كتب حسن الدر في “اللواء”:
يقلّب رئيس مجلس النّوّاب نبيه برّي، بين يديه، مواقف القوى السّياسيّة الدّاخليّة بعدما يمرّ على سطورها سريعًا، فيعلّق بابتسامة حينًا، إذا سئل، وإيماءة أحيانًا، حتّى لا يعطي بعضها قيمة لا تستحقّها، كأنّه يقول: العالم في وادٍ وهؤلاء في وادٍ آخر.
وعندما يلحّ عليه زوّاره بالسّؤال عن الحوار ومصير الاستحقاق الرّئاسي يعيد شرح موقفه وتبسيطه وتوضيحه:
منذ ما قبل ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية وأنا أدعو إلى الحوار والتفاهم لأنّ الاصطفافات القائمة لا تتيح لأحد إيصال مرشّحه من دون توافق، والدّليل انعقاد تسع جلسات لم يستطع المرشّح ميشال معوّض حصد أكثر من 43 صوتًا، وفي آخر جلسة الّتي دعوت إليها في 14 حزيران الماضي، منذ عام تقريبًا، اتّضحت الصّورة أكثر»، وللتّذكير، هذا الّذي حصل في الدّوحة، يومها عدنا إلى لبنان ودعوت إلى جلسة الانتخاب يوم أحد وانتخب الرئيس سليمان يوم الأحد.
يتابع الرئيس برّي: نحن ندعم فرنجيّة فتفضّلوا وقولوا من ترشّحون ولنتحاور، إذا تفاهمنا على اسم كان به، واذا لم نتفاهم نذهب إلى عقد جلسات بدورات متتالية، ويمكننا عقد أربع دورات في كلّ جلسة وليفز من يفز.
وهل ستدعون إلى الحوار قريبًا، يسأل رئيس المجلس فيجيب: عندما تتأمّن مشاركة 86 نائبًا والتزامهم بحضور الجلسات أدعو إلى الحوار، وهذا الأمر ليس مؤمّنًا إلى الآن.
وماذا عن زيارة الوزير جبران باسيل؟
كان مرنًا ومتجاوبًا وأيّد الحوار من دون شروط.
يكمل الرّئيس برّي سيره بين زوّاره، فتتباطأ يداه وهو يقلّب الأوراق عندما يقرأ مواقف متعلّقة بالحرب على غزّة وجنوب لبنان، فالحقيقة هناك، وشكل المنطقة يرسم هناك، ومصير لبنان يُكتب هناك.
يسأل الرّئيس برّي عن قرار مجلس الأمن الأخير، فيقول: “الشيطان يكمن دائما في التفاصيل، فلم ننسَ القرار 242 في أعقاب نكسة 1967 حيث ورد في المادّة الأولى، الفقرة «أ»: «انسحاب القوّات الإسرائيليّة من الأراضي الّتي احتلّت في النزاع الأخير»، وقد حذفت «أل» التّعريف من كلمة «الأراضي» في النّص الإنكليزي بهدف التملّص من تطبيق القرار وهكذا كان”.
وكان لافتًا، يتابع الرّئيس برّي، أنّ سفيرة الكيان قالت من قاعة مجلس الأمن بأنّ كيانها مستمرّ في الحرب.
ثمّ يثني رئيس “حركة أمل” على الشّجاعة والبطولة الأسطوريّة الّتي يسطّرها أبطال المقاومة في غزّة، فيقول: “مجموع أيّام الحروب الّتي خاضتها «اسرائيل» مع العرب لا تصل إلى مئة يوم، انظروا إلى غزّة، «اسرائيل» عالقة في رمالها منذ ثمانية أشهر، ولم تحقّق أيًّا من أهدافها أمام مقاومة باسلة، تقاتل من تحت الأرض في قطاع محاصر منذ 17 عامًا، هذا إعجاز!”.
وما مدى صحّة الحديث عن تهديدات ينقلها الغربيّون بحرب كبرى على لبنان؟
يقول الرّئيس برّي: “منذ اليوم الأوّل تصلنا رسائل تبدي تخوّفها من توسّع الحرب، وهذا صحيح، ولكن «نحن منخفش ومعوّدين على التّهديدات»، وأهم انجاز حقّقته المقاومة في هذه الحرب هو أنّ السّماء لم تعد لهم وحدهم.
في إشارة إلى اعتماد حزب الله على سلاح المسيّرات الّذي حقّق توازنًا أربك حسابات العدو، ناهيك عن اسقاط طائرات الاستطلاع الأكثر تطوّرًا، واستهداف الطّائرات الحربيّة لأوّل مرّة في سماء لبنان”.
وعن اليوم التّالي في لبنان، بعد الحرب، يقول: عندما تقف الحرب في غزّة، ستقف في لبنان «اوتوماتيكيا»، نحن ملتزمون بقواعد الاشتباك وملتزمون بتطبيق القرار 1701، ولكنّ «اسرائيل» تمتنع عن تطبيقه. بالمناسبة، منذ العام 2006 إلى ما قبل عمليّة «طوفان الأقصى» سجّلت الأمم المتّحدة أكثر من ثلاثين ألف خرق للقرار قامت بها «إسرائيل».