كتبت صحيفة “البناء” تقول:
بعد ستة شهور من طلب المدّعي العام في المحكمة الجنائية الدولية وقرابة خمسين مراجعة من عدة دول، منها ثلاثون من كيان الاحتلال لإبطال طلب المدعي العام كريم خان، رغم تهديدات أميركية علنية بالعقوبات بحق المحكمة وقضاتها إذا أصدرت قرارات ملاحقة بحق أي من قادة كيان الاحتلال، اتخذ القضاة قرارهم بإصدار مذكرتي توقيف بحق كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه المطرود يوآف غالانت، والملاحقة بجرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية، وأضافوا إليها مذكرة بحق القائد محمد ضيف بعدما سقطت ملاحقات كل من القائدين الشهيدين إسماعيل هنية ويحيى السنوار.
الحدث تحوّل فوراً إلى خبر أول عالمياً، فالمحكمة التي اتخذت القرار شكّلها الغرب لتلاحق قادة الشرق والجنوب، كما قال أعضاء الكونغرس الأميركي، والمحكمة أنشئت عقب الحرب العالمية الثانية لملاحقة قادة ألمانيا النازية بجرائم المحرقة التي تعرّض لها يهود أوروبا على أيدي النازيين. وها هي المحكمة ذاتها تلاحق قادة الكيان الذي حظي بصفة الابن المدلل للغرب والذي احتمى لعقود طويلة بمظلوميّة المحكمة وسرديّتها. وكما فشلت العقوبات بثني قضاة المحكمة عن قرارهم فشل التهديد بتهمة معاداة السامية، لتسقط معها أسلحة حكومات الغرب لقمع نهضة الشعوب ووقفات الرأي العام، بالسلاحين المادي والثقافي اللذين حكما الحياة العامة في الغرب لعقود ما بعد الحرب العالمية الثانية، ليظهر قضاة المحكمة تعبيراً أصيلاً عن نبض الرأي العام الغربي المنحاز إلى مظلومية الشعب الفلسطيني، وضميراً للإنسانيّة التي خذلها مجلس الأمن مراراً بقوة الفيتو الأميركي.
الرأي العام الذي دفع قضاة المحكمة وحماهم، كان خلف استجابة الحكومات الأوروبيّة التي تتضامن مع كيان الاحتلال وقادته، وقام بعضها بمراجعة المحكمة لعدم السير بطلب المدعي العام، وقد أعلن أغلب الحكومات الأوروبية الخضوع لقرار المحكمة، فأعلنت فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيرلندا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا، الاستعداد لتنفيذ قرار المحكمة إذا دخل إلى أراضيها أي من المطلوبين للمحكمة، بينما كانت حال الهيستيريا تجتاح كلاً من أميركا وكيان الاحتلال، حيث علت أصوات التهديد والوعيد بحق المحكمة والتهم الجاهزة بالعداء للساميّة.
في المنطقة بقي مصير التفاوض الذي يجريه المبعوث الأميركي مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو غامضاً، فيما كان الاحتكام لميدان القتال أقرب للتحول الى ساحة التفاوض الأصليّة، حيث سجلت المقاومة مواجهات حاسمة في جبهات شمع والخيام حي أحرقت ثلاث دبابات للاحتلال ومنعت قواته من تحقيق أي تقدّم، بينما استمرّت صواريخ المقاومة وطائراتها المسيّرة بمهاجمة مستوطنات الجبهة الأمامية حيث تتمركز قوات الاحتلال، كما استهدفت نهاريا عدة مرات ووصلت صواريخ المقاومة على قاعدة حتسور الجوّية قرب أسدود على حدود غزة وعلى بعد أكثر من 150 كلم من الحدود.
لم يصدر عن الاجتماع المطوّل الذي استمرّ لساعات بين رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، بخصوص مباحثات مسودة الاتفاق الأميركي للتوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان ما يؤشر إلى حل قريب. لكن صحيفة العدو نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي، إشارة إلى «تقدم كبير آخر أحرزه هوكشتاين»، قائلاً إنّ «الفجوات ضاقت لإحراز تسوية على جبهة لبنان». وبحسب معاريف فإنّ «هناك رغبة واضحة لدى الأطراف في التوصل إلى اتفاق»، وإنّه «في إطار التسوية ستحتفظ «إسرائيل» بحرية العمل في لبنان وستكون هناك آلية تنفيذ قويّ». وبالتالي «التقديرات تشير إلى إمكانية التوصل إلى تسوية في غضون أسابيع قليلة وربما أسبوعين».
تحدّث موقع «أكسيوس» الأميركي، عن حدوث «تقدّم كبير نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن لا تزال هناك بعض الثغرات التي يجب سدّها»، وفقًا لما ذكره مسؤولون إسرائيليّون وأميركيون للموقع.
ومن المتوقع أن يكون هوكشتاين قد غادر مساء أمس تل أبيب عائدًا إلى واشنطن، و»لا يُتوقع الإعلان عن الاتفاق قبل الأسبوع المقبل»، ومن المتوقع أن يناقش الكابينت وضع المحادثات خلال اجتماعه الليلة، ولكن من غير المرجّح إجراء تصويت.
ورجحت معلومات أنّ الاجتماع المطوّل سببه البحث في الأمور التقنية التي قد تتطلّب تعديلات والوقت الإضافي للبحث في جميع البنود.
وليس بعيداً، كانت قيادة جيش العدو الإسرائيلي أبلغت القيادات السياسية الإسرائيلية أنها تؤيد وقف إطلاق النار في لبنان. كما أشارت إلى أنها مستعدّة لمواجهة أي خروقات مستقبلية من الجانب اللبناني. وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن الولايات المتحدة وفرنسا سترأسان فريق مراقبة الاتفاق من دون أي اعتراضات من أي جانب على ذلك، إلا أن «إسرائيل» تفضِّل انضمام «الدول الأوروبية الجادة» إلى فريق مراقبة الاتفاق، بينما يطالب لبنان بإدراج اسم دولة عربية واحدة على الأقل.
وبالتوازي مع المفاوضات الجارية كثف جيش العدو الإسرائيليّ من عدوانه على مختلف المناطق بين الضاحيّة والجنوب والبقاع، مرتكبًا المزيد من المجازر المتنقلة بحقّ المدنيين. وسجل سقوط ما يزيد عن 47 شهيدًا وعشرات الجرحى، جراء سلسلةٍ عنيفة من الغارات الجويّة على البقاع الشماليّ. فيما تجدّدت الغارات الجوية على الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، ليرتفع عددها، حتّى ساعات المساء الأولى، إلى 12 في إطار 4 أوامر بالإخلاء.
وقال محافظ بعلبك ـــ الهرمل، بشير خضر، إن 47 شهيدّا و22 مصاباً، في حصيلة أولية، للغارات المعادية على بلدات المحافظة شرقي لبنان.
واستهدفت سلسلةٌ من الغارات الجويّة عددًا من البلدات في قضاء بعلبك، وفي حصيلة أولية، سقط 3 شهداء في بلدة يونين، وشهيدان في بلدة الصوانيّة، شهيدان في بيت شاما وشهيدان في بريتال. وعصرًا أغار الطيران الحربيّ على بلدة مقنة متسببًا بمقتل 6 أشخاص من عائلة «آل المقداد»، في حين سقط 4 شهداء و3 جرحى في بلدة فلاوى. بينما أدّت الغارة الّتي استهدفت بلدة نيحا شمالي مدينة بعلبك، إلى سقوط 10 شهداء وعددٍ من الجرحى تفاوتت إصابتهم بين الخطيرة والمتوسطة. كما سقط 8 شهداء في منطقة عمشكي الواقعة عند أطراف مدينة بعلبك.
وسُجلت غاراتٌ جويّة، على بلدات، رسم الحدث وبيت شاما وجرود نحلة وحورتعلا والنبي شيت والسّفري وبوداي ومزارع بيت مشيك وحوش باي. وأفادت تقارير عن إخلاء مبنى في تعلبايا في البقاع الأوسط بعد ورود اتصال تهديد بالإخلاء، في وقتٍ تعمل القوى الأمنيّة للتأكد من صحّة الاتصال. ومساءً، شنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ غارةً استهدفت معبر قلد السبع – جرماش على الحدود الشماليّة الغربيّة للهرمل مع سورية.
وجنوبًا، شنّ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غارة على محلة الحوش بعد التهديدات الّتي أطلقها لجميع سكّان الحوش – برج الشمالي – المعشوق بالإخلاء تمهيدًا لقصفها. فيما أدّت الغارة على طريق النبطية – مرجعيون طريق الخردلي، إلى انقطاع الطريق بالكامل. واستهدف قصفٌ مدفعيٌّ ثقيل بلدة ديرميماس، منطقة عين الحجر. كما قام الجيش الإسرائيليّ بعملية تفجيرات كبيرة في الخيام، ناسفًا المنازل والمباني السكنيّة خلال عملية توغّله في البلدة. واستهدفت مسيّرة شقة سكنيّة في البرج الشماليّ، كما طال قصفٌ عنقوديّ مجرى نهر الليطاني في خراج بلدة بلاط. وسُجلت غارات على بلدات: شبريحا، دير قانون النهر، الحلوسية، حانين، زبقين، كفرشوبا، الخردلي وعربصاليم. فيما استهدفت قذائف المدفعيّة كلاً من كفرشوبا، مرجعيون، كفرحمام، شمع وراشيا الفخار.
وبعد سلسلة من الغارات الجويّة منذ الصباح الباكر، تجدّدت تحذيرات الجيش الإسرائيليّ لسكّان الحدث وحارة حريك والغبيري عصر أمس، قبل أن يتمّ استهدافها أيضًا بغارات، طالت إحداها محيط ملعب الراية – صفير وطالت الغارة الثانية المشرفية، فضلًا عن الشياح. فيما واصل الطيران الحربيّ تحليقه المُكثّف وعلى علوٍ منخفض، فوق العاصمة بيروت.
في المقابل، واصل حزب الله، الردّ على القصف الإسرائيليّ، بالصواريخ والمسيّرات على قواعد ومنشآت تابعة للجيش الإسرائيليّ في المستوطنات الشماليّة. حيث استهدف حزب الله أربعة تجمعات للقوات الإسرائيلية في قاعدة «عين زيتيم» بصلياتٍ صاروخيّة، بالإضافة إلى استهداف الأطراف الشرقية لمدينة الخيام للمرة السّابعة. فيما قالت الجبهة الداخليّة الإسرائيلية إن صفارات الإنذار تدوي في كريات شمونة ومرغليوت في الجليل الأعلى.
وفي بيان صادر عن غرفة عملياته، أوضح حزب الله تفاصيل اشتباك وقع في بلدة طيرحرفا، حيث أفاد البيان أن مقاتليه «رصدوا تسلّل قوّة من الجيش الإسرائيليّ إلى أحد المنازل في الجهة الغربيّة من البلدة. وعلى الفور، قاموا بفتح النار على المنزل باستخدام أسلحة رشاشة من مسافاتٍ متوسطة، قبل استهدافه بأسلحة مباشرة، ما أدّى إلى تدمير أجزاء منه على القوة المتحصّنة داخله». هذا في وقتٍ، تحتدم فيه المواجهات على محاور التوغّل قرب بلدات الخيام وإبل السقي شرقًا، وشمع والبياضة غربًا.
وسياسياً، أفادت مصادر رسمية لبنانية بأن «الاتصالات قد تثمر عن اتفاق وقف لإطلاق النار بحلول نهاية الأسبوع إن لم تطرأ عراقيل». وكان أوساط دبلوماسية اعتبرت أن الأجواء إيجابية وتظهر ذلك بلقاء هوكشتاين مع وزير الحرب ورئيس الأركان الإسرائيلي للبحث في الأمور التقنية، وان هذه اللقاءات حصلت بعد اجتماع هوكشتاين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
واستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو في السراي، وجرى خلال اللقاء عرض التطوّرات الراهنة والمساعي الجارية لوقف إطلاق النار. كما استقبل سفير بريطانيا هاميش كويل وبحث معه المستجدّات.
إلى ذلك، أكد ميقاتي «أن اللبنانيين مصرّون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالِهم، لإيمانهم بما تحملُ لهم من معاني الحريةِ والسيادةِ والوحدةِ الوطنية، وبما تَبعَثُ في نفوسِهم مِن رجاءٍ بغدٍ أفضل». وشدد على «ان الجيش، الذي يستعدّ لتعزيز حضوره في الجنوب، يقدم التضحيات من أرواح ضباطه وعناصره زوداً عن أرض الوطن وسيادته واستقلاله، معززاً بثقة اللبنانيين بأنه الأمل والمرتجى». وكان رئيس الحكومة، توجّه لمناسبة الذكرى الحادية والثمانين للاستقلال الى وزارة الدفاع الوطني صباحاً، حيث وضع إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الجيش. وكان في استقبال رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون وكبار الضباط. وزار ميقاتي قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه، وجرى البحث في الوضع الأمني في البلاد وتعزيز دور الجيش لا سيما في الجنوب. وحيّا «قائد الجيش ورعايته الأبوية لشؤون المؤسسة العسكرية ومطالبها واندفاعه في حمايتها والذود عن كرامة عسكرييها».
وأكد قائد الجيش أن «الجيش لا يزال منتشرًا في الجنوب، حيث يقدّم العسكريون التضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، ولن يتركه لأنّه جزء لا يتجزّأ من السيادة الوطنية، وهو يعمل بالتنسيق مع قوّة الأمم المتّحدة الموقتة في لبنان – «اليونيفيل» ضمن إطار القرار 1701». وقال العماد عون في أمر اليوم لمناسبة العيد الـ ٨١ للاستقلال: «يتابع الجيش تنفيذ مهمّاته على كامل الأراضي اللبنانية، متصدّيًا لكلّ محاولات زعزعة الأمن والاستقرار لأن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولوياته، وهما الخط الأحمر الذي لن يُسمح لأي كان بتجاوزه، علمًا أنّ حماية الوطن والحفاظ عليه مسؤولية جامعة ومشتركة لكل اللّبنانيين. إنّ الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرّض لها الجيش لن تزيده إلّا صلابة وعزيمة وتماسكًا، لأنّ هذه المؤسسة التي تحظى بإجماع محلي ودولي، ستبقى على مبادئها والتزاماتها وواجباتها تجاه لبنان وشعبه بعيدًا عن أي حسابات ضيّقة». وتوجّه للعسكريين: «أيّها العسكريون في هذه المحطّة السنوية، نستذكر شهداء المؤسسة العسكرية على مرّ السنين، وآخرهم من استشهد في الجنوب لأجل لبنان. بدمائهم سيزهر التراب مجدًا وعنفوانًا يحيي لبنان من جديد. نطمئن أهلنا وشعبنا إلى أنّه لا عودة إلى الوراء ولا خوف على الجيش الذي سيبقى إلى جانبهم متماسكًا رغم كلّ الظروف، حاميًا للبنان ومدافعًا عن أمنه واستقراره وسيادته، كما سيبقى حاضنًا وجامعًا لكلّ اللبنانيين بمختلف مكوّناتهم وعلى مسافة واحدة منهم. سيظل الملاذ الآمن الذي يثق به الجميع، على أمل أن يستقيم الوضع وتستعيد المؤسسات عافيتها وانتظامها، ويستعيد اللبنانيون المقيمون والمغتربون ثقتهم بوطنهم، فيصبح قادرًا على احتضان طموح شبابه وآمالهم».
وقال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إن «المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين زارني بعد سماعه انتقاداً بأنه يحصر زياراته بشخصيات محددة وأسمعناه وجهة نظرنا»، مضيفاً «قلنا لأموس هوكشتاين إننا نتمسك بالطائف الذي هو ضمن الهدنة 1949».
ولفت إلى أن «تطوير اتفاق الهدنة مفيد ليشمل منع المسيّرات وغيرها من الجانبين»، وذكر أن «القرار 1701 يشمل كل القرارات السابقة بما فيها الهدنة وهو يشمل الـ 1559 والـ1680 والطائف».
ورأى جنبلاط أنه «لا بد من فصل المسارات ولا يستطيع لبنان الاستمرار في موضوع ربط المسارات»، معتبراً أنه «لا يمكن للجمهورية الإسلامية أن تستخدم لبنان في ربط المسارات من أجل تحسين الشروط في موضوع النووي الإيراني. كفانا دماراً وخراباً»، وقال: «نحن لسنا ساحة ولا يجب أن نبقى ساحة».
وأوضح أنه «ما من أحد يعلم النيات الحقيقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته»، وذكر أن «وقف إطلاق النار ضروريّ لكي نتمكّن من التفاوض مع حزب الله وننتظر الإشارة من هوكشتاين في الـ24 ساعة المقبلة وقد تكون إيجابيّة وسلبيّة».
وأضاف جنبلاط «كل شيء ممكن وهذه المحاولة الأخيرة لإدارة بايدن في ما يخصّ المفاوضات، وأتمنّى أن نستطيع إخراج أنفسنا في لبنان من هذه الدائرة الجهنميّة وقمنا بواجبنا وأكثر في ما يتعلّق بربط المسارات ودفعنا أثماناً باهظة».
وتابع: «نقطة الاستفهام هي على إرادة نتنياهو والإدارة الأميركيّة والأولويّة لوقف النار وجيش معزّز لبنانيّ وللتفاهم مع حزب الله يجب وقف استخدام الجنوب كساحة صراع لدعم غزّة والضفّة».
وأوضح جنبلاط أنه «على وزير الدفاع موريس سليم أن يقتنع بضرورة تطويع جنود للجيش، كما للأمن الداخلي، وأنا ضد تفريغ مدن أو قرى من الجيش من أجل الجنوب.
اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن «الولايات المتحدة تجري تحرّكات وتمارس نشاطات في المنطقة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار»، مشيراً إلى أن «ممثل الولايات المتحدة أموس هوكشتاين أجرى مفاوضات جادة وأساسية مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي»، و»أميركا تسلمت الملاحظات بانتظار إعلان هل ستُقبل أم لا».
وشدد على أن «المفاوضات تجريها الحكومة اللبنانية وبرّي ونأمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار».
وأكد أنه «لن يكون لدينا أي مانع أمام التوصل إلى أي اتفاق لوقف النار في غزة ولبنان وسندعم أي قرار يُتخذ»، و»هناك جهود مكثفة لوقف إطلاق النار في غزة لكنها لم تصل حتى الآن إلى نتيجة».
وقال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بالنسبة إلى وقف النار، إن «الدولة اللبنانية بغياب رئيس الجمهورية ممثلة اليوم برئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي، هي المعنيّة، بكل مساعي وقف النار الذي أتمناه ألا يكون وقفًا مؤقتًا بل ثابتًا وطويلًا، لأن لبنان شبع من الحروب والقتل والدمار». وعن الشغور الرئاسي، قال: «أنا أول من حذّر منه خلال اجتماع مع النواب السنة ويومها انتقدنا البعض واعتبر الاجتماع اجتماعًا مذهبيًا، ولكن أعود وأقول الا يحق للمرجع الديني أن يلتقي بمن ينتخبون المفتي والمفتين، وهم جزء أساسي في تركيبة المجلس الشرعي». وقال دريان: «لا نريد اتفاقًا يتناقض مع السيادة اللبنانية ونتمنى أن يُنجز الاستحقاق الرئاسي بكل سرعة. كل الأمور بالنسبة لنا هي أولية ولبنان بحاجة إليها. وأختم لأقول إن اتفاق الطائف هو الدستور ولا يحق لأحد تجاوزه. وبالنسبة لوقف إطلاق النار أقول إن الأمور بخواتيمها».
وكتبت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت عبر حسابها على «أكس»: «في بعلبك، لا يسع المرء إلا أن ينبهر بعظمة المعابد التي شيّدها الإنسان، بينما يعتصر القلب ألماً على الدمار المحيط الناتج عن صراعات بشرية. حماية مواقع التراث اللبناني المدرجة على لائحة اليونسكو والبنية التحتية المدنية الأخرى ضرورة ملحّة».