نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن “حزب الله في لبنان بعيدٌ عن الإنهيار”، وذلك وفق رأي كبار القادة العسكريين في إسرائيل الذين يرون أن الضربات القاسية التي تلقاها الحزب أدت إلى تفاقم الصراع ضدّ إسرائيل.
وذكر التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ إسرائيل تمكنت من تدمير العديد من مخازن أسلحة “حزب الله”، كما استهدفت مجموعات صاروخية دقيقة، وتضيف: “في المقابل، فإن المساعدات الإقتصادية والعسكريّة الضخمة التي تقدّمها إيران والتي تقدر بـ700 مليون دولار سنوياً، تُضاف إلى المعدات العسكرية المتطورة التي تشمل من بين أمور أخرى، صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة وأنظمة دفاع جوي، وكل هذا إلى جانب قدرات أخرى يتمتع بها حزب الله”.
واعتبر التقرير أنَّ القدرة على استعادة “حزب الله” الطريق البري لجنوب لبنان والاستفادة منه خصوصاً ضمن الغابات الجبلية التي تتضمن أنفاقاً ومخابئ تحت الأرض، كلها تُشكل تحدياً مُعقداً للجيش الإسرائيلي، ويُضيف: “علاوة على ذلك، فإنّ جمع حزب الله بين مفهومه الأيديولوجي وتعزيزه السياسي العسكري ساعد في توسع نشاطه منذ تأسيسه في لبنان عام 1982 وبالتالي ترسيخ قوته ومكانته كعامل مهيمن في السياسة والاقتصاد والمجتمع اللبناني، بما في ذلك توفير خدمات الرعاية الاجتماعية والصحة والتعليم”.
ورأى التقرير أنّ “حزب الله تحول من كيان سياسي عسكري صغير إلى حزب يتمتع بموارد عسكرية وسياسية ومالية هائلة”، مشيراً إلى أنَّ “لديه أيضاً شبكة من الإتصالات الدولية مع جهات خارج لبنان منتشرة في العديد من الدول في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية”، وتابع: “يعدّ حزب الله رأس الحربة في المحور الإيراني ولاعباً إقليمياً ومؤثراً في الشرق الأوسط، كما أنه من أخطر التنظيمات حول العالم ويتحدى إسرائيل ويفرض توازن رعب ضدها”.
كذلك، قال التقرير إن “حزب الله يهدد مصانع البتروكيماويات ومفاعلات الأسلحة النووية الإسرائيلية بشكل خطير”، مشيراً إلى أنّه “لدى الحزب نحو 50 ألف مقاتل في الخدمة النظامية والإحتياط بما في ذلك وحدة الرضوان المعروفة بأهميتها الإستراتيجية وتدريبها القتالي، ناهيك عن امتلاكه صواريخ باليستية بعيدة المدى وصواريخ مدفعية قصيرة ومتوسطة المدى أيضاً”.
واعتبر التقرير أن لدى “حزب الله” معرفة تكنولوجية وهندسية هائلة قدّمتها له حكومة كوريا الشمالية والتي أتاحت له إنشاء شبكة متفرعة من المرافق السطحية والجوفية إلى جانب الأنفاق الهجومية والدفاعية التي يصلُ بعضها إلى عُمق يتراوح بين 40 و 80 متراً تحت الأرض، وأضاف: “بمعنى آخر، فإنه لدى حزب الله نظام قتالي معقد ومتطور، يفوق بعشرات الآلاف نظام حماس في قطاع غزة، ويمتد لمئات الكيلومترات، ويربط النقاط الاستراتيجية في جنوب لبنان ببيروت والبقاع”.
وأكمل: “من وجهة نظر استراتيجية واسعة، فإن هذا النظام القتالي الذي يستخدم لأغراض عسكرية ولوجستية، بما في ذلك تخزين وتهريب وإخفاء الأسلحة والمعدات وكميات كبيرة من الصواريخ، يتحدى الجيش الإسرائيلي على المستوى الاستراتيجي والهندسي والاستخباراتي اليومي”.
وتابع: “هذه البنية التحتية القتالية، التي بدأ إنشاؤها قبل نحو أربعة عقود، تملي طبيعتها الفريدة وأسلوبها القتالي، وهي مطالبة بالتكيف، خاصة في الأشهر الأخيرة، في ظل تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران. هذا الصراع متعدد الأوجه مع مجموعة من الفروع في المنطقة التابعة لإيران، ويتعلق الأمر بالتعامل مع قوة عسكرية كبيرة وقوية ومتطورة وفتاكة في ظروف ميدانية صعبة وفي بيئة النشاط الطبيعي لحزب الله”.
وأردف: “علاوة على ذلك، لا بد من الأخذ في الاعتبار تعزيز علاقات قيادة حزب الله مع روسيا التي تعمل على تعزيز حزب الله منذ سنوات وترسيخ قبضة محور المقاومة وموقع موسكو في سوريا والشرق الأوسط، مع تفاقم التوترات الأمنية الإقليمية. ويشمل ذلك، من بين أمور أخرى، تزويد التنظيم اللبناني بالطائرات من دون طيار والمعرفة والتقنيات المتقدمة. في غضون ذلك، جرى كشف اعتماد الأساليب القتالية الروسية الحديثة، التي يستخدمها الجيش الروسي في قتاله هذه الأيام في أوكرانيا، عن مدى الضعف لدى نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي. لقد تمكنت حتى الآن تلك الدفاعات من اعتراض حوالى 68% فقط من هجمات الطائرات من دون طيار التي نفذها حزب الله ضد المستوطنات في الشمال، مثل الهجوم الذي جرى تنفيذه باتجاه منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
المصدر: ترجمة “لبنان 24”