أخبار عاجلة

في هذه الحالة… يعود سعد الحريري!

“ليبانون ديبايت”

فيما يستمر “تضييق” المسافات الفاصلة عن إكمال اتفاق إنهاء الحرب ووقف النار، لا تزال أصداء الخطاب الأخير للأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، تتردد في الأوساط السياسية الداخلية والخارجية، حيث أن إعلانه عن الإلتزام باتفاق الطائف وانتخاب رئيس الجمهورية في المرحلة المقبلة، قد فتح الباب أمام الحديث عن عودة انتظام المؤسسات مع استعادة الحيوية السياسية بعد الحرب. واستطراداً تتجه الأنظار إلى الرئيس سعد الحريري، الذي علّق مشاركته في الحياة السياسية بانتظار تبدّل الظروف في البلاد، وذلك لجهة ما إذا كانت الظروف فعلاً تتجه إلى التغيير.

وفي هذا المجال، يرى النائب السابق في كتلة تيار “المستقبل” الدكتور محمد الحجار، أنه عندما تزول الأسباب الموجبة لتعليق الرئيس الحريري العمل السياسي، فإن الحديث عن عودته يصبح ممكناً. ويؤكد الدكتور الحجار في حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، أنه “إذا تأمنت مستلزمات العمل السياسي المنتج والمحقّق لمصلحة لبنان وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه، فالرئيس الحريري سيعود بالطبع، ولكن إن لم تتوفر فهو لن يعود عن قراره تعليق عمله السياسي، وحتى الساعة، لا أرى أن ظروف العودة هذه قد توفرت”.


أمّا بعد الإعلان عن بدء مرحلة جديدة وإعلان “حزب الله” عن الإلتزام بالطائف، يؤكد الدكتور الحجار أن “لبنان حتماً دخل مرحلة جديدة بعد طوفان الأقصى وحرب المشاغلة والعدوان الهمجي الإسرائيلي المدمّر، وبعد الحرب سنكون أمام تحديات عدة، أهمها أولويّة تضافر الجهود الداخلية لإنقاذ البلد، وما يستوجب ذلك من خطوات يجب اتخاذها على المستوى الداخلي بالدرجة الأولى”.

ومن أهم هذه الخطوات، يركّز الدكتور الحجار على أهمية أن تتولد قناعة لا لبس فيها لدى جميع الأطراف السياسية بأن مصلحة الوطن في المقام الأول ولا يتقدم عليها شيء، وأن نصطفّ جميعاً خلف الدولة ومؤسساتها الشرعية نابذين التعصب الطائفي والمذهبي، متمسكين بوحدتنا الوطنية، ودستور الطائف وعروبتنا، ثم بعد ذلك توفير الظروف اللازمة لإعادة الإعمار، وأولها تنفيذ إصلاحات إقتصادية واجتماعية شاملة تُعيد ثقة المواطنين بالدولة وثقة الخارج بنا. هذه ملفات أساسية كنا نواجه مشكلةً في مقاربتها في الفترة السابقة، وكانت توضع العراقيل والحواجز أمام الرئيس سعد الحريري لمنعه من تحقيقها، أو حتى سلوكه درب التغيير المطلوب لإنقاذ البلاد بفعل المناكفات السياسية والمصالح الفردية والفئوية عند غالبية القوى السياسية ، وبعضها على قاعدة، زيح تا إقعد محلك، بدلاً من توظيف كل القدرات لخدمة لبنان”.

وبالتالي، يعتبر الحجار، أنه “على كل من هو صادق بنواياه في إنقاذ لبنان، أن يترجمها إلى واقع وأفعال، لأن هذه الإرادة وهذه الأفعال هي المطلوبة اليوم، ويجب توفرها عند الجميع كي تنتظم المؤسسات والحكم، لأن ما من جهة أو طرف سياسي قادر وحده على الحكم بمفرده، أو قادر على التفرّد بالقرار”.

ويشير الحجار إلى أنه “على الرغم من توافر النوايا الإيجابية لإنقاذ لبنان، ولكن حتى الساعة ليس هناك من مؤشرات على الإرادة الجدية لدى كل القوى السياسية لكي تتعاون في ما بينها، وما حصل هو فقط إعلان نوايا حول الإلتزام بالطائف، ولكن عملياً لا تغييرات عملية، ولذلك يجب انتظار ما سيحصل لاحقاً”.

وعن احتمال عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان مع هذه التغييرات السياسية، يكتفي الحجار بالإشارة إلى أنه لم يرَ تغييراً في الظروف، وإن كان يتمنى ذلك كما يتمنى عودة الرئيس الحريري، ويكشف أن “الحريري جاهز لتلبية هذه النوايا، ولكن يجب توافر مستلزمات العودة، خصوصاً بعدما لاحظنا موقف الآخرين وحزب الله تحديداً من مسألة التعاطي مع العلاقات مع الدول العربية ودول الخليج والسعودية، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان لبنان اليوم قادراً على التصالح مع مجتمعنا العربي، لأن الإعلان الخطابي لا يكفي، بل يجب ترجمته إلى خطوات عملية على الأرض، فالرئيس الحريري يتمنى هذا الأمر وسيعود عندما تتوافر الظروف المشجعة لقيام الدولة والمؤسسات في لبنان”.