أكدت مجلّة “ذا سبيكتاتور” البريطانية أنّ حركة حماس لا تزال تتولّى زمام الأمور في غزّة بعد مرور ما يقارب 8 أشهر على الحرب “الإسرائيلية” على القطاع.
وفي هذا السياق، ذكّرت المجلّة بحديثٍ لرئيس حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو توجّه من خلاله للجمهور “الإسرائيلي” في 7 نيسان/أبريل الماضي، قائلًا إنّ “إسرائيل على بعد خطوة واحدة فقط من النصر في حربها ضدّ حماس في غزّة”، مؤكّدةً أنّ الحرب مستمرّة، ونتنياهو يراوح مكانه ولا ينجح.
وأشارت إلى أنّ “إسرائيل”، بعد مرور شهرين تقريبًا، لم تتّخذ تلك الخطوة بعد، فالحرب مستمرة، ولم يتم إطلاق سراح المزيد من الأسرى أحياء، ولا تزال صواريخ حماس تسقط في “إسرائيل”.
وأضافت المجلّة: “في هذه الأثناء، تصلّب الرأي العام الدولي ضدّ “إسرائيل”، وقامت بعض الدول، مثل كولومبيا، بقطع العلاقات الدبلوماسية، فيما أعلنت تركيا حظرًا تجاريًا”، مردفةً بأنّ “أيرلندا والنرويج وإسبانيا اعترفت بدولة فلسطينية.. وأصدرت محكمة العدل الدولية أمرًا غامض الصياغة، إما أن يضع بعض القيود على العملية العسكرية “الإسرائيلية” في مدينة رفح الحدودية مع غزّة، وإما أن يطالب ربما بوقفها تمامًا”.
وبحسب ما تابعت، فإنّ الأمر الأكثر أهمية هو القرار الذي اتّخذه المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بطلب إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير الأمن في حكومته يوآف غالانت.
ورأت الصحيفة البريطانية أنّ “ردّ الفعل العنيف هذا سيكون سيئًا بما فيه الكفاية لو كانت “إسرائيل” تنتصر في حربها ضدّ حماس، ولكن لا يبدو أنّ النصر وشيك تمامًا، كما كان يدّعي نتنياهو”.
ولفتت إلى أنّ قوات الاحتلال “الإسرائيلي” تعمل الآن في رفح، “ولكن في عملية محدودة أكثر من الهجوم الشامل الذي كان مخطّطًا له في الأصل”، موضحةً: “حتّى هذا النهج يمكن أن يؤدي إلى مآسٍ فظيعة”، مثل استشهاد 45 من سكان غزّة في مخيم خيام.
وتابعت: “عندما تنتهي عملية رفح هذه، وتعلن “إسرائيل” مرة أخرى أنها دمرت الأنفاق والصواريخ.. ماذا بعد؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال غالانت”، مضيفةً: “بمجرد أن تغادر القوات “الإسرائيلية” منطقة ما في غزّة، تعود حماس. لقد اضطرّت “إسرائيل” إلى العودة إلى أجزاء من شمال غزّة عدة مرات لطرد حماس”.
صعوبة تفكيك حماس
هذا، وأشارت المجلّة إلى أنّ نتنياهو وعد طوال هذه الحرب بـ”النصر الكامل” والتدمير الكامل لحماس كحركة وحكومة على حد سواء، مؤكدةً أنّ تفكيك الحركة صعب بما فيه الكفاية (تشير تقديرات الولايات المتحدة إلى أنّ حماس قد لا تزال تحتفظ بما يقارب نصف قوتها القتالية سليمة)، ولكن “إزالة الحكومة أصعب من ذلك”.
وشدّدت “ذا سبيكتاتور” على أن حماس، بعد مرور ما يقارب 8 أشهر على هذه الحرب، لا تزال تتولّى زمام الأمور.
وبحسب قولها، إذا كان الهدف من هذه الحرب هو إضعاف قدرات حماس وتدمير البنية التحتية، بحيث يستحيل تنفيذ هجوم آخر على غرار هجوم 7 أكتوبر في المستقبل القريب، فربما يمكن الحُكم على الحرب “الإسرائيلية” بأنها “نجاحٌ مشروط”.
ووفق ما تابعت المجلّة، فإنّ هذا ليس هو الهدف الذي حدّده نتنياهو علنًا للحرب، وهو ليس هدفًا يمكن أن يقبله معظم “الإسرائيليين” على أنه هدف قريب من أن يكون كافيًا، لافتةً إلى أنه يمكن للطائرات الحربية والطائرات من دون طيار والجنود إضعاف حماس، ولكن الطريقة الوحيدة لتدميرها هي استبدالها. وحتّى الآن، لا يملك نتنياهو خطة لذلك.
المصدر: العهد الاخباري