تواصل إسرائيل تهديداتها وتحذيراتها، وكان يوم أمس الثلاثاء حافلاً في هذا السياق، إذ وبعدما توافرت معلومات في وسائل إعلام دولية عن تنبيهات بريطانية تلقاها لبنان تتحدّث عن ضربة إسرائيلية منتصف شهر حزيران، والتي نفاها الرئيس نجيب ميقاتي، هدّد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي وقال من الحدود إن الجيش الإسرائيلي مستعد للانتقال إلى الهجوم.
وقد تلقى “حزب الله” هذه التحذيرات والتهديدات، فكان ردّه عبر نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، الذي أكّد أن “حزب الله” لا يُريد توسيع الحرب، لكنه جاهز لأي تصعيد، ما يشي بأن الأيام القليلة المقبلة ستكون حامية جداً، خصوصاً وأن مساعي وقف إطلاق النار يبدو أنها ستفشل من جديد، ولا نية حقيقية لدى إسرائيل بالموافقة فعلياً على خطّة الولايات المتحدة الأخيرة.
وتصب المعطيات المتوافرة عن الحرب في سياق التصعيد نفسه، إذ ووفق الشاباك الإسرائيلي، فإن شهر أيّار الماضي كان الأعنف بين أشهر الحرب الأخيرة على صعيد جبهة لبنان أو غزّة، إذ إن عدد الهجمات بالصواريخ والمسيّرات كان الأعلى خلال أيّار، وبالتالي فإن مسار الاشتباك تصاعدي ولا يقترب نحو التهدئة.
الخبير الاستراتيجي والعميد الركن حسن جوني يُشير إلى أن مبادرة بايدن تتمتع بحظوظ لثلاثة أسباب، الأول هو إطلاق بايدن بشكل مباشر وأمام الجميع للمبادرة، ما يُعطيها زخماً قوياً، والثاني هو قلق نتنياهو من مواجهة صعبة مع أهالي الرهائن في حال عدم الموافقة على الاتفاق، والثالث هو التخبّط بين القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيليتين بشأن اجتياح رفح.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يقول جوني إن نجاح مبادرة بايدن سينسحب على باقي الجبهات، وبشكل خاص لبنان، لأن هذه الجبهات ربطت نفسها بحرب غزة، ثم أن في لبنان ركيزة أساسية وأرضية قانونية للتهدئة، وهي القرار الأممي 1701، والافتراض بأن إسرائيل ستستمر في حربها ضد “حزب الله” بعد الاتفاق ليس واقعياً.
وبالتالي، فإن جوني يعتبر أن ما يحصل اليوم من تصعيد هو “تصعيد عشية الموافقة على الهدنة”، لكن وفي حال فشل المفاوضات، فإن جوني يتوقع توسيع رقعة الحرب وشن إسرائيل ضربات سريعة وقاسية في العمق اللبناني قد تطال الضاحية الجنوبية، لكنه في الوقت عينه يستبعد الاجتياح البرّي لأن القوات الإسرائيلية منهكة في ما قوات “حزب الله” الدفاعية البرّية لم تُزج بالحرب بعد.