“التقدمي” لا يتوقع المعجزات ولكن

لا مفاعيل لزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، حيث اتصفت جولته بأنها استطلاعية قبل القمة الفرنسية – الأميركية، ويُرجّح جميع المراقبين على أن حلحلة الاستحقاقات مؤجّلة إلى ما بعد انتهاء حرب غزّة وبدء مسار التسويات، وقد يكون لبنان آخر المستفيدين.

لكن إلى جانب الاستطلاع، عاد لودريان وجدّد طرح المرشّح الثالث، وهذه الصيغة قد تكون الأنسب، لأن المرشّحين المطروحين حالياً غير مقبولين من الطرف الآخر، وهو الطرح الذي كان الرئيس وليد جنبلاط أوّل من طرحه قبل بدء الشغور الرئاسي.

وفي السياق نفسه، يشرع اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي بجولته غداً على مختلف الأطراف السياسية، ليبحث معها ملفات عدّة، وبحسب المعلومات، لن يكون النقاش مرتبطاً بالاستحقاق الرئاسي فحسب، بل بالوضع في الجنوب والوضع الاقتصادي والاجتماعي وكل الاستحقاقات الداهمة، وسيكون عنوانه الأول التواصل للوصول إلى أرضية مشتركة.

وإذا كان الهم الوطني ليس جديداً أن تتصدى له زعامة المختارة والحزب التقدمي الاشتراكي، فإن قيادة التقدمي لا تتوقع حصول معجزات بنتيجة التحرك، لكنها تعوّل على ما يمكن استثارته لدى الافرقاء من حس المسؤولية وواجب الحرص على حماية لبنان وصون ما تبقى من الدولة في ظل الأخطار الجسيمة المحدقة بالبلاد في كل الاتجاهات. وعليه فإن النوايا الإيجابية مطلوبة من الجميع ومعها إقران الأقوال بالأفعال لملاقاة مساعي “التقدمي”، وإلّا فإن الأمر سيكون بمثابة الدوران في حلقة مفرغة.