مع غياب أي تطور إيجابي على الخط الرئاسي، وعودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بلاده بعدما أجرى مروحة اتصالات مع عدد من المسؤولين والقيادات اللبنانية، حط السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو في البياضة والتقى رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل، في حين نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر ديبلوماسي فرنسي قوله إنّ لودريان غادر بيروت و»لم يُحقق أي خرق يذكر» في الملف الرئاسي. وأضاف المصدر أنّ «كل فريق متشبّث بمواقفه»، ما دفع لودريان إلى تحذير المسؤولين الذين التقاهم من أن «وجود لبنان السياسي نفسه بخطر»، مع استمرار الشرخ في البلاد.
وفي المواقف «الرئاسية»، عبّر مجلس المفتين في لبنان عن قلقه «من تعثّر محاولات التوافق الوطني والمبادرات الداخلية والخارجية للمساعدة في إنجاز الاستحقاق الرئاسي»، آملاً في «أن تستمر مساعي وجهود دول اللجنة الخماسية في هذا الاطار»، ودعا «إلى عقد جلسة أو جلسات متتالية للحوار وللتشاور للخروج من المأزق الدستوري وانتخاب رئيس للدولة لتستقيم الحياة السياسية الوطنية، واتخاذ قرارات ومواقف جريئة لحل الأزمات المتراكمة، وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة انطلاقاً من الثوابت الوطنية التي نصّ عليها اتفاق الطائف وأقرّها التعديل الدستوري الذي انبثق منه».
وفي بيان بعد اجتماعه في دار الفتوى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أبدى المجلس «استغرابه من المماطلة والتسويف والتأخير وربما العجز لمعالجة قضية جوهرية تتعلق برمز السيادة اللبنانية والمؤتمن على وحدتها ودستورها»، وتساءل «كيف يمكن لدولة تحترم نفسها أن تبقى سدّة الرئاسة فيها معطلة ومؤسساتها الدستورية تنهار، وكيف تنظر دول العالم إلى بلد من دون رأس؟».
وحثّ المسؤولين «على الاحتكام إلى الضمير الوطني والمصالح الوطنية العليا والترفّع عن الحسابات الحزبية الضيّقة والمصالح الشخصية، ووضع مصلحة لبنان العليا في السيادة والكرامة الوطنية فوق كل اعتبار». وأكد «أن أسوأ ما في تعطيل انتخاب رئيس للدولة يتمثل في معالجة هذا التعطيل بالتعطيل من قبل بعض القوى السياسية في لبنان. وهذا إساءة مزدوجة، أولاً في التعطيل بحدّ ذاته، وثانياً في كيفية العمل على معالجته».
كتلة «الوفاء للمقاومة» شددت على «أن الحراك من أجل توفير مناخات ملائمة لانجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، هو محل ترحيب دائم طالما أنه لا يمس النصوص والأعراف والآليات الدستورية المعمول بها».
أما النائب وليد البعريني فاعتبر أنه «لم يعد هناك وجود لأي مبادرة، ويجب الدخول بطرح أو أسلوب جديد لتحريك المياه الراكدة في لبنان، وأوضح أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان «لم يذكر موضوع الخيار الثالث ولكنه اعتبر أن المرشحَين غير قادريَن على حصد الأصوات اللازمة للنجاح، فيما هو لم يدخل في تسمية أي مرشح ثالث باعتبار أن الموفد الفرنسي واللجنة الخماسية يقوم دورهما على تقريب وجهات النظر».
على صعيد آخر، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري الأوضاع العامة.
عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب نديم الجميّل، تقدّم امام مجلس الوزراء، بطلب الحصول على معلومات بشأن الاعتمادات المالية والمساعدات الممنوحة من قبل مجلس الجنوب منذ 7 تشرين الاول 2023. كما طلب في كتابه إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جردة تفصيلية عن جميع المساعدات والمنح العينية والنقدية المقدمة والمزمع تقديمها اضافة إلى قائمة بالمساعدات التي حصلت وستحصل عليها وعدد الأشخاص الذين حصلوا عليها والمرشحين لذلك.
النائب سيمون ابي رميا قدّم، في مؤتمر صحافي، اقتراح قانون لتنظيم عمل الجمعيات الأجنبية العاملة على الأراضي اللبنانية. وفي الأسباب الموجبة قال: «قد يحدث أن تتعارض بعض البرامج التي تنفذها الجمعيات والمؤسسات والمنظمات الاجنبيّة والدولية مع السياسات العامة للدولة، وحتى مع احكام الدستور اللبناني في بعض المجالات. ومن واجب الجمعيات والمؤسسات والمنظمات الاجنبيّة والدوليّة التجانس مع دستور الجمهورية اللبنانية وتنفيذ المشاريع والنشاطات المتوافقة فقط مع السياسات العامة التي تضعها الدولة. وحيث أنه لا يجب السماح بأن تفرض على اللبنانيين سياسات أجنبية قد يتم تنفيذها بالوكالة عبر جهات غير حكومية أجنبية تعمل على نشرها وتنفيذها ضمن الاراضي اللبنانية».
إلى ذلك، سأل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد: «من لا يستطيع أن يمون على الكيان الصهيوني بوقف عدوان وإبادة وحشية، كيف يمكن له أن يضمن للبشرية ألا يستخدم العدو الصهيوني القنبلة النووية»؟ وقال «على شعوبنا أن تستفيق بأن مصيرها رهن بناء قدراتها واستخدام هذه القدرات في الدفاع عن نفسها وفي تجويف كل معاني التفوق والقدرة لدى العدو الصهيوني الذي يشكّل خطراً داهماً ليس على منطقتنا فحسب بل على البشرية جمعاء»، و»هذا ما تضطلع به مقاومتنا، المسألة ليست مسألة أشبار وأمتار نتصارع عليها، المسألة مسألة حياة مستقبلية لأجيالنا، مسألة عزة وكرامة وحياةُ لأوطاننا».
المصدر : نداء الوطن