تصاعد أمس التوتر على الحدود اللبنانية –الإسرائيلية، وارتفعت ألسنة اللهب من الحرائق التي اندلعت على جانبَي الحدود بفعل التراشق بالمسيّرات والصواريخ بين «حزب الله» وإسرائيل. وترافق التصعيد مع مواقف غير مسبوقة من حيث التشدّد والكثافة أطلقها طرفا النزاع، خصوصاً الطرف الاسرائيلي.
وليلاً، أصدر المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بياناً نفى فيه «تداول أخبار وتسريبات عن تحذيرات تلقاها دولة الرئيس نجيب ميقاتي من أنّ العدو الاسرائيلي قد يشن هجوماً واسع النطاق على لبنان»، مؤكداً «أن لا صحة لهذه التسريبات والأخبار وهي تندرج في إطار الضغوط التي تمارس على لبنان». ولفت الى أنّ ميقاتي «يجري مروحة واسعة من الاتصالات الديبلوماسية في سبيل وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على جنوب لبنان».
توازياً، أعلنت «القناة 13 الإسرائيلية» أنّ مسؤولين في حكومة الحرب الإسرائيليّة طالبوا إسرائيل بـ» نقل ثقلها إلى الشمال»، وقالوا «على رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو اتّخاذ قرارات صعبة».
ونقلت القناة عن مسؤول في مجلس الحرب قوله إنّ «عملية كبيرة في الشمال ستكون ذات عواقب وخيمة على قدراتنا في غزة».
وفي الوقت نفسه، قالت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطّلعة «إنّ احتمال التوصّل إلى اتفاق مع لبنان ضئيل للغاية».
وعلق عضو حكومة الحرب بني غانتس على الاجتماع، فقال «ناقشنا الجهود لمواجهة عدوان «حزب الله» والقيام بعملٍ حازم ضدّه».
وسبق الاجتماع لقاء عقده غانتس والوزير في الحكومة غادي آيزنكوت مع «منتدى خط الصراع في المجلس الإقليمي» ميتا آشر، ثم زارا نهاريا. وخلال الزيارة، ذكر غانتس مرة أخرى «أنّ الأول من أيلول المقبل هو الموعد لتغيير الواقع في الشمال»، وقال: «هذا سيمر عبر التطبيع أو من خلال التصعيد – لكن من المستحيل خسارة عام آخر هنا». وأضاف: «بصرف النظر عن القتال، فإنّ الشيء الصحيح في هذا الوقت هو إعادة المختطفين، والعمل على إعادة سكان الشمال بأمان إلى ديارهم، وإعادة دولة إسرائيل إلى المسار. لن يكون الأمر سهلاً، سيكلف المال، وسيؤلم، لكن هذا هو الشيء الصحيح».
وقال رئيس هيئة الأركان للواء جولاني على الحدود الشمالية: «إننا نقترب من النقطة التي يجب فيها اتخاذ القرار، والجيش الإسرائيلي مستعد للغاية له».
وأجرى وزير الدفاع يوآف غالانت تقييماً للوضع في القسم 91 على الحدود الشمالية، وإعداد القوات الإسرائيلية «لعمل قوي ضد «حزب الله» وفق الإعلام الإسرائيلي.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ «الوضع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية لا يزال خطيراً، ونعمل على احتوائه».
وفي باريس، أعلن قصر الاليزيه أنّ الرئيس ايمانويل ماكرون، وخلال اتصال بنتنياهو، أعرب عن «قلقه إزاء تصاعد التوترات على الحدود مع لبنان». ودعا إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701 من قبل جميع الأطراف». وخلص الى القول: «ستظل فرنسا ملتزمة التزاماً كاملاً منع أي خطر للتصعيد على «الخط الأزرق» وتعزيز الحل الديبلوماسي».