هل لا يزال تنظيم “داعش” قادراً فعلاً على التحرك عسكرياً في لبنان ولا سيما ان منفذ الهجوم على السفارة الاميركية حرص على وضع شارات التنظيم على جعبته وبشكل واضح؟
تواصل مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تحقيقاتها في الهجوم على السفارة في عوكر بعد ارتفاع عدد الموقوفين الى 19 وهم من اقارب واصدقاء منفذ الهجوم قيس الفراج.
بعد فترة قصيرة جداً من اطلاق الفراج النار على مبنى السفارة، تمكنت الاجهزة الامنية من توقيف شقيقه في مجدل عنجر، الى 18 شخصا آخرين هم من اقارب الفراج واصدقائه.
ارتفاع عدد الموقوفين راهناً جاء بعد البحث في هاتف الفراج ومقاطعة الاسماء مع معطيات استخبارية لدى الاجهزة الامنية، مع الاشارة الى انه ليس بالضرورة ان يكون للموقوفين جميعاً علاقة بما حدث امام السفارة الاميركية.
بعض الموقوفين هم من معارف العنصر “الداعشي”، فيما هناك من المقربين له بشكل لصيق وفي مقدمهم شقيقه.
اما ما رشح عن التحقيقات فلا يزال في طور جمع المعلومات لتكوين صورة متكاملة لما حدث، ومَن دفع الفراج الى تنفيذ الهجوم وهل فعلاً كان ذلك نصرة لغزة؟
الرواية الامنية تفيد بان منفذ الهجوم غادر بلدة مجدل عنجر الى بيروت حاملاً حقيبة فيها بندقية كلاشنيكوف واربعة مماشط وجعبة.
ولدى وصوله الى الحرج القريب من مبنى السفارة دخل الى احد المباني وبدأ اطلاق النار في اتجاه السفارة واستمر في ذلك لاكثر من ثلث ساعة.
اللافت ان الهجوم الاخير يذكّر بما جرى في 20 ايلول الفائت عندما أُطلِقت النار على جدار المبنى، ولكن بحسب احد متابعي ملف الهجوم الاخير فإن هناك ثغرات كان يجب تلافيها بعد الحادثة الاولى، وكان يجب اتخاذ الاجراءات الامنية التي تحول دون تكراره. ويسأل كيف يمكن ترك هذه الثغرة؟ اما عن طريقة وصول الداعشي الذي نفذ الهجوم اول من امس فيلفت الى ان الحواجز الامنية لا تفتش جميع المركبات الا بعد اشارة مسبقة، وكيف يمكن التنقل من منطقة البقاع الى بيروت حاملاً حقيبته، وبعد وصوله الى مقربة من السفارة سلك الطريق عينه الذي سلكه من نفذ اطلاق النار على السفارة في ايلول الفائت. ومن هنا السؤال عن عدم اتخاذ اجراءات لمنع تكرار تلك الحادثة.
اما الملاحظة التي يسجلها وزير سابق للداخلية فتكمن في نجاح المهاجم في اطلاق نحو 100 طلقة في اتجاه السفارة لفترة تفوق الثلث ساعة من دون تدخل فوري من حراس السفارة والقوى الامنية القريبة من المكان.
في السياق تكثر الاسئلة عما اذا كان “داعش” لا يزال يتمتع بالقدرة على تنفيذ عمليات ارهابية في لبنان، وهل فعلاً ان وجود شارات التنظيم على جعبة الفراج كافية لتأكيد انتمائه؟
تدل المراقبة الامنية على ان القدرات التي كانت لدى الجماعات الارهابية تراجعت بشكل كبير جداً منذ معركة “فجر الجرود”، وان البيئة الحاضنة لتلك الجماعات لم تعد موجودة في لبنان على غرار الفترة التي رافقت الحرب في سوريا. والدليل الوحيد لا يزال ملك الفراج الذي يخضع للعلاج في المستشفى العسكري بعد اصابته بطلقات جنود الجيش اللبناني قبل القاء القبض عليه ونقله الى المستشفى، وان كل ما قاله هو انه نفذ الهجوم “نصرة لغزة”
لم يثبت بعد لدى الاجهزة الامنية ما اذا كان الفراج تواصل مع مشغلين من “داعش” وطلبوا منه تنفيذ الهجوم على السفارة الاميركية نصرة لغزة، ام انه قرر ذلك من تلقاء نفسه بعد مشاهدة المجازر بحق اهل غزة؟
واذا كان هذا الداعشي مناصراً للقضية الفلسطينية فلماذا انتظر تسعة اشهر لتنفيذ الهجوم؟ والنقطة الثانية لماذا اختيار الهجوم على السفارة الاميركية بعد ايام من اعلان الرئيس جو بايدن عن مبادرة لوقف الحرب في غزة؟
اما التحقيقات فتركز على الشق اللوجستي، ومن المستفيد من الهجوم وايضاً على تأكيد انتماء الفراج، وهل ان وجود اشارات تدل على “داعش” كافية لحسم انتمائه، ولماذا لا يكون مدفوعاً من جهات لا تناصر غزة؟
الى ذلك، تذكر الجهات الامنية انه على رغم التراجع الكبير لحضور “داعش” على الساحة اللبنانية، ومتابعة الاجهزية الامنية للخلايا النائمة، الا ان مناصرين للفكر “الداعشي” لا يزالون يسعون لتنفيذ اعمال ارهابية وهو ما اكده الجيش اللبناني عندما تم توقيف 8 من مؤيديه لارتكابهم جرائم واعمال سرقة بهدف تنفيذ مخططات ارهابية وذلك بحسب ما جاء في بيان للجيش الجمعة الفائت.