قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي مساء الاربعاء إن القوات الإسرائيلية حققت السيطرة العملياتية الكاملة على محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر. وأضاف المسؤول الإسرائيلي “لا يعني ذلك أن أقدام قواتنا وطأت الأرض في جميع أنحاء الممر، لكنه يعني أننا يمكننا السيطرة ولدينا القدرة على قطع خط الأكسجين الذي تستخدمه حماس في إعادة التزود والتحرك في المنطقة وحولها”.وذكر المسؤول أن عملية الجيش الإسرائيلي العسكرية في منطقة رفح كشفت في 10 أيام 20 نفقا ممتدا إلى مصر وأن القاهرة أُبلغت بهذه المعلومات.
الجدير ذكره في السياق، هو ان الجيش الإسرائيلي، يواصل هجومه على مدينة رفح، رغم التنديد الدولي بهذا الهجوم، خاصة وان رفح منطقة فرّ اليها، المدنيون الهاربون من حرب غزة. ففي بكين التي تستضيف منتدى صينيا عربيا، حض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، امس الخميس، المجتمع الدولي على “التصدي لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم”، في وقت دعا الرئيس الصيني، شي جينبينغ، إلى عقد “مؤتمر سلام دولي موسع” لوضع حد للنزاع، مؤكدا أنه “لا ينبغي للعدالة أن تغيب إلى الأبد”… وتُضاف هذه المواقف الى سيل من المواقف الدولية الاخرى، التي صدرت عن العواصم الكبرى، من واشنطن وصولا الى الاتحاد الاوروبي، المنددة بالعمليات الاسرائيلية في رفح.
انطلاقا من هنا، وفي ظل المعطيات المذكورة اعلاه، تعتبر المصادر ان كل المؤشرات تدل على ان الاراضي المحتلة ليست ذاهبة – في المدى المنظور اقلّه – نحو تهدئة او حل او هدنة، بل يبدو ان حكومة نتنياهو لا تزال قادرة على فعل ما تريد وهي ماضية في مخططاتها الحربية والعسكرية التي قد تستمر اشهرا اضافية، في وقت يقف العالم عاجزا عن فرض تسوية وعن إنجاح المفاوضات التي تتنقّل عبثا بين الدوحة وباريس والقاهرة… اذا بقيت الامور كما هي، ولم تتم ازاحة نتنياهو من السلطة، فإن الحرب ستستمر وبعد رفح، ستوسّع اسرائيل مخططاتها نحو مناطق اخرى الى ان تضمن ان حماس لم تعد قادرة على تهديدها عسكريا، والاخطر ربما، الى ان تُجهز على حل الدولتين وتُرحّل اكبر كمّ من الفلسطينيين الى مصر والاردن وغيرهما.. فهل مَن يردعها؟
المصدر : لورا يمين – المركزية