“ليبانون ديبايت”
قد تكون الفرصة الأخيرة أمام جهود وقف النار التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في غزة وآموس هوكستين في لبنان، ولكنها ليست الجولة الأخيرة لبلينكن في المنطقة أو الزيارة الأخيرة لبلينكن إلى بيروت. ووفق قراءة سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبارة، فإن “المراسيل الأميركية” إلى المنطقة لن تتوقف حتى خلال الإنتخابات الرئاسية وبعدها، موضحاً أن التركيز على وقف النار بغزة في المقترح الأميركي الذي حمله بلينكن، ليس منفصلاً عن وقف النار في لبنان، إنما يأتي على أساس أن وقف النار في غزة، سينسحب حكماً على لبنان.
ويشير السفير طبارة في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إلى أن الإهتمام الأميركي بلبنان، ما زال موجوداً، مؤكداً أنها ليست الزيارة الأخيرة لبايدن أو حتى للموفد آموس هوكستين إلى المنطقة ولبنان، لأن بلينكن مستمر في موقعه حتى مطلع العام المقبل.
ورداً على سؤال مطروح حول الإستدارة الأميركية عن ملفات المنطقة والتركيز على شرق آسيا في عهد الرئيس الجديد في البيت الأبيض بعد الإنتخابات في 5 تشرين الثاني المقبل، يقول السفير طبارة إن هذه الإستدارة مطروحة دائماً في الإعلام الغربي، ولكن هذا الطرح ليس دقيقاً وغير وارد، لأن اهتمام واشنطن بالشرق الأوسط ثابت، ويعود لأسباب أساسية بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وهي إسرائيل والنفط، وهذه ليست أسباباً عابرة، ولن تتخلى واشنطن عن حماية إسرائيل أو النفط ولذلك فهذه الإستدارة غير واردة حتى لو فاز دونالد ترامب.
ومن ضمن هذا السياق، يكشف طبارة أن واشنطن تدخلت مع إسرائيل في الضربة المنتظرة ضد إيران، وطلبت منها عدم ضرب المفاعل النووي لحمايتها، وعدم ضرب منشآت نفطية في إيران لحماية النفط.
كذلك يعتبر طبارة أنه كما أن بنيامين نتنياهو يبحث عن انتصارٍ ما، فإن الرئيس جو بايدن يبحث عن إنجازٍ يختتم فيه 40 عاماً من الحياة السياسية، خصوصاً بعد النهاية المخزية جراء طريقة تعامل نتنياهو غير المشرّفة معه، إضافةً إلى تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي الأميركية.
والإنجاز الذي يبحث عنه بايدن، بحسب طبارة، هو وقف الحرب في الشرق الأوسط وفي غزة، لأن دونالد ترامب يقول إنه في عهد بايدن حصلت 3 حروب، لذلك فإن الأسابيع المقبلة، ستشهد تزخيم الجهود الأميركية لوقف الحرب في غزة وفي لبنان.