناة «روسيا اليوم». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «إنّ بار وقادة كبار في سلاح الجو أجروا نقاشاً مشتركاً مع قادة الألوية الإقليمية في القيادة الشمالية العسكرية. كذلك عقد القادة جلسة لتقييم الوضع مع قائد القيادة الشمالية، حيث تابعوا مواصلة حماية البلدات الشمالية إلى جانب عملية رفع الجهوزية لهجوم في لبنان والتعاون بين القيادة الشمالية وسلاح الجو».
خراب الهيكل
وحذّر اللواء احتياط الإسرائيلي إسحاق بريك من أنّه إذا قرّرت القيادة الحرب في الشمال (ضدّ «حزب الله»)، فذلك سيكون «خراب الهيكل الثالث». واتهم بريك، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي التقاه 6 مرات خلال الحرب، والوزراء، بأنّهم «قد يخوضون الحرب في الشمال لأسباب سياسية».
كذلك اتهم قيادة إسرائيل بأنّها «متهورة للغاية»، مضيفاً: «الثلاثة – نتنياهو وغالانت (وزير الدفاع يوآف غالانت) وهيرتسي هاليفي (رئيس الأركان) قادرون على اتخاذ مثل هذا القرار للموت مع شعب إسرائيل بكامله، لأنّهم يدركون أنّه بعد الحرب لن يكون لديهم مكان يعودون إليه.. ولهذا السبب فإنّهم قادرون على المراهنة على البلاد».
وقال بريك: «نصح غالانت وهاليفي، نتنياهو بالهجوم في الشمال منذ 8 أشهر في نفس وقت الهجوم على «حماس»، وتمكنت من إقناعه بعدم الموافقة على ذلك. إذاً ما هي المشكلة في قيام غالانت وهاليفي بالضغط على نتنياهو مرّة أخرى، وهو اليوم مستعد بالفعل للذهاب إلى النهاية المريرة».
وتجدر الاشارة الى انّ بريك معروف بانتقاداته لعدم جاهزية الجيش الإسرائيلي، وذكر أنّه نصح نتنياهو في بداية الحرب بعدم التحرّك شمالاً. وخلال هذه الفترة، نصح رئيس الوزراء بناءً على طلبه، كما حذّر من الدخول البري إلى غزة، قبل أن يبدأ الجيش الإسرائيلي في المناورة، وحذّر من وقوع كارثة.
واشار الوزير المستقيل من حكومة الحرب بيني غانتس الى» انّ الوضع على الجبهة الشمالية لا يمكن أن يستمر كما هو، ويجب الضغط على «حزب الله» لمنع التصعيد أو مواجهة حرب مفتوحة». وقال انّ سكان شمال إسرائيل سيعودون إلى منازلهم بدءاً ايلول المقبل، ونحن لا نقبل بقاء خطر «حزب الله» في الجبهة الشمالية». وشدّد على «انّ إسرائيل قادرة على تدمير قدرات «حزب الل» وإبقاء لبنان في الظلام».
واشنطن وتل ابيب
وفي هذه الأجواء، تواصلت اللقاءات الاميركية ـ الاسرائيلية في واشنطن حول الاوضاع في غزة وجنوب لبنان والمطالب الاسرائيلية من الادارة الاميركية على الصعيدين السياسي والعسكري.
وقد التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ودعا إلى ضرورة التوصل إلى حل ديبلوماسي لوقف الاشتباكات مع «حزب الله». ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، أكّد بلينكن «أهمية تجنّب المزيد من تصعيد النزاع مع لبنان والتوصل إلى حل ديبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى منازلها». وكرّر تأكيد «التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل». وشدّد على «الجهود المتواصلة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة بما يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلرامس إنّ «وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الاثنين إنّ إسرائيل تفضّل حلاً ديبلوماسياً للصراع مع حزب الله». وأضاف: «نعتقد أنّه لا يزال من الممكن التوصل لحل ديبلوماسي للوضع على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية». وقال: «نجري مراجعاتنا الخاصة بشأن جرائم حرب محتملة بغزة وهي منفصلة عمّا تقوم به إسرائيل من مراجعات».
حرب أخرى
وإلى ذلك، حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال لقائه مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من مخاطر اندلاع حرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط إذا تدهورت الأمور بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني. وقال: «حرب أخرى بين إسرائيل و«حزب الله» قد تتحول بسهولة حرباً إقليمية، نولي أهمية للحل الديبلوماسي لوقف التصعيد على جانبي الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية». وشدّد على أنّ «دعمنا لأمن إسرائيل ثابت ولا يتزحزح».
ومن جانبه، قال غالانت: «لن ننسى وقفة واشنطن معنا منذ اليوم الأول لهجوم السابع من تشرين، ونحن عازمون على إرساء الأمن وتغيير الواقع على الأرض والوقت ينفد».
وذكر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أنّه «يوجد إجماع في المجتمع الإسرائيلي على شأن تغيير الواقع قرب الحدود مع لبنان». ولفت إلى أنّ «المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين متفائل، ويرى أنّ المرحلة الثالثة من القتال في غزة ستدفع «حزب الله» لخفض حالة الإسناد المعلنة»، مضيفاً «نحن والإدارة الأميركية نؤمن بالمسار الديبلوماسي، ولكن إذا لم نتوصل لتسوية سنلجأ للتغيير بوسائل أخرى». وشدّد على «أننا حالياً نفضّل أن نركّز اهتمامنا على المسار الديبلوماسي»، مؤكّداً انّه «لا يمكن القضاء على «حماس» كفكرة، لذلك نحتاج إلى بديل محلي لها».
وفي تصريح آخر أعلن هنغبي «أنّ إسرائيل ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل النزاع مع جماعة «حزب الله» اللبنانية، وأنّها تفضّل حلًا ديبلوماسيًا». وأشار إلى «أنّ إسرائيل تناقش مع واشنطن جهودًا مشتركة محتملة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية لإيجاد بديل لحكم حماس في قطاع غزة».
الى ذلك، اشار موقع «أكسيوس» الى انّ مسؤولين إسرائيليين أبلغوا الى واشنطن أنّ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو «غير مهتم بحرب مع «حزب الله» ويفضّل الحل الديبلوماسي». واضاف الموقع: «الولايات المتحدة تؤكّد أنّها لن تكون قادرة على كبح جماح إسرائيل إذا استمر الوضع على الحدود في التصاعد».
ونقل «أكسيوس» عن المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين تأكيده انّ «حزب الله في حاجة إلى التفاوض بنحو غير مباشر مع إسرائيل بدلاً من تصعيد التوترات».
ترحيل الكنديين
من جهة ثانية، وفي ظل التحذيرات الديبلوماسية من مستقبل التطورات الامنية في لبنان وبعد تدابير الكويت ودول اخرى اوروبية وآسيوية لترحيل مواطنيها من لبنان، جدّدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان أمس دعوتها مواطنيها إلى مغادرة لبنان، قائلةً «إنّ الوضع الأمني في البلاد أصبح مضطرباً بنحو متزايد، ولا يمكن التنبؤ به بسبب النزاع بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران».
وقالت جولي التي زارت بيروت قبل أسابيع والتقت المسؤولين الكبار وقيادات حزبية وسياسية: «رسالتي للكنديين كانت واضحة منذ بداية الأزمة في الشرق الأوسط: هذا ليس الوقت المناسب للسفر إلى لبنان. وبالنسبة الى الكنديين الموجودين حالياً فيه، فقد حان الوقت للمغادرة، بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة».
التجديد لليونيفيل
من جهة ثانية، في ساعة متقدّمة من ليل امس، كُشف النقاب عن رسالة وجّهها وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تتضمن طلب لبنان تجديد ولاية قوات حفظ السلام الدولية («اليونيفيل) العاملة في الجنوب لسنة إضافية، وقد اودعها لدى بعثة لبنان في الامم المتحدة. ونوّهت الرسالة بالدور الذي تضطلع به قوات «اليونيفيل» في الجنوب وما يقدّره لبنان معطوفة على تمسكه بتطبيق القرار 1701 كاملاً