أخبار عاجلة

نصيحة وارن بافيت لـ “الاستثمار الذكي”

الاستثمار الذكي هو مفهوم يعتمد في واحدٍ من أهم مبادئه على فهم ووعي عميق بمجال الاستثمار ومكوناته، حيث يسعى المستثمرون المدركون إلى تحقيق أهدافهم المالية بطرق مستدامة ومدروسة.

يتطلب الاستثمار الذكي فهمًا شاملاً للأسواق المالية والأصول المختلفة المتاحة للاستثمار، بما في ذلك الأسهم والسندات وصناديق الاستثمار المتداولة والعقارات، وغيرها.

المفهوم الأساسي للتفكير بشكل ذكي في الاستثمار يتمثل في القدرة على تقييم الفرص والتحليل بشكل شامل، والتعرف إلى المخاطر المحتملة وكيفية إدارتها بفعالية. ويعتبر التعلم المستمر وتطوير المعرفة الاقتصادية والمالية جزءًا أساسيًا من هذه العملية، إذ يمكن للمستثمرين الذين يمتلكون فهماً عميقاً للأسواق أن يتخذوا قرارات مستنيرة ويحققوا عوائد مالية أفضل على المدى الطويل.

علاوة على ذلك، يتيح الاستثمار الذكي للأفراد الاستفادة من الفرص الناشئة والابتعاد عن المخاطر غير المبررة.

كذلك فإن فهم مكونات الاقتصاد العالمي وتحدياته وتأثيرات الأحداث الجارية على الأسواق المالية يمكن أن يجعل المستثمرين يتفادون الخسائر ويستفيدون من الفرص التي يمكن أن تقدم قيمة مضافة لمحافظهم.

من هنا، يعتبر الوعي التام والفهم المستمر لمجال الاستثمار أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق النجاح وتحقيق الأهداف المالية على المدى الطويل. إذا تمكن المستثمرون من اكتساب المعرفة والخبرة اللازمة، فإنهم يكسبون الثقة في اتخاذ القرارات المالية الصائبة وتحقيق النتائج المرجوة في عالم الاستثمار.

الاستثمار القائم على الفهم الجيد

وفي هذا السياق، فإن “الاستثمار الذكي” كان محوراً أساسياً من محاور الرسائل التي بعث بها رئيس شركة بيركشاير هاثاواي، وارن بافيت، في اجتماع المساهمين هذا العام، ضمن جملة من النصائح الاستثمارية التي قدّمها للمساهمين الذين يتدفقون عادة كل عام إلى أوماها للاستماع إلى حكيمها يتحدث ويجيب عن أسئلة المساهمين من مناطق متفرقة.

النصيحة الأبرز –والمختلفة عادة عن كثير من النصائح المتداولة- التي قدّمها بافيت (الملقب بحكيم أوماها) خلال الاجتماع هذا العام، هو ما يتعلق بالاستثمار القائم على الفهم الجيد للشركة أو السوق المستثمر بها.

بحسب تقرير نشرته شبكة “سي إن بي سي” الأميركية، سأل أحد المساهمين بافيت عن أحد أهم القرارات التي يمكن لأي مستثمر اتخاذها: متى يجب شراء أو بيع استثمار ما؟

في إجابته عن ذلك السؤال، قدم بافيت وصف العملية التي استخدمها هو وشريكه (الراحل) تشارلي مونغر منذ فترة طويلة، وهي رؤية هائلة لفلسفته الاستثمارية.

وقال: لقد اتخذت أنا وتشارلي القرارات بسرعة كبيرة ولكن في الواقع بعد سنوات من التفكير في “المعايير” التي ستمكننا من اتخاذ القرار السريع عندما يظهر.

وأفاد بأنه لم يقم باستثماره الكبير في عملاق التكنولوجيا “آبل” حتى شعر أن لديه فهمًا كاملاً لسلوك المستهلك، وهو الفهم الذي توصل إليه بعد امتلاك عديد من الشركات الاستهلاكية الأخرى، الناجحة منها وغير الناجحة.

  • النقطة المهمة بالنسبة للمستثمرين هي أن بافيت لا يشتري أي استثمار بناءً على المشاعر أو الاندفاعات.. كما لم يقم بافيت بالشراء إلا بعد أن قرر أن الآيفون “ربما كان المنتج الأعظم على الإطلاق”.
  • وفي الوقت نفسه، لا يقلق أبدًا بشأن فقدان أي استثمار إذا كان يتعلق بمنتج أو شركة لم يخصص لها بحثًا شاملاً.
  • وقال بافيت: “لقد فاتني أنا وتشارلي الكثير من الأشياء (الكثير من الاستثمارات).. ولم نقلق قط من فقدان شيء لم نفهمه”.

الاستثمار القائم على الفهم والإدراك التام هو مفتاح الاستثمار الذكي الذي يتحدث عنه بافيت، جنباً إلى جنب وعديد من المفاتيح الأساسية الأخرى الضرورية من أجل إدارة استثمار ناجح.

تطوير المهارات

في هذا السياق، يقول المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أحمد معطي، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن:

  • استراتيجيات الاستثمار الذكي تعتمد في الأساس على تطوير المستثمر من مهاراته؛ لأن التطورات المحيطة أسرع مما نتخيل، وبما يتطلب مزيداً من المهارات.
  • لابد من ربط الاستثمار “أيًا كان نوعه” بالتطورات المحيطة لمواكبتها بشكل مقبول، وإلا سنتخلف عن الركب.
  • كلما كان الاستثمار مرتبطاً بالذكاء الاصطناعي “AI”، ومصادر الطاقة النظيفة كلما كان الاستثمار مُستداماً.
  • لابد من تقسيم المحفظة الاستثمارية على عدة أوجه “لا نضع البيض في سلة واحدة”.
  • يتعين عدم تجاهل إجراء “دراسة جدوى” قائمة على أساس علمي، مهما كان حجم المشروع أو نوع الاستثمار لتجنب العقبات التي قد تواجه المستثمر.

أهم القطاعات

بدوره، يشير الخبير الاقتصادي، سيد خضر، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أن استراتيجيات الاستثمار الذكي يُمكن أن تعتمد على التركيز على عدد من القطاعات، بما في ذلك استغلال التكنولوجيا الحديثة والتجارة الإلكترونية وغير ذلك.. ويضيف:

  • التجارة الإلكترونية على سبيل المثال انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، واتسعت منذ العام 2020 مع بداية جائحة كورونا.
  • هذا الشكل من التجارة يسمح للأفراد بالعمل من خلال الإنترنت بتسويق المنتجات المتنوعة بحسب الخدمة المقدمة، وتحديدًا من مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات المختلفة، وهو فرصة ممتازة للاستثمار الذكي.
  • كذلك يسعى الأفراد لاستخدام التكنولوجيا والمنهجيات المبتكرة، والتي تهدف إلى زيادة العوائد المالية من خلال البعد عن التجارة التقليدية.
  • من بين أوجه الاستثمار الذكي أيضاً الأكثر شيوعاً حالياً: صناديق المؤشرات المتداولة.
  • من الضرورة بمكان التمييز بين الاستثمارات الآمنة والاستثمارات التي تحمل طابع المخاطرة مثل العملات الرقمية.
  • الاستثمار في التكنولوجيات الناشئة، وتقنيات الأمن السيبراني وغير ذلك، من المفاتيح المهمة.
  • كذلك الاستثمار في العقارات، من بين أكثر المجالات ربحية في الاستثمار.

ويشدد الخبير الاقتصادي في الوقت نفسه على ضرورة أن يعمل المستثمر على تنمية قدراته؛ حتى لا يتعرض لعمليات خداع أو خلافه.

الاستثمار طويل الأمد

من جانبها، تؤكد خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أن الاستثمار الذكي للأفراد يتوقف على ثلاثة أمور: القدرة المالية، والقدرة على تحمل المخاطر، والاستثمار طويل الأجل.. وترى أن هناك أكثر من بديل بالنسبة للمستثمرين على حسب إمكاناتهم المالية، على النحو التالي:

  • يأتي الذهب في المرتبة الأولى باعتباره الاستثمار الآمن الأكثر ربحية والأعلى اهتمامًا من قبل المتعاملين؛ بوصفه الملاذ الآمن، كما أن أسعار الذهب في ارتفاع مستمر، بالإضافة إلى أن البنوك المركزية تلجأ إلى الاستثمار في الذهب في فترات الأزمات كمخزن للقيمة، بما يرفع من قيمته.
  • في المرتبة الثانية تأتي الأسهم، ولكنها عالية المخاطر نسبياً؛ لأن التذبذبات في الأسعار تكون عالية في كثير من الأحوال، وبالتالي على المستثمر أن يختار الأسهمبعناية في القطاعات الأفضل أداءً في الدولة التي يستثمر فيها، ليتمكن من تحقيق مكاسب رأسمالية قوية.
  • ننصح المتعاملين في الأسهم بالصبر.. والاستثمار بفائض الأموال وليس الاحتياطي.
  • ثالث أنواع الاستثمار لمن يمتلك فوائض مالية مرتفعة جدًا، هو الاستثمار العقاري، وهو يعتبر استثماراً طويل الأجل.
  • ينصح بتنويع الاستثمارات.

 

المصدر: سكاي نيوز