وطنية – أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة، في مقر المجلس، بعد أن ألقى خطبة الجمعة التي جاء فيها:
“يصادف اليوم الثلاثون من ذي القعدة ذكرى شهادة الامام محمد بن علي الجواد (ع) سنة ٢٢٠ ه، والامام الجواد هو الامام التاسع من أئمة أهل البيت استمرت إمامته (ع) 17 سنة. وكان ولد (ع) في المدينة المنورة في سنة 195 هـ، وتولى الإمامة في الثامنة من عمره بعد استشهاد أبيه الرضا (ع)، فأدّى صغر سنه إلى أن يتردّد جمع من أصحاب الإمام الرضا (ع) في إمامته.
استشهد (ع) في بغداد، وله 25 سنة على يد المعتصم العباسي؛ وعليه كان أصغر أئمة أهل البيت (ع) سِنّاً حينما استشهد، ودفن في حرم الكاظمية إلى جوار قبر جدّه موسى بن جعفر (ع).
وقد حصلت في حياة الإمام الجواد (ع) مناظرات عدة بينه وبين علماء البلاط العباسي، حين أراد المأمون العباسي تزويجه من ابنته أم الفضل، علّل البعض هذه الرغبة بمعرفة المأمون بفضله ومقامه وهو لا شك فيه، وهو ما دعاه إلى إقامة مجلس مناظرة بينه وبين علماء بغداد لإثبات أهليته بعد اعتراض بني العباس على هذا الزواج خوفاً من أن يتسبب ذلك بانتقال الخلافة إلى العلويين وفقدانهم لها متعللين بصغر سنه وعدم أهليته، وقد أفضت هذه المناظرات وإفحامه لكبار العلماء الى إسكات المعترضين وتسليمهم وقبولهم بهذه المصاهرة، هذا ما ذهب اليه بعض الباحثين، ولكن استعراض تاريخ العلاقة بين أئمة اهل البيت (ع) وبني العباس التي كانت علاقة عدائية دائمة من جانب بني العباس وعلاقة خوف وشك اتجاه ائمة أهل البيت (ع) يجعل هذه الفرضية بعيدة، وأن الهدف الذي كان وراء رغبة المأمون من مصاهرة الامام الجواد كان لأهداف سياسية كما كان الأمر عندما أُجبر الامام الرضا والد الامام الجواد على ولاية العهد وهو استجلاب رضا العلويين لمعرفته بأنهم أصحاب الحق في الولاية فيأمن خطرهم، كيف وقد قامت ثورة العباسيين بشعار الثأر للإمام الحسين (ع) في مواجهة الامويين وهذه نقطة ضعف ظلّت تلاحق العباسيين طوال حكمهم أدت الى ارتكابهم أفظع الجرائم بحق أئمة اهل البيت (ع) الذين فتكوا بهم أشد الفتك فلم يفلت احد من انتقامهم قتلاً بالسيف أو بدسّ السمّ، حتى عبّر الشاعر عنهم بالبيت المعروف عنهم: ألا ليت ظلم بني مروان دام لنا وليت عدل بني العباس في النار
فلم يسلم الامام الجواد (ع) من هذا المصير حيث قضى (ع) بالسمّ على يد المعتصم العباسي، فأمر يوم الرابع فلاناً من كتاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله فدعاه فأبى أن يجيبه، وقال: “قد علمت أنّي لا أحضر مجالسكم”، فقال: إنّي إنّما أدعوك إلى الطعام وأحبّ أن تطأ ثيابي وتدخل منزلي فأتبرَّك بذلك، وقد أحبَّ فلان بن فلان من وزراء الخليفة لقاءك فصار إليه، فلَمّا أطعم منها أحسّ السمَّ، فدعا بدابّته، فسأله ربُّ المنزل أن يقيم، قال: “خروجي من دارك خير لك”، فلم يزل يومه ذلك وليله في خِلفة حتّى قُبض عليه السلام .
وبعد أن أدرك المعتصم فشله في التزوير والخداع والتآمر على الإمام (ع) ، فقد رأى أن يتخلّص منه بنفس الطريقة الخبيثة التي انتهجها أسلافه الجبّارون مع آباء الإمام عليه السلام وأجداده، ألا وهي دسُّ السمِّ إليه خفيةً، حيث إنّها الطريقة الوحيدة القابلة للاعتماد بدون تعريضهم للخطر، وكانت الوسيلة والأداة هي بعض وزرائه كما تقدّم في الرواية السابقة، أو أمّ الفضل ابنة المأمون زوجته والرقيب عليه من قبلهم على روايات أُخَر.
لقد كان لدى بني العباس دائما عقدة اثبات شرعية السلطة لديهم ولذا كان سعيهم الدائم الى اثباتها، والمناظرة التي وقعت بين الامام موسى الكاظم (ع) وهارون الرشيد أكبر شواهدها حين زار الرشيد قبر النبي في المدينة، وقائع هذه المناظرة التي حفّزت هارون الرشيد لاعتقال الإمام موسى الكاظم (ع) وزجّه في غياهب السجون، احتجاجه عليه بأنه أولى بالنبي (ص) من جميع المسلمين، فهو أحد أسباطه ووريثه، وأنه أحق بالخلافة من غيره، وقد جرى احتجاجه معه عند قبر النبي (ص) وذلك عندما زاره هارون وقد احتفّ به الأشراف والوجوه وقادة الجيش وكبار الموظفين في الدولة، فقد أقبل بوجهه على الضريح المقدّس وسلّم على النبي (ص) قائلاً: (السلام عليك ابن العم). وبذلك بدا الاعتزاز والافتخار لهارون على غيره برحمه الماسة من النبي (ص) وإنه نال الخلافة لهذا السبب، قربه من الرسول (ص).
أما الإمام الكاظم (ع) فتقدم أمام الجمهور وسلّم على النبي (ص) قائلاً: (السلام عليك يا أبتِ). عندها استولت على الرشيد موجات من الاستياء وكاد يفقد صوابه لأن الإمام (ع) قد سبقه إلى ذلك المجد، فاندفع قائلاً بصوت مشحون بالغضب: (ثم قلت إنك أقرب إلى الرسول (ص) منّا؟!). فأجابه الإمام (ع) بهدوء كعادته وبجواب مفحم لم يتمكن الرشيد من الرد عليه، (لو بعث رسول الله حيّاً وخطب منك كريمتك هل كنت تجيبه إلى ذلك؟ فقال هارون: سبحان الله!! وكنت أفتخر بذلك على العرب والعجم.
فانبرى الإمام وبيّن له الوجه الصحيح في قربه من النبي (ص) دونه قائلاً:
(لكنه لا يخطب منّي ولا أزوجه، لأنه والدنا لا والدكم، فلذلك نحن أقرب إليه منكم) وتابع (ع) مدعماً رأيه ببرهان آخر فقال لهارون:”هل كان يجوز له أن يدخل على حرمك وهنّ مكشفات؟؟”
فقال هارون: لا.
فقال الإمام (ع): لكن له أن يدخل على حرمي، ويجوز له ذلك، وهذا يعني أننا اقرب إليه منكم. وبذلك يكون الإمام قد سدّ أمامه كل منافذ الدفاع بحججه الدامغة بعد أن ألبسه ثوب الفشل، وبيّن بطلان ما ذهب إليه، فهو أحق منه بالخلافة لأنه سبطه ووارثه.
عندها اندفع هارون حانقاً وأمر باعتقال الإمام (ع) وزجّه في السجن ثم سأله الرشيد قبل دخوله السجن: “لمَ فُضّلتم علينا ونحن وأنتم من شجرة واحدة بنو عبد المطلب، ونحن وأنتم واحد، إنا بنو العباس، وأنتم ولد أبي طالب وهما عمّا رسول الله (ص) وقرابتهما منه سواء؟
فقال (ع): نحن أقرب إليه منكم، قال هارون: وكيف ذلك؟
فقال (ع): لأن عبد الله وأبا طالب لأب وأم، وأباكم العباس ليس هو من أم عبد الله، ولا من أم أبي طالب.
اضاف: “في رواية طويلة اقتصرنا فيها على ما يفيدنا منها وهو أن هارون الرشيد أراد إثبات شرعية تولي بني العباس الخلافة بنفس الأسلوب الذي احتج القرشيون به على الانصار بالقرابة من رسول الله مما دفع الامام الكاظم (ع) الى مجاراته وإبطال حجته عن هذا الطريق رغم ان استحقاق الخلافة ليس من جهة القربى وانما للنص الالهي عليهم لوجود مواصفات أخرى فيهم لا يحقق اهداف الإسلام من يفتقدها. مع اننا نعتقد أن أئمة أهل البيت (ع) وضعوا هذه المسألة جانباً ولم يدخلوا على الإطلاق في صراع على السلطة مطلقاً حتى مع بني أمية على خلفية النص، وإنما على خلفية تحقيق العدالة الاجتماعية ووحدة الامة ومواجهة الظلم والفساد والانحراف باسم الدين واستخدامه كغطاء لتبرير تصرفاتهم التي تناقض أحكامه وأهدافه”.
واكد “ان هذه الأهداف والعناوين من الحفاظ على الدين وسلامة مفاهيمه ومنع تشويهه وتحريف احكامه لخدمة السلطة والحفاظ على وحدة الامة هي التي حكمت تصرفات أهل البيت(ع) والتي وضع الأساس والخطوط العريضة لهذا النهج أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) حين أعلن بصريح العبارة قوله الشهير: “لأسالمنّ ما سلمت أمور المسلمين”، التي هي سلامة الدين من التحريف والتشويه ووحدة الامة وتحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة الفساد، وقد جرى أئمة أهل البيت (ع) على هذا النهج، فلم يكن صلح الامام الحسن (ع) ولا ثورة الامام الحسين (ع) ولا بقية الائمة إلا لتحقيق هذه الأهداف كما قال أمير المؤمنين (ع):” اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الاصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتُقام المعطلة من حدودك”.
وقال: “هذا هو خط أهل البيت (ع) الذي لا يتعدى هذه الأهداف وليس من شأن مذهب من المذاهب الاسلامية أياً يكن أن يتعدى وحدة الامة الذي هو السقف بقرار قرآني الهي (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) الذي لا يجوز لأي كان تجاوزه بالخلط بين المذهب والدين، فالمذهب اجتهاد بشري لشروط الايمان والاسلام هو الذي يحكم العلاقة بين المسلمين كما في كلام رسول الله (ص): (المسلم أخ المسلم أحب أم كره)”.
وتابع: “اختلاف المذاهب في شروط الايمان لا يخرج أياً منهم من الدين ومن حكم الإسلام، فأموال بعضهم على بعض وأعراض بعضهم على بعض ودماء بعضهم على بعض حرام حكماً قطعياً لا شك فيه ولا شبهة تعتريه بقول رسول الله (ص) المعترف به لدى المسلمين جميعاً، فقد قال رسُول اللَّه ﷺ في خُطْبتِهِ يوْم النَّحر بِمنىً في حجَّةِ الودَاعِ: “إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت”.
واردف: “وكما أن الاختلاف في شروط الايمان لا يجيز تكفير أحد من المسلمين فهو لا يجيز لأحد أن يُثير الفتنة بينهم أيضاً بتناول من يعتبره أحدهم مقدساً لديه بالسب أو الشتم وبإثارة النعرات المذهبية مثلما يحصل على وسائل التواصل الاجتماعي من المجادلات المذهبية التي يقف وراء بعضها حتماً أجهزة استخبارات معادية لإشغال المسلمين عما يحاك لهم لخدمة أهدافهم الخبيثة حيث اجتمعوا على باطلهم وتفرقنا عن حقنا مما يذكرنا بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لأهل الكوفة: “فيا عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم! فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يرمى، يُغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزون ولا تغزون، ويُعصى الله وترضون”.
إنّ المذاهب أمر واقع شغلها في البحث عن شروط الايمان وليس الإسلام، فلا تجعلوها طريقاً للتكفير والتفرقة وإثارة الفتنة بين أبناء الأمة حتى أصبحت أيادي سبأ يُغار علينا ونُغزى دون أن يبدو منا ردة فعل للثأر لكرامتنا وديننا، أليس ما يحصل اليوم للشعب الفلسطيني جدير أن يبعث التفكير فينا للاعتبار وإعادة النظر في الأخطاء التي ارتكبناها في حق أنفسنا؟؟ وإن ما اقترفه بعضنا في حق البعض الآخر لم يكن ليصدق عليه إلا قول السيدة زينب (ع) ليزيد: “والله ما فريت إلا جلدك، ولا حززت الا لحمك”.
وقال: “نرجو أن يكون الحاصل في معركة طوفان الاقصى من التعاون بين قوى المقاومة التي استطاعت ان تهزم إرادة العدو وتفشل أهدافه درسا للمسلمين للتوحد والتمسك بقول الله تعالى (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) بترك العصبيات المذهبية والوقوف صفاً واحداً في مواجهة قوى الكفر العالمي التي اجتمعت على باطلها لكسر إرادتنا واغتصاب حقوقنا وانتهاك كرامتنا متجاوزة كل الشرائع والمواثيق الدولية والانسانية التي ما اتخذتها الا شعارا خادعاً لنا حتى إذا أردنا الدفاع عن حقوقنا اتهمتنا بالإرهاب وجيّشت كل جيوشها الإعلامية والعسكرية للدفاع عن العدو الاسرائيلي الصهيوني القاتل والمتوحش”.
وتابع: “كشف طوفان الاقصى وقوى المقاومة القناع الخادع عما سُمّيَ بالحضارة الغربية، فلنعد لمعالجة الأسباب الحقيقية لتخلفنا بدل معالجته بداء آخر زادنا تخُلّفاً، لقد رأى البعض على طريقة الشاعر: “وداوني بالتي كانت هي الداء”، بالتخلي عن الكنز الذي بين أيدينا والوقوع في الفخ الذي نصبه لنا الغرب، فتخلينا عن قيمنا وأصبحنا أدوات للغرب وأصبحنا كالغراب الذي حاول أن يُقلّد في المشي غيره فنسي مشيته ولم يتعلم الأخرى، فاستسهلنا التقليد تكاسلاً عن الاجتهاد في التفتيش عن الحل الحقيقي وهو الفصل بين المذهبية والإسلام، وأنا أُناشد كل المخلصين والمؤثرين في الرأي العام الاسلامي أن نجتمع على كلمة سواء في البحث عن هذا الطريق، أن نفكر سوياً في إنتاج الرؤى والحلول التي تخرج مجتمعنا العربي والاسلامي من هذا التشظي المميت الم يقل الله تعالى (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا).”
واعلن ان ” الحل موجود في ما جاء به الوحي ونحتاج الى القليل من بذل الجهد لاستخراجه وهو ما نقدر عليه فالله كان بنا رحيماً، وعلينا ونحن اليوم في السادس من شهر حزيران أن نتذكّر الاجتياح الاسرائيلي المشؤوم للبنان واحتلال عاصمته بيروت حين كان ساسة لبنان يرفعون شعار قوة لبنان في ضعفه، فتهيأت للعدو الفرصة اللازمة لاستضعافه، وبالتالي احتلاله بتواطؤ من قوى داخلية كانت تتحجج بالمقاومة الفلسطينية”،
وقال: “للأسف انه بعد كل الذي قام به العدو ما زال يُحمّل الآخرين المسؤولية فالمقاومة هي دائما المسؤولة مبرراً للعدو عدوانه، كانت هذه مواقفه سابقاً حين كانت المقاومة فلسطينية، وهي اليوم كذلك على الرغم من انها لبنانية فيتهمها بأنها احتلال إيراني وهو يبدي عداءه لها، بل واستعداد لما يُسمّيه تحرير لبنان منها بينما يطالب بما يسميه السلام مع المحتل والمعتدي الاسرائيلي ويسمي الشهداء اللبنانيين في مواجهته بالقتلى ويطالب الحكومة بعدم دفع التعويضات للنازحين اللبنانيين الذين هدم من يطالب بالسلام معهم منازلهم وقتل ابناءهم ودمّر أسباب عيشهم وسلب أمنهم ويرفض الحوار مع اخصامه من ابناء بلده من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، بالله عليكم اي وطنية هذه التي يدعيها ومن يشاركه هذا الرأي ؟ ثم يطالب بالفيدرالية او التقسيم والانفصال لأنهم لا يشبهونه ولا يستطيع العيش معهم وربما يطالب غدا بالوحدة مع المحتل، ربما لأنه يشبههم ويشبهونه”.
وتابع: “اقول من باب النصحية والمصلحة أن عليه ان يعاود التفكير في ما يذهب إليه، لأن البلد لا يتحمل مغامرات ولا استعادة تجارب اول من كان ضحيتها من يدعي تمثيلهم ويتحدث باسمهم، وأن مصلحة جميع اللبنانيين وهو منهم العودة إلى المنطق واستخلاص العبر من التجارب الماضية، لأن من تستعديهم من أبناء وطنك هم أحرص عليك ممن تتوسّل سلامهم ومتمسكون بمواطنيهم المسيحيين كأنفسهم بل هم أنفسهم، أما العدو فلستم عنده بأفضل ممن كانوا عندهم من المسيحيين الذين لم يتبق منهم في فلسطين الإ النذر القليل، لذلك فليس من طريق لاسترجاع الوطن سوى طريق واحد وهو طريق التفاهم والحوار ولتطرح بعد انتخاب رئيس للجمهورية كل الهواجس على طاولة الحوار برئاسته، أما اليوم فليس من سبيل سوى طاولة الحوار برئاسة دولة رئيس مجلس النواب المؤسسة الدستورية الوحيدة المتبقية، وليس هناك من حل آخر طالَ الزمن أو قَصُر، وليتحمّل المعطّلون الحقيقيون وهم الرافضون للحوار المسؤولية لخياراتهم الخاطئة أمام من يغامرون بهم وبالوطن”.
اضاف: “وليعلموا أن المقاومة هي لعدو لبنان واللبنانيين جميعاً، العدو الصهيوني، وهي مستمرة. وهي اليوم وكل يوم تثبت عجزه وفشله بفعل قدرتها وانجازاتها بما توقعه به من خسائر وهزائم مادية ونفسية واقتصادية وتوسعة في الحزام الامني الذي احدثه في داخل المناطق التي يحتلها بعد أن كان داخل ارضنا، وأن تهديداته التي يطلقه بتصريحات لقيادات العدو بالمباشر او عبر داعميه لتخويف اللبنانيين للضغط على المقاومة تكتيك فاشل وسيجبر على الالتزام بشروطها شاء أم أبى”.
ووجه الخطيب “التحية إلى روح القائد التاريخي الكبير والمرجع الإسلامي الاستثنائي مؤسّس الجمهورية الاسلامية الايرانية الإمام روح الله الموسوي الخميني باعث النهضة الاسلامية الحديثة، والذي أسّس لمرحلة جديدة قلبت الموازيين الدولية من خلال بعثه روح التحدي والمقاومة للهيمنة الغربية على العالم وبالأخصّ العالم الإسلامي وربيبة الصهيونية العالمية اسرائيل التي باتت اليوم تحاصرها المقاومة من الخارج وتمزّقها الخلافات والانقسامات على قضايا استراتيجية خطيرة تهدد وجودها أسّست لها المقاومة وتحققها الآن المقاومة للشعب الفلسطيني العزيز ووقوى المقاومة في المنطقة وبالأخص على جبهة لبنان وتمعن إذلالاً له”.
وقال: “نحيي هذا القائد التاريخي ونسأل الله تعالى أن يمنّ على الشعب الايراني العزيز والجمهورية الاسلامية وقيادتها الرشيدة المتمثلة بالامام القائد السيد آية الله السيد الخامنئي بمزيد من القوة والاقتدار الذي يقود اليوم هذه المسيرة ويُحقّق على يديه وبالتعاون مع كل المخلصين آمال الامة في الوحدة والخلاص والانتصار على اعدائها وربيبتهم الكيان المؤقت إن شاء الله تعالى”.
وختم: “وليعلموا أن المقاومة، لعدو لبنان واللبنانيين جميعاً وهو العدو الصهيوني، مستمرة وهي خيار أمة ولا تُعبّر فقط عن خيار فصيل منها تثبت اليوم وكل يوم عجزه وفشله وقدرتها وانجازاتها”.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين} الذين عرّفهم بقوله:
)مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (