أخبار عاجلة

تل أبيب تصوغ مقترحاً أُحادياً مع واشنطن

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول:

لم تتوقّف تسريبات وسائل الإعلام العبرية حول إمكانية الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب على لبنان. فيما تورّط وزير الحرب الجديد يسرائيل كاتس في مواقف تسبّبت بإحراج القيادة العسكرية، معلناً أن «إسرائيل لن توافق على أي اتفاق لإنهاء الحرب لا يتضمن نزع سلاح حزب الله وانسحابه إلى ما وراء الليطاني والسماح بعودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم». وقال كاتس في أول زيارة إلى القيادة الشمالية إن حكومته «لن توقف إطلاق النار ولن تخفّض الوتيرة إذا لم تتحقق هذه الأهداف، ولا سيما حق إسرائيل في التصرف منفردة ضد أي نشاط إرهابي». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن «رئيس الأركان هرتسي هاليفي فوجئ بالهدف الذي حدّده كاتس للحرب في الشمال وهو نزع سلاح حزب الله»، ما دفع بمصادر الوزير إلى إصدار توضيحات لاحقة بأنه يقصد نزع سلاح الحزب في جنوب الليطاني فقط.

وتوجّهت صحيفة «إسرائيل اليوم» إلى كاتس بالقول إن «إعلانك النصر سابق لأوانه، فحزب الله في حالة تحدّ ويلحق بنا الخسائر»، مضيفة: «لقد أثبت حزب الله في الأسابيع الأخيرة أن بمقدوره أن يتحدّى الجبهة الداخلية المدنية وقدرات الجيش الإسرائيلي. فعقب الإعلان إياه ظهر الأحد، شهدنا الأيام الأشد في الضربات التي تلقّتها الجبهة الداخلية في منطقة حيفا، والكريوت، والشمال مع نحو 200 مقذوفة، وبعض الإصابات في الممتلكات والجرحى».

إلى ذلك، كشفت «يديعوت أحرنوت» أن إسرائيل تعمل على اتفاق أُحادي الجانب مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه «جرى التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة، ويقوم الوزير دون ديرمر بإنجاز التفاصيل الأخيرة، وأن العقبة الرئيسية ستكون بين الولايات المتحدة ولبنان. حيث لا تزال هناك تحفّظات لبنانية بشأن إعطاء الجيش الإسرائيلي حرية العمل». وأشارت الصحيفة إلى أن «روسيا لن تتدخل بنفسها في لبنان، لكنها مستعدّة لتقديم ضمانات لمنع تهريب السلاح من سوريا إلى لبنان، وتطالب في المقابل بإخراج الشركات الروسية من القائمة الأميركية السوداء. فإذا وافقت الولايات المتحدة على ذلك، فيمكن حدوث اختراق، وسيتحول هذا الاتفاق إلى وثيقة دولية، إسرائيلية – لبنانية – أميركية – روسية. وسيكون للأمم المتحدة دور من خلال قوات اليونيفل. ويعارض لبنان تغيير صلاحية قوات الأمم المتحدة، لكن يوجد إجماع بشأن ضرورة تحسين القرار 1701».

 

تصريحات كاتس جاءت فيما كان الجميع ينتظر نتائج اللقاء الأول بين الرئيسين الأميركييْن المنتخب دونالد ترامب والمنتهية ولايته جو بايدن، علماً أنه لم يخرج عن اجتماعهما أي تصريح في ما يتعلق بلبنان، لتعود الأنظار إلى الميدان الذي اشتعل أمس في جولة جديدة من التصعيد. بينما قال ترامب لاحقاً إنه «تحدّث طويلاً مع بايدن عن الشرق الأوسط». الأجواء السلبية عزّزتها لائحة التعيينات التي وضعها ترامب، ومن بينها تعيين مبعوث جديد إلى الشرق الأوسط هو المستثمر العقاري والمتبّرع لحملته الانتخابية ستيف ويتكوف بديلاً عن هوكشتين.

سياسياً، صارَ واضحاً للجميع في بيروت أن إسرائيل تريد اتفاقاً مَصوغاً مع الولايات المتحدة بمعزل عن موقف لبنان، وحدهما تل أبيب وواشنطن تقرانه ويتضمّن وثيقة تمنح حرية لإسرائيل بالعمل في حالة أيّ انتهاكات، وإما أن يقبل اللبنانيون به أو تستمر الحرب. ومن قمة الرئيسين بايدن وترامب، مروراً بلقاءاتِ الوزير ديرمر في واشنطن، ثم تصريحاتِ الموفد الرئاسي عاموس هوكشتين حيال وجود «فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف النار قريباً»، فإن القناعة الوحيدة التي تكوّنت لدى القوى السياسية في لبنان تقاطعت عند تقدير سلبي بعدم وجود أي مؤشرات إلى انتهاء الحرب قريباً، خصوصاً بعدما نشرت صحافة العدو ليل أمس، أن إسرائيل «تفكر في إقامة منطقة عازلة على الحدود مع لبنان».

ولفت موقع «كان» العبري إلى أن «المستوى السياسي سمح لجيش الكيان بتوسيع عملياته البرية قليلاً في لبنان، في نفس الوقت الذي تتم فيه جهود التسوية»، مشيرة إلى أن «إسرائيل ترى أن توقيع اتفاق مع لبنان هو مصلحة واضحة للإدارة الأميركية، لكنّ الجهود لا تزال تُبذل مع لبنان في هذا الشأن». ونقل الموقع عن مصدر إسرائيلي أنه «مع مرور كل يوم، يتعافى حزب الله من الصدمة بعد اغتيال نصرالله».

وفي موازاة التصعيد العسكري، زار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بيروت موفداً من الرئيس عبد الفتاح السيسي، حاملاً رسالة تضامن ودعم للبنان وموقفاً مزدوجاً برفْض أن يكون انتخاب رئيس للجمهورية «مشروطاً بوقف النار ولا للضغوط الخارجية في هذا الملف» وبوجوب «وقف العدوان الإسرائيلي وألا يستمرّ حتى 20 كانون الثاني موعد تسلّم ترامب وتكثيف الجهود وصولاً إلى وقف إطلاق النار حتى لا يكون هناك مجال لتوسيع رقعة العدوان وجرّ المنطقة إلى حرب شاملة»، مع وجود مخاوف من المرحلة الانتقالية الأميركية وما يمكن أن تَحمله من تطورات دراماتيكية في حال أصرّت إسرائيل على التصعيد رداً على رفض المقاومة التفاوض تحت النار أو التنازل في السياسة عن ما لا يتيح لإسرائيل أن تأخذه في الميدان.