أخبار عاجلة

هل نرتكب الآن خطأ انتخاب رئيس؟!

كتب داني حداد في موقع mtv:

يستعجل البعض في لبنان إعلان “نهاية حزب الله” فيخطئ. يخطئ حزب الله أكثر حين يتحدّث بمنطق الانتصار، كأنّه في حالة إنكار. يخطئ، أيضاً، جميع من يتلهّون بأخبار رئاسة الجمهوريّة وأسماء المرشّحين. لا رئاسة. التهوا بأمر الحرب، فقط.

تكثر الاتصالات واللقاءات التي تحمل عنوان “السعي الى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة”، ومحور معظمها عين التينة والمقيم فيها، وقد بات، في ظلّ الشغور الذي اقترب من دخول عامه الثالث، المرجعيّة الأعلى في الدولة. في مقابل الأسماء التي تتسرّب من هنا أو من هناك، هناك لائحة ضيّقة من أسماء يعمل أصحابها في الكواليس، علّ الاختيار يقع على أحدهم، حين تأتي ساعة الرئاسة.
ولكنّ السؤال الذي يجب أن يُطرح هو: هل التوقيت ملائم لانتخاب رئيس؟
يُفترض بإنجاز الاستحقاق الرئاسي أن يشكّل صدمةً إيجابيّة على أكثر من صعيد، بدءاً من الوضع الاقتصادي والمالي، الى انطلاق عمليّة النهوض بالمؤسّسات من جديد، وهذا كلّه غير ممكن حاليّاً.

يعني انتخاب الرئيس، ماليّاً، تخفيض سعر صرف الدولار فوراً بنسبة تقارب العشرين في المئة من سعره الحالي، وفق مصادر مصرف لبنان، ثمّ البدء، مع تشكيل الحكومة، بتطبيق خطّة إصلاحيّة شاملة تركّز، بشكلٍ خاصّ، على الودائع. هذه الأمور كلّها غير قابلة للتحقيق الآن. حتى تشكيل الحكومة أمرٌ صعب المنال.
ويعني انتخاب الرئيس امتلاكه القدرة على المباشرة فوراً بحركة زياراتٍ خارجيّة لا توفّر دولةً بهدف مساعدة لبنان على النهوض وإعادة الإعمار وعودة الاستقرار، وهذا كلّه غير متاح في ظلّ العدوان الإسرائيلي والتغيير الوشيك في الإدارة الأميركيّة، وانتظار العرب التحوّل الذي قد يشهده الداخل اللبناني عند انتهاء الحرب…

لا نعني، في ما سبق كلّه، أنّ انتخاب الرئيس ليس أولويّةً أو بات ترفاً يمكن الاستغناء عنه. بل ما نقوله هو أنّ انتخابه اليوم يُفقد الحدث الكثير من الإيجابيّات المتوخّاة منه، إذ سينغمس الرئيس في الحرب وهو غير قادرٍ على التأثير في مسارها الذي يتحكّم به الإسرائيلي ثمّ الإيراني، بينما تحوّل لبنان الى ملعبٍ تدفع أرضيّته الثمن.
إنّ مسؤوليّة عدم انتخاب الرئيس حتى الآن تتحمّلها الطبقة السياسيّة، وخصوصاً أفرقاء فيها على رأسهم حزب الله الذي يرفض، حتى بعد اندلاع الحرب، الإفراج عن هذا الاستحقاق، وهو ما عبّر عنه نائب أمينه العام وأحد نوّابه. لذا، فإنّ المبادرات الرئاسيّة لن توصل اليوم الى أكثر من حرق أسماء.

ولكن، إن شئنا الواقعيّة، فإنّ انتخاب الرئيس لن يكون متاحاً الى أن تنتهي الحرب، وهي قد تطول أشهراً عدّة وربما أكثر، إن تداخلت فيها عوامل إقليميّة مثل المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل.
ربما هذه المرّة، استثنائيّاً، لن يكون انتخاب الرئيس في صالحنا…