يفترض بالدبلوماسيين امتلاك القدرة الهائلة على ضبط النفس والتصرف بترو وحكمة كبيرين. غير أن سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان تصرف أمس الجمعة في اجتماع المنظمة الأممية بطريقة لا تتصل بالدبلوماسية من أي جانب.
فبعد أن تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بأغلبية 143 صوتًا، خرج أمام الجميع وقام بتمزيق ميثاق المنظمة الأممية. وقد نشر السفير كلمته على يوتيوب، في حين أثار تصرفه ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلّق الصحافي سمير النمري على ما حصل، قائلًا: “ما كان لهذه الوقاحة أن تكون، لولا الدعم الأميركي المطلق للاحتلال”.
بدوره، قال رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، توفيق الحميدي: السفير الإسرائيلي، من على منبر الأمم المتحدة يمزق ميثاقها بآلة تمزيق الورق، من دون احترام الأعراف الدبلوماسية.
وأضاف متسائلًا: “لو كان الفاعل من دول العالم الثالث، كيف سيكون رد فعل الإعلام والساسة؟”.
“فلسطين حرة”
أمّا المصور ألفي غودريتش، فوصف ما فعله السفير الإسرائيلي بالمسرحية، وذكر بأن إسرائيل تتجاهل العديد من قرارات الأمم المتحدة كما يحلو لها، وتقصف منشآت الأمم المتحدة، وتقتل موظفي الأمم المتحدة، وتتجاهل القانون الدولي، وقواعد الاشتباك العسكري والإنسانية الأساسية”. وختم: “فلسطين حرة”.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد استخدمت حق النقض (الفيتو) الشهر الماضي في مجلس الأمن ضد مشروع قرار جزائري، يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوًا في الأمم المتحدة. وأيّد القرار اثنا عشر عضوًا، بينما امتنعت سويسرا والمملكة المتحدة عن التصويت.
وموقف السفير الاسرائيلي في الأمم المتحدة ليس الأول من نوعه في تاريخه، إذ عرف بمواقفه المثيرة للجدل.
فقبل 9 أشهر مثلا، طُرد من قاعة الجمعية العامة بعد رفعه صورة مهسا أميني خلال خطاب للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي وراح يهتف للتشويش على خطابه ما اضطر أمن القاعة لإخراجه.
المصدر: العربي