أخبار عاجلة

واشنطن نموذج الإرهاب بالمعايير القانونية باستخدام الفيتو لمنع وقف النار في غزة

كتبت صحيفة “البناء” تقول:

بقي الحدث في المنطقة رغم انشغال العالم بالقلق من التصعيد النوويّ على إيقاع التطورات المتسارعة بعد إجازة الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا استخدام الصواريخ الأميركية البعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي، ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوقيع تعديلات على العقيدة النووية الروسية تجيز استخدام القوة النووية لردع تهديد وجودي لروسيا تتسبب به قوة نووية أخرى.
بما يتصل بأحداث المنطقة كان الحدث في نيويورك، حيث أسقطت واشنطن باستخدام الفيتو مشروع قرار حاز إجماع مجلس الأمن يدعو لوقف النار فوراً في غزة، وهو ما وصفته مصادر قانونية بتجسيد لنموذج الإرهاب وفق التعريفات القانونية للأمم المتحدة، بما هو استخدام المدنيين وتعريضهم للعنف والخطر لتحقيق أهداف سياسية، والفيتو منع وقف النار، وبالتالي تسبّب بتعريض حياة المدنيين للخطر عبر إجازة استمرار الحرب التي حصدت أكثر من خمسين ألف شهيد وأكثر من مئة ألف جريح، بذريعة المطالبة بالإفراج عن الأسرى لدى حركة حماس، وهذا هدف سياسيّ لدى طرف سياسيّ هو حماس يتمّ تعريض حياة مليوني مواطن فلسطيني في غزة للخطر طلباً لمقايضة سبق ووقع فيها وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، عندما قال إن قبول حماس بالورقة الأميركية للحل يضمن دخول المساعدات إلى غزة، وقالت المصادر القانونية إن كل ربط بين حقوق الإنسان الطبيعية بالبقاء على قيد الحياة والحصول على الغذاء والدواء بتحقيق أهداف سياسيّة هو نوع من الإرهاب وفقاً للتعريف القانوني.
في المنطقة ترقّب لما ستؤول إليه زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين الى كل من بيروت وتل أبيب، بعدما غادر بيروت متفائلاً ووصل تل أبيب التي يلتقي فيها اليوم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي كان وزراء حكومته يتسابقون في الترويج للتمسك بامتيازات التعدّي على السيادة اللبنانية كشرط لأي اتفاق لوقف النار، بينما غادر هوكشتاين بيروت ووراءه صدى كلمات الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي قال إن السيادة اللبنانية قاعدة حاكمة في الموقف من أي مشروع اتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفاً أن الكلمة تبقى للميدان، والمقاومة تمسك بالميدان، واضعاً معادلة عنوانها تل أبيب مقابل بيروت بعد تكرار استهداف الاحتلال للعاصمة بيروت، وتحدّث قاسم عن اليوم التالي للحرب فقال: إن الحزب يعود بثقله الى الحياة السياسية وثوابته، التركيز على إعادة الإعمار، والعمل تحت سقف اتفاق الطائف، وانتخاب رئيس للجمهورية وفق الآلية الدستورية، والتمسك بالثلاثية المتمثلة بالشعب والجيش والمقاومة.

وأكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّه «لا يمكن أن نترك العاصمة بيروت تحت ضربات العدو «الإسرائيلي» دون أن يدفع الثمن في وسط «تل أبيب»».
وفي ذكرى مرور أسبوع على أربعين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشهيد السيد هاشم صفي الدين لفت الشيخ قاسم إلى أنّ “المقاومة ليست جيشًا، ولا تمنع جيشًا من التقدّم، بل تقاتل الجيش حيث تقدّم، وهي تعمل لقتل العدو ومنع استقرار احتلاله، وقدّمنا نموذجًا استثنائيًا في هذه المواجهة”، مؤكدًا أنّ “الكلام للميدان، والنتائج مبنية على الميدان بقسميه في البر، وعبر قصف الصواريخ والمسيّرات، ولدينا القدرة على الاستمرار لمدة طويلة، ولا يمكن أن تهزمنا “إسرائيل” وتفرض شروطها علينا، ونحن رجال الميدان”.
وأشار إلى مسار المفاوضات قائلًا: “استلمنا الورقة التي تبحث في المفاوضات ودرسناها وأبدينا ملاحظاتنا عليها، ونحن استلمنا ورقة المفاوضات وقرأناها جيدًا وأبدينا ملاحظات عليها. ولدى الرئيس بري ملاحظات كذلك، وهي متناغمة ومتوافقة، وهذه الملاحظات قدّمت للمبعوث الأميركي وتم النقاش فيها بالتفصيل، ونحن قرّرنا عدم التكلم عن مضمون الاتفاق ولا عن ملاحظاتنا”.
وتابع: “تفاوضنا تحت سقفين: وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وحفظ السيادة اللبنانية، بمعنى لا يحق للعدو أن ينتهك ويقتل ويدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة. أعددنا لمعركة طويلة، ونحن نتفاوض الآن، ولكن ليس تحت النار لأن “إسرائيل” أيضًا تحت النار، كما قرّرنا أن يسير مسار الميدان الذي يسير بشكل تصاعديّ مع مسار المفاوضات، وأن نكون أهل إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة”.
وتوجّه الشيخ قاسم بالتحية “إلى المجاهدين في الميدان، وإلى أهلنا الشرفاء الذين يلتفون حولنا. هذا نموذج يحصّن المقاومة، ويجعلها أقوى في مواجهة التحديات”، وقال: “نحن أمام خيارين، إما السلة أو الذلة، وهيهات منا الذلة، وسنبقى في الميدان وسنقاتل مهما ارتفعت الكلفة، والكلفة ستكون مرتفعة على العدو أيضًا، وعندما لا يحقّق العدو أهدافه، يعني أننا انتصرنا”.
وللنازحين قال الشيخ قاسم: “نعلم أنكم تضحّون كثيرًا، ونحن نقوم بما نستطيع من تأمين المساعدات”، وتوجه بـ “تحية خاصة لحركة أمل”، مؤكداً أن “لا فرق بيننا وبينهم، لأننا عائلة واحدة في وطن واحد”. وأضاف: “نحن اليوم نقاوم في لبنان، دفاعًا في لبنان، ودفاعًا عن شعب لبنان ضد الاحتلال “الإسرائيلي” الذي لن يخرج إلا بالمقاومة، ونحن في أثناء المعركة نفكر بمستقبل وطننا، ولم نغير ولن نبدل في مواقفنا الوطنية الشريفة المقاومة، ونحن نؤمن بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة، وهو الرصيد المتبقي لبناء الوطن”.
وتابع قاسم: “وبعد وقف العدوان سنعمل معًا بالتعاون مع الدول والشرفاء من أجل إعادة الإعمار، ليعود لبنان أجمل وأفضل، وسنقدّم مساهمتنا الفعالة لانتخاب رئيس للجمهورية من خلال مجلس النواب، وستكون خطواتنا السياسية تحت سقف اتفاق الطائف، بالتعاون مع القوى السياسية، كما سنكون حاضرين في الميدان السياسي لمصلحة الوطن لنبني ونحمي في آن معًا”.
وكانت الجبهة الجنوبية اشتعلت على كافة المستويات بين حزب الله وقوات العدو الإسرائيلي، على وقع تسارع وتيرة مفاوضات إطلاق النار، في ظل تأكيد مصادر مطلعة لــ “البناء” بأن الإيجابية سيدة الموقف حتى الآن، وحصل تقدم نوعي في التفاوض بين الرئيس نبيه بري ومبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين في كافة البنود وتفاصيلها التقنية، وباتت الكرة في الملعب الإسرائيلي.
ثم توجه هوكشتاين الى “تل أبيب” والتقى الوزير الإسرائيلي للشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، لإطلاعه على نتائج محادثاته الأخيرة في بيروت؛ وفقًا لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى تحدث لموقع “واللا”. وأفاد المسؤول بأنه من المقرّر أن يجتمع هوكشتاين، اليوم مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس، لمناقشة القضايا ذات الصلة؛ وسط حالة من “التفاؤل” في “إسرائيل” من إمكانية التوقيع على اتفاق نهائي خلال الفترة المقبلة، علماً بأن لا تزال هنالك بعض المسائل الخلافية.
ونشرت القناة 13 الإسرائيلية مقتطفات مسرّبة مما وصفتها بمسودة اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في لبنان بين “إسرائيل” ولبنان، تشمل منح الجيش الإسرائيلي مهلة 60 يومًا لاستكمال انسحابه من جنوب لبنان بعد دخول الاتفاق حيّز التنفيذ والتزام الطرفين بتنفيذ قراري مجلس الأمن 1559 و1701.
ووفقًا للتقرير، يتضمن الاتفاق ملحقًا إضافيًا بين إسرائيل والولايات المتحدة، يُقدّم ضمانات أميركية بشأن دعم حرية العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان للرد على “تهديدات فورية” أو “انتهاك للاتفاق”، ويفتح الاتفاق، وفقاً للمسودة المسربة، الباب أمام مفاوضات مستقبلية “غير مباشرة بشأن ترسيم الحدود البرية”.
ويتيح الاتفاق للجيش الإسرائيلي، وفقاً للمسودة، البقاء في جنوب لبنان لمدة تصل إلى 60 يومًا بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وبعدها “ستكون ملزمة بالانسحاب الكامل”. كما يدعو الطرفان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم مفاوضات غير مباشرة بشأن ترسيم الحدود البرية، بهدف التوصل إلى تسوية دائمة تستند إلى الخط الأزرق”.
وتشير المسودة إلى أن الجيش اللبناني “سينتشر في جميع المعابر البرية والبحرية، سواء الرسمية منها أو غير الرسمية”، مع إنشاء لجنة خاصة تحت قيادة الولايات المتحدة “للإشراف على الانتهاكات المحتملة للاتفاق”. وتشمل مهام اللجنة “الإشراف على تفكيك مواقع الإرهاب وبُناه التحتية فوق الأرض وتحتها”.
وينص “ملحق الضمانات الأميركية” بين تل أبيب وواشنطن، بحسب القناة 13، على أن لـ”إسرائيل” الحق في التحرك ضد التهديدات الفورية الآتية من لبنان؛ لـ”إسرائيل” الحق في الدفاع عن نفسها وضمان أمنها على الحدود الشمالية؛ تلتزم الولايات المتحدة بمساعدة “إسرائيل” في الدفاع عن أمنها”.
وأشارت القناة إلى وجود نقاط خلافية في الاتفاق، أبرزها البند الذي يمنح “إسرائيل” “حق التحرك ضد التهديدات الفورية” من لبنان، بالإضافة إلى “إشراف واشنطن على اللجنة المخصّصة لمراقبة الانتهاكات”، وهو ما يرفضه لبنان في ظل انحياز الولايات المتحدة الكامل لـ”إسرائيل” ودعمها المطلق لها.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية، الى أننا “نواصل الدفع للتوصل إلى حل دبلوماسي لوقف تبعات الحرب المأساوية في غزة”، لافتةً الى أن “حجم الضحايا في غزة كارثي ولذلك نطالب “إسرائيل” بفعل المزيد لتجنب استمرار ذلك”.
وكان هوكشتاين استكمل جولته على المسؤولين اللبنانيين لبحث اقتراح وقف إطلاق النار. وزار للمرة الثانية في يومين، عين التينة حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقال الدبلوماسي بعد انتهاء اللقاء في تصريح مقتضب، “لن نفصح تفاصيل عن هذا اللقاء المبني على لقاء أمس”. وتحدّث عن “تقدم ايجابي”، معلناً انه سيزور تل أبيب لمناقشة الإدارة هناك”. ولفت الى “انجاز تقدم إضافي”، وقال: “سأنتقل خلال ساعتين الى “إسرائيل” في محاولة للوصول الى خاتمة اذا تمكنا من ذلك ولن أعلن المفاوضات علناّ”.
كما زار هوكشتاين الرئيس ميشال عون في دارته في الرابية، ترافقه السفيرة الأميركية ليزا جونسون،. وأطلع هوكشتاين الرئيس عون على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وتم استعراض بعض الأفكار والمقترحات التي تعزّز حقوق لبنان في هذه المفاوضات ودور الجيش اللبناني المعوّل عليه كثيراً بعد وقف إطلاق النار. وبعد الظهر زار هوكشتاين كليمنصو واجتمع مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط. كما التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب.
وأشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في تقرير طويل حول الحرب الإسرائيلية على لبنان، الى أنه لو جاء كائن من الفضاء الخارجي ونظر إلينا من أعلى، ماذا سيرى؟ سيرى حرباً تستمر منذ أكثر من سنة، ولا نهاية لها. سيرى بأنه لم يتحقق أي هدف من أهداف الحرب، سواء تحرير الأسرى، أو عودة المخلين من الشمال إلى بيوتهم، أو تدمير حماس أو حزب الله، أو إبعاد إيران عن وكلائها. سيرى أن اقتصاد “إسرائيل” في حالة انهيار، والمناعة الاجتماعية في حالة تفكك، وعلى شفا الحرب الأهلية، والعالم المتنور ينفصل عن “إسرائيل”، والجيش البري يتآكل إلى أقصى درجة.
وتابعت الصحيفة العبرية “سيرى هذا الكائن أن الجيش لا يخبر المستوى السياسي بحقيقة الأزمة الشديدة في صفوفه، وجنود الاحتياط الذين أصبح 40 في المئة منهم يصوّتون بالأرجل وهم غير مستعدين للخدمة مرة أخرى، والجنود النظاميون الذين يسرّحون بسبب حالتهم النفسية والجسدية وعدم قدرتهم على مواصلة القتال. سيرى أيضاً بأن الجيش البري بات في حالة تفكك من ناحية القوة البشرية وتنقصه الوسائل القتالية”.
ميدانياً، شنّ جيش العدو سلسلة غارات على القرى الجنوبية، وأشار رئيس بلدية معركة عادل سعد، الى أن “البلدة تعرّضت لثلاث غارات في مناطق مكتظة بالسكان، يقطنها مدنيون. وعملت فرق الإسعاف على انتشال 4 شهداء منهم. وقد توقف البحث لصعوبة الوضع والتحليق المكثف للطيران الحربي والمسير. والتقديرات تشير إلى إصابات كثيرة وفقدان الاتصال بعدد من العائلات”.
كما أعلنت وزارة الصحة سقوط 9 شهداء و65 جريحاً في حصيلة غير نهائية للغارات على قضاء صور.
في المقابل أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات ان عناصره استهدفوا بالصواريخ تجمعاً للقوات الإسرائيلية في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، وعند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شمع بقذائف المدفعية. وأعلن أنه “هاجم بالمسيّرات قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المُحتلّة”. وقال: قصفنا برشقة صاروخية تجمعاً لقوات العدو جنوبي مدينة الخيام، كما استهدف ليلاً قوة مشاة إسرائيلية في وادي هونين عند الأطراف الشرقية لبلدة مركبا، بصاروخ موجّه، وتم تحقيق إصابات مؤكدة، ولدى وصول قوة مشاة إسرائيلية ثانية لسحب الإصابات، استهدفها المجاهدون بصاروخٍ موجّه ثانٍ، أوقع فيهم إصابات مؤكدة. حاولت عند الساعة 11:10 مساءً، قوة مشاة إسرائيلية ثالثة التقدّم لسحب القتلى والجرحى، فاستهدفها المجاهدون بصاروخ موجّه ثالث، وأوقعوهم بين قتيل وجريح، واستهدف أيضاً ليل الثلثاء – الأربعاء، تجمعًا للقوّات الإسرائيلية في موقع المرج (في محيط وادي هونين) المقابل لبلدة مركبا، بصليةٍ صاروخيّة.
كذلك أعلن الحزب، أنه “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن لبنان ‏وشعبه، استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة تجمعًا لجنود جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة أفيفيم، بصليةٍ صاروخيّة”.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن “إصابة قائد سرية بجروح خطيرة في معارك جنوب لبنان”. فيما ادعى رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي، الى أن “قواتنا موجودة في جنوب لبنان لهدف واضح وهو إعادة سكان الشمال لبيوتهم بأمان”.