كتب المفوض العام لوكالة “الأونروا” فيليب لازاريني مقالة نشرت بصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قال فيها إن الحرب في غزة أنتجت حالة من التجاهل الواضح لتفويض الأمم المتحدة، والذي يشمل استهداف الموظفين والمنشآت والعمليات التابعة للوكالة.
وشدَّد الكاتب على ضرورة أن تتوقف هذه الهجمات وأن يتحرك العالم من أجل محاسبة مرتكبيها، مشيرًا أشار إلى أن الوكالة لديها معلومات بان 192 موظفًا على الأقل لديها قتلوا في غزة.
كذلك لفت لازاريني إلى أن القوات “الإسرائيلية” قامت منذ السابع من شترين الأول/أكتوبر باعتقال موظفين لدى الوكالة في غزة، وإلى أنَّ بعض الذين اعتُقلوا قالوا إنهم تعرَّضوا للتعذيب وسوء المعاملة خلال فترة احتجازهم عند “الإسرائيليين”.
كذلك تحدث الكاتب عن تعرُّض موظفي الوكالة للمضايقة والإذلال عند نقاط التفتيش “الإسرائيلية” في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك في القدس الشرقية. وأضاف أنَّ الاعتداءات على “الأونروا” انتشرت إلى القدس الشرقية حيث يساهم أحد أعضاء بلدية القدس بالتحريض على المظاهرات ضد “الأونروا”.
كما نبه من تزايد خطورة المظاهرات، لافتًا إلى تعرُّض المجمع التابع للوكالة إلى عمليتيْ إحراق متعمدتين، مشيرًا إلى أنَّ حشدًا تضمن أطفال صهاينة تجمَّعوا خارج مبنى الوكالة وهم يهتفون: “فلتحترق الأمم المتحدة”.
عقب ذلك سأل الكاتب: “كيف يمكن أن يحدث كل هذا، وأين هو الغضب الدولي”، محذرًا من أنَّ غياب هكذا موقفٍ يعطي رخصة لتجاهل الأمم المتحدة ويفتح الباب أمام الإفلات من العقاب والفوضى. كما قال إن الهجوم على الأمم المتحدة سيقوِّض أكثر فأكثر أدوات تحقيق السلام والتصدي للممارسات اللا إنسانية حول العالم، مشدداً على ضرورة أن لا يصبح ذلك عرفًا جديدًا.
كذلك شدَّد المفوض العام لوكالة “الأونروا” على ضرورة أن يتحرك العالم بشكل حاسم ضد “الهجمات غير المشروعة” على الأمم المتحدة، ليس من أجل غزة والفلسطينيين فحسب، بل من اجل كل الدول، مرحبًا في هذا السياق بتبني مجلس الأمن الأسبوع الفائت مشروع قرار 2730حول حماية العاملين في المجال الإنساني.
وتابع أنَّ “حجم ونطاق الهجمات ضد العاملين والمباني التابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأشهر السبعة الأخيرة يتطلب تشكيل هيئة تحقيق مستقلة بشكل عاجل، وذلك من خلال قرار صادر عن مجلس الأمن او الجمعية العامة”، مشيرًا إلى أنَّ مهمة مثل هذه الهيئة ستكون التأكد من الحقائق وتحديد الجهات المسؤولة عن الهجمات التي تستهدف الوكالات التابعة للأمم المتحدة، موضحًا أنَّ مثل هذه الهيئة تستطيع ضمان المحاسبة وأيضًا المساهمة في إعادة التأكيد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي.
وأكَّد لازاريني على ضرورة حماية المؤسسات التابعة للأمم المتحدة والقيم التي تمثلها هذه المؤسسات، وذلك على ضوء “التمزيق الرمزي للميثاق الذي أسس الأمم المتحدة”، لافتًا إلى أنَّه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تحرك كل دول العالم بحيث يكون التحرك مستند على المبادئ، وكذلك من خلال التزام جميع الأطراف بالسلم والعدل.
المصدر : العهد الاخباري