أخبار عاجلة

الجيش ضمانة الهدنة جنوباً… اتفاق وقف النار يفتح باب الرئاسة

كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: بعد شهرين من العدوان الإسرائيلي والوحشية، التي أدّت الى استشهاد أكثر من 3800 مواطن لبناني وسقوط حوالى 15 ألف جريح وتدمير أكثر من 70000 وحدة سكنية ونزوح أكثر من مليون مواطن، دخل قرار وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، فجر أمس الأربعاء. وما لبث أن مضى ساعات قليلة حتى انطلقت جموع العائدين إلى مدنهم وقراهم مؤكدين تمسّكهم بأرضهم وانتمائهم مهما قست آلة الحرب.

وفيما غصّت الطرقات بسيارات النازحين العائدين، كان الجيش اللبناني يدفع بوحدات معزّزة إلى جنوب لبنان، تنفيذاً لقرار وقف النار وتطبيق القرار 1701، معلناً انتهاء الحرب ومؤكداً على مرجعية الدولة وأجهزتها الأمنية.

تعزيز انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني، جاء تنفيذاً لبنود الاتفاق بين لبنان واسرائيل برعاية أميركية، وبعد جلسة وزارية في السراي الحكومي شرح خلالها قائد الجيش العماد جوزاف عون نقاط خطة انتشار الجيش والمهمات التي سيقوم بها.

توازياً، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد الجلسة إلى “أننا نبدأ مسيرة إعادة بناء ما تهدم. ونعلّق الأمل على الجيش اللبناني لإعادة الأمن الى الجنوب. فهو يقوم بعمله في أصعب الظروف. وقدّم 46 شهيداً، وعشرات الجرحى”. مؤكداً التزام الحكومة بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بكل بنوده. وطالب العدو الإسرائيلي الالتزام بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي التي احتلها.

وفيما تبقى العبرة في التنفيذ، قطع عرّاب الاتفاق، الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الشك باليقين، حيث كشف في سلسلة مواقف وتصريحات، أمس، أن وقف إطلاق النار هو دائم وينهي الأعمال العدائية في لبنان، مضيفاً “لا نريد تكرار ما حدث سنة 2006″، مشدداً على ضرورة تطبيق الاتفاق كاملاً، كما تطبيق بنود القرار  1701 كاملة مع آلية للمراقبة تضمن ذلك. وأوضح أن بلاده لن تنشر قوات أميركية في لبنان، بل ستقوم بدعم الجيش اللبناني بالسلاح والعتاد العسكري.

وتأكيداً على هذا التوجّه، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن اتفاق وقف إطلاق النار مفيد لاسرائيل ولبنان، وأمن المنطقة وهو لحظة تاريخية. وأنه يساعد آلاف المدنيين في لبنان وإسرائيل من العودة الى منازلهم ووقف العنف والدمار.

بري: اللحظة هي امتحان لكل لبناني

الرئيس بري الذي كان يقود مفاوضات معقدة وشاقة منذ ما يقارب السنة مع هوكشتاين من أجل التوصل الى وقف لإطلاق النار وتجنيب لبنان الكارثة التي حلّت به في الشهرين الماضيين، دعا بعد سريان هذا الاتفاق إلى ضرورة انتخاب رئيس جمهورية يجمع بين اللبنانيين ولا يفرّق.

وقال موجّهاً كلامه الى اللبنانيين: “أناشدكم لأنها لحظة الحقيقة التي يجب أن نستدعي فيها كل عناوين الوحدة. اللحظة ليست لمحاكمة مرحلة، ولا الرقص فوق الدماء. ولا لتجاوز التضحيات الجسام، الغالية جداُ. اللحظة هي امتحان لكل لبناني، للشيعة قبل أي لبناني آخر. لكل اللبنانيين. كيف ننقذ لبنان، ونبنيه ونعيد الحياة الى مؤسساته الدستورية. وفي مقدمها انتخاب رئيس جمهورية لا يشكل تحدياً لأحد، يجمع ولا يفرق”.

وناشد بري أهالي الضاحية الجنوبية والبقاع وجنوب لبنان والموجودين في الخارج، في سوريا والعراق العودة إلى مسقط رؤوسهم الشامخة، قائلاً: “عودوا الى أرضكم هي صورتكم وصورتنا، وهويتك وهويتنا، هي وديعة الشهداء”.

لودريان ينقل حرص فرنسا على لبنان

اتفاق وقف إطلاق النار يبدو أنه فتح الباب أمام الاستحقاق الرئاسي، وقد كشفت معلومات جريدة “الأنباء” الالكترونية أن سفراء اللجنة الخماسية المكلّفة متابعة ملف رئاسة الجمهورية، سيعقدون اجتماعاً لهم خلال الساعات المقبلة في قصر الصنوبر، وذلك لوضع آلية تحركهم في المرحلة المقبلة.

أما فرنسا التي كان لها دور كبير في التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار، رغم الحملة التي استهدفتها من قبل نتنياهو وحكومة الحرب التي يرأسها، أبدت حرصها الشديد على متابعة تنفيذ هذا الاتفاق. ويزور موفد الرئيس إيمانويل ماكرون جان إيف لودريان بيروت للتشاور مع المسؤولين اللبنانيين لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق وحث المسؤولين على انتخاب رئيس جمهورية وتنفيذ القرار 1701 وتعزيز دور الجيش ودعمه وتثبيت الهدنة، والبدء بإعمار ما تهدم.

واعتبرت مصادر سياسية عبر جريدة “الانباء” الالكترونية أن قدوم لودريان قد يكون مؤشر خير على مستوى الاستحقاق الرئاسي.

الرئاسة بين جنبلاط والبطريرك الراعي

رئاسة الجمهورية حضرت أيضاً في بكركي، خلال الزيارة التي قام بها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، على رأس وفد من “التقدمي” وكتلة اللقاء الديمقراطي، وذلك استكمالاُ لحراكه تجاه مختلف القوى السياسية والعائلات الروحية في البلد.

وقد بُحث في الاجتماع كل المستجدات السياسية والأمنية وخصوصاً تنفيد اتفاق وقف إطلاق النار وانتشار الجيش في الجنوب، مع التشديد بشكل خاص على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت وانتظام عمل المؤسسات.

الجلسة النيابية

بالتوازي، وفي ظل الدور الكبير الموكَل للمؤسسة العسكرية وباقي الأجهزة الأمنية في هذه المرحلة الدقيقة على اثر انتهاء الحرب الدموية التي استمرت طوال شهرين. وحرصاً على استمراريتها في ظل الفراغ الرئاسي وعدم امكانية تعيين قادة أصيلين، يعقد مجلس النواب جلسة، صباح اليوم، من أجل التمديد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأخرى، بموافقة غالبية القوى السياسية. هذا وستكون الجلسة مناسبة للقاء مختلف الفرقاء بعد 24 ساعة على دخول وقف النار حيّز التنفيذ، وعلّها تكون مناسبة لفتح النقاش السياسي المطلوب في البلد للمرحلة المقبلة واستحقاقاتها الداهمة.