أخبار عاجلة

عبد المسيح زار جعجع: لن نسمح بأن يمر اتفاق وقف إطلاق النار من دون اطلاع النواب عليه ومناقشته

رأى النّائب ​أديب عبد المسيح​، أنّ “التّاريخ في ​لبنان​ يعيد نفسه دائمًا، ونحن ننتقل اليوم من مرحلة إلى أخرى، وهذا يتطلّب منّا جهوزيّةً تامّةً من أجل اللّبنانيّين الّذين يؤمنون بمؤسّسات الدّولة وإعادة بنائها، وتحريرها من منطق المافيات والميليشيات الّتي تسيطر على الوطن”.

ولفت، خلال لقائه رئيس حزب “القوّات اللّبنانيّة” ​سمير جعجع​، في معراب، بحضور عضوَي تكتّل “الجمهوريّة القويّة” النّائبين غسان حاصباني وفادي كرم، إلى أنّ “النّقاش تمحور حول المواضيع الأساسيّة، وخصوصًا الحرب الدّائرة وضرورة التّوصّل إلى وقف لإطلاق النّار، والعودة إلى كنف الدّولة، كما تمّ التّطرّق إلى ملف الفراغ الرّئاسي ووجوب انعقاد جلسة انتخابيّة لإنهاء الشّغور في أسرع وقت”.

وتطرّق عبد المسيح إلى المسوّدة الأميركية لاتفاق وقف إطلاق النّار، قائلًا: “إنّ الاتفاق الحالي المزمع أن يبرمه لبنان عبر الوساطة الأميركيّة غير دستوري، ما لم يمرّ عبر رئيس الجمهورية، بحسب المادّتَين 52 و65 من ​الدستور اللبناني​، إذ يعود له تولّي هذه المفاوضات الّتي تتعلّق بمصلحة لبنان العليا وسلامته”.

وركّز على أنّه “إذا سلّمنا جدلًا بالسّماح بأن تتمّ هذه المفاوضات مع رئيس مجلس النّواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فعندها من الواجب عرض هذا الاتفاق على الحكومة للتّصويت عليه بالإجماع، ومن ثمّ إرساله إلى مجلس النّواب لمناقشته”، مشدّدًا على أنّه “لا يمكن بعد توريط البلد بويلات وتكبيده خسائر بشريّة فادحة، تخطّت الـ3500 قتيل و10000 جريح فضلًا عن 100 ألف وحدة سكنيّة مدمرة، أن يتمّ إبرام اتفاق بشكل مفاجئ، يشبه اتفاق ترسيم الحدود البحريّة الّذي شهدناه منذ سنوات”.

كما أكّد “أنّنا كفرقاء نمثّل أكثر من نصف ​الشعب اللبناني​، نرفض هذه التّصرّفات الّتي لم نشارك بها وقد تُدخل لبنان في متاهة”، مبيّنًا أنّ “هذا الموضوع سيُثار في الإعلام أكثر وأكثر بشكل جدّي وفعّال، ولن نسمح بأن يمرّ هذا الاتفاق من دون إطلاع النّواب عليه ومناقشته”. ودعا النّواب إلى “التّجمّع في يوم عيد الاستقلال، 22 تشرين الثّاني، في البرلمان، لرفع الصّوت وتجديد الاستقلال الحقيقي الّذي نؤمن به ونريده ونسعى اليه، استقلال الحرّيّة والكرامة والسّيادة الّذي يجمع جميع اللّبنانيّين”.

وعن عدم اطلاع المجلس النّيابي على المسوّدة الأميركيّة، عزا عبد المسيح السّبب إلى “وجود فريق سياسي في البلد لا يأبه للفريق الآخر، وكأنّه من مستوى آخر، فالمشكلة تكمن في عدم التّناغم بين اللّبنانيّين”. واعتبر أنّ “هناك فريقًا، وهو فريق “​حزب الله​”، يسيطر على القرار السّياسي والميداني والحربي والاقتصادي والاجتماعي، ويهمّش فئة كبيرة من البلد تمثّل أكثر من نصف الشّعب اللّبناني”، مشدّدًا على “أهميّة اتخاذ القرار، فإمّا وضع كلّ هذه الأمور على حدى والعيش مع بعضنا البعض بشراكة حقيقيّة كما نصّ ​اتفاق الطائف​، وإمّا بات علينا الحديث عن مشروع آخر، باعتبار أنّه لم يكن في إمكاننا العيش في هذا الجو”.

وجدّد التّأكيد أنّ “لا اتفاق مع أي جهة ما لم يطّلع المجلس النّيابي عليه، فنحن أصحاب قرار في هذا البلد وشركاء فيه”، مضيفًا: “في حال أرادوا التّفرّد بالقرارات، فعندها يتوجّب علينا القيام بالأمر نفسه، ما سيدخل البلد في نفق مجهول. لذا يجب العودة إلى منطق المؤسّسات والشّراكة وتطبيق اتفاق الطّائف الّذي ينصّ على نزع سلاح الميليشيات كلّه في البلد، وتجسيد الشّراكة الحقيقيّة، ليكون جميع اللّبنانيّين معنيّين باتخاذ القرارات. هذا ما نسعى اليه وفحوى حديثنا مع جعجع”.

المصدر: النشرة