“ليبانون ديبايت”
بعد سنوات من الألم والمعاناة التي عاشتها الطفلة صوفي مشلب وعائلتها نتيجة خطأ طبي كارثي دمّر حياتها، ظهر الحق أخيرًا بصدور حكم قضائي يُعد سابقة في لبنان. صوفي، التي دخلت إلى مستشفى الروم الجامعي لعلاج بسيط، خرجت منه بتلف دماغي شديد بعد سلسلة من الأخطاء الطبية القاتلة. لكن ما جعل المأساة أشد قسوة هو تواطؤ نقابة الأطباء وبعض مسؤوليها في التغطية على هذه الجريمة.
القاضي المنفرد الجزائي في المتن، طارق بو نصار، أصدر حكماً يُدين نقيب الأطباء السابق ريمون صايغ ورئيسة لجنة التحقيقات السابقة كلود سمعان بجريمة إصدار تقرير كاذب حاول تبرئة الأطباء المتسببين في مأساة الطفلة. المحكمة رأت أن أفعالهما تنطبق على المادة 466 من قانون العقوبات، وفرضت عليهما تعويضًا بمليار ليرة وسنة سجن، تم استبدالها بغرامة مالية.
هذه الجريمة المزدوجة – الإهمال الطبي ثم التستر على الحقيقة – لم تكن مجرد خطأ عابر، بل خيانة للأمانة الطبية التي يفترض أن تحمي المرضى وتداوي آلامهم. هذه الإدانة تمثل اعترافًا رسميًا بالظلم الذي تعرضت له الطفلة وعائلتها، وتُعد من الأفعال الشائنة التي تفقد مرتكبيها الحق في ممارسة الطب. هذا الحكم ليس فقط انتصارًا لعائلة مشلب، بل رسالة قوية أن التلاعب بحياة الناس لن يمر بلا حساب.