أخبار عاجلة

البزري لـ “الديار”: إستنهاض للوحدة الوطنيّة… ونقاش عميق دون تصلب

“اللقاء النيابي السني” الذي انعقد نهاية الاسبوع الماضي، كان عفوياً ولم يخطط له، بل هو فكرة تداولها النائب الدكتور عبد الرحمن البزري مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الثلاثاء الماضي، وكان يبحث معه في جلسة صباحية، الاوضاع العامة في لبنان، بعد ان ابدى ميقاتي مخاوفه وقلقه من الوضع الدقيق والخطر الذي يمر به لبنان، والذي يشهد تجاذبات سياسية في وضع مصيري يمر به، وهذا ما قد ينعكس سلباً على الوحدة الوطنية، التي تجلت في ايواء المهجرين من المناطق التي تتعرض للقصف من العدو الاسرائيلي، بتدمير المدن والقرى وابادة الاهالي، وهو ما فعله وما زال في غزة، التي حوّل ما يقوم فيها الى لبنان، الذي لا يتحمل هذه المخاطر التي تتدحرج، كما وصف الوضع ميقاتي.

وما سمعه البزري في “صبحيته السياسية” مع ميقاتي، دفعه الى ان يقترح عليه دعوة النواب السنّة الى لقاء في السراي، للتداول بهذه المخاطر، فكان رد ميقاتي انه سيدرس الاقتراح الذي وضعه قيد التنفيذ، ودعا النواب السنة الى لقاء خارج الاعلام، وهذا ما حصل كما يقول البزري لـ”الديار”، ويرى ان اهمية عقد اللقاء انه متنوع، وان من حضروه هم من انتماءات سياسية متعددة، كما لهم مواقفهم المعلنة من كل المسائل والقضايا المطروحة، لا سيما فيما يتعلق بالحرب “الاسرائيلية” المدمرة على لبنان.

فاللقاء الذي له طابعه المذهبي، لكنه ناقش مواضيع مصيرية ووطنية، يقول البزري الذي يكشف عن انه لم يحصل في اللقاء تصلب في المواقف من النواب 22 ،الذين حضروا، واعتذر ثلاثة عن تلبية الدعوة لانها تحمل عنوانا مذهبيا وهم: حليمة قعقور وابراهيم منمينة واسامة سعد، وغاب النائبان فؤاد مخزومي وعماد الحوت. عبّر النواب عن آرائهم، ولم يحصل اي توتر سوى مداخلة من النائب اشرف ريفي رد عليه النائب جهاد الصمد، دون ان يؤثر ذلك على اللقاء، الذي كان من اهدافه استنهاض الحالة الوطنية، وتعميق الوحدة الداخلية، وان الطائفة السنية يمكنها ان تلعب هذا الدور مع المكونات الاخرى، الحريصة ايضاً على وحدة اللبنانيين.

فتمتين الجبهة الداخلية، هو ما حفّز النواب السنة على اللقاء، يقول البزري الذي اشار الى انه صودف انعقاده قبل يومين من انعقاد القمة العربية ـ الاسلامية في الرياض، التي ذهب اليها ميقاتي محصناً بموقف سني موحد، تكرس ايضاً في حضوره اجتماعا لمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى في دار الفتوى، اضافة الى توافقه مع الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط، لان العدو الاسرائيلي لا يميز في حربه على لبنان، بين المناطق والافراد والجماعات يقول البزري، الذي اشار الى ان اللقاء وهو الاول الذي جمع النواب السنة، الذين اتفقوا على عناوين وطنية من ابزرها:

1ـ حضور ميقاتي القمة العربية ـ الاسلامية بموقف موحد وقوي.

2ـ استنهاض الوحدة الوطنية.

3ـ العدوان “الاسرائيلي” لا يميز بين اللبنانيين في اعتداءاته وجرائمه.

4ـ ضرورة قيام المؤسسات الرسمية، بالرغم من ظروفها بمسؤولياتها في هذا الوضع الدقيق، لا سيما في قضية المهجرين.

5ـ كميات المساعدات التي يتلقاها لبنان لا تفي بالحاجة، وضرورة تكثيف الاتصالات مع الدول والمؤسسات العالمية، لزيادة المساعدات مع استمرار العدو في تهجيره للاهالي وقصف منازلهم ومبانيهم.

6ـ التركيز على تفعيل دور الجيش والاجهزة الامنية في ان تتواجد قرب اماكن المهجرين، لمنع حصول احتكاكات فيما بينهم، ومع محيطهم المضيف المتواجدين فيه، منعاً لوقوع احداث امنية تهدد السلم الاهلي.

فهذه العناوين التي تم التداول بها في اللقاء، فان الشق السياسي منه، حصل توافق حول بنوده التي تؤكد على الآتي:

1ـ اهمية قيام مؤسسات الدولة بدورها ولا بديل عنها.

2ـ وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701، من خلال انتشار الجيش بشكل واسع وفعّال في منطقة جنوب الليطاني.

3ـ انتخاب رئيس للجمهورية وفق ظروف ملائمة وعودة انتظام عمل المؤسسات الدستورية.

لقد انتهى “لقاء النواب السنّة” الى ايجابيات بانه اكد على الوحدة الوطنية، ويؤكد على انتماء لبنان العربي، وفق تأكيد البزري، الذي اشار ايضاً الى ان اللقاء حمّل ميقاتي موقفاً وطنياً، وهو ان لا عدو للبنان الا “اسرائيل”، التي لها سوابق في الاعتداءات على لبنان واطماع في ارضه ومياهه وثرواته، فقام العدو “الاسرائيلي” بثلاثة حروب ضد لبنان في الاعوام 1978 و1982 و2006، وخرجت قواته من لبنان في العام 2000 بالمقاومة التي حررت ارضه المحتلة.

ان “لقاء النواب السنّة”، لم يكن رسمياً، لكن كان لا بدّ منه في هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها لبنان، والحرب “الاسرائيلية” التدميرية عليه، فاكد على الثوابت الوطنية والقومية التي تتمسك بها الطائفة السنية في لبنان، التي لاقت المهجرين كاهل وابناء وطن واحد ومصير مشترك.