يوم ماراتوني لموفد الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، متنقّلاً بين المقرّات الرسمية وقصر الصنوبر، حيث التقى غالبية القوى السياسية والكتل النيابية، على أن القيمة تبقى في أن تتكلّل جهوده بالنجاح في نهاية الأمر ويكون للبنان رئيس جمهورية بعد طول انتظار.
مصادر مواكبة للقاءات الموفد الفرنسي أعربت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية عن أملها بأن يوفّق لودريان هذه المرة من إحداث خرق في الملف الرئاسي قد يساعد على انتخاب الرئيس، بعد الحديث عن إحراز تقدم في الشكل بموضوع إدارة الجلسة والتشاور بشأنها. وأشارت إلى أن “هناك ليونة حول كيفية إدارة التشاور بعد الاتفاق على الأسماء تسهيلاً للوصول إلى جلسات انتخابية”، لكن هذه الليونة لم تصل إلى المواقف من الترشيحات، وما زالت تراوح مكانها في ظل غياب الثقة بين المعارضة والممانعة. واعتبرت المصادر بالتالي أن الأمور متوقفة عند هذا الأمر، وبعدها تُحدد آلية الدعوة الى التشاور وطريقة إدارة الجلسات.
النائب غسان سكاف أشار في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن “هناك إعادة تزخيم للتحرّك الفرنسي من خلال التداخل بين الجهود الفرنسية المتعلقة بالملف الرئاسي والورقة الفرنسية المعدلة المتصلة بالوضع المتفجر في الجنوب”.
ولفت سكاف إلى أن زيارة لودريان إلى لبنان تأتي بعد الإتصال الذي جرى بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقبل أن يلتقي ماكرون الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يزور فرنسا الشهر المقبل والذي سيبحث معه الحرب في جنوب لبنان، عازياً اسباب زيارة لودريان إلى تلك التطورات، لأن فرنسا تحذّر منذ فترة من ربط ما يجري في الجنوب بالصراع المستمر في غزة في ظل التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان.
وقال سكاف: “الزيارة فاجأت أوساط كثيرة لأنه لم يكن هناك أي أمر إيجابي يبرّرها. وبيان اللجنة الخماسية الذي شدد على انتخاب الرئيس يفرض على القوى السياسية أن تستفيد منه في ظل تطورات مجهولة قد تطرأ على المنطقة والتي قد تدفع الى تأجيل اضافي إضافة إلى أننا بانتظار تطورات الإنتخابات الأميركية”.
وأضاف: “حتى إن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي يشارك بالحملة الانتخابية للرئيس بايدن لم يعد لديه وقت للالتفات الى لبنان”، مستبعداً في ظل ذلك التوصل الى نتائج إيجابية في الملف الرئاسي “لأن فرنسا لا تستطيع التحرك لوحدها من دون أميركا وهذه الأخيرة منشغلة بانتخابات الرئاسة الأميركية”.
الخلاصة هي في الجواب غير المعروف على السؤال التالي: “هل يتمكن لودريان هذه المرة من تعبيد الطريق الى بعبدا أم سيستمر الشغور الرئاسي الى ما بعد الانتخابات الأميركية؟”.