كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: في خرقٍ فاضحٍ جديد للقوانين الدولية والإنسانية، شهدت منطقة الجناح مجزرة ارتكبها العدو الإسرائيلي بعد شنه غارة على حيّ سكني في محيط مستشفى رفيق الحريري، أدت إلى سقوط 4 شهداء بينهم طفل وإصابة 24 شخصاً، في حصيلة أولية حتى منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، وسط عمليات لرفع الأنقاض والبحث عن ناجين. إلى ذلك، عاشت الضاحية الجنوبية ليلة عنيفة جرّاء موجة غارات هزّت المنطقة ومحيطها، نفذها العدو عقب سلسلة تهديدات بإخلاء المباني، ما أدّى إلى حركة نزوح كثيفة خصوصاً من منطقة الأوزاعي التي استهدفها العدو للمرة الأولى منذ بدء العدوان.
هذه الاستهدافات أتت بعد مزاعم إسرائيليّة عن وجود نفق يستخدمه “حزب الله” تحت مستشفى الساحل في منطقة حارة حريك، ما دفع وزارة الصحة إلى رفع الصوت ومناشدة المجتمع الدولي للجم جرائم الحرب التي يقوم بها العدو بحقّ الطاقم الطبي والمنشآت الطبية التي تقدم الخدمات لمجتمع يواجه ظروف الحرب العصيبة.
توازياً، اتجهت الأنظار نحو زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت والتي قد تكون الأخيرة قبيل الانتخابات الأميركية، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، حاملاً سلّة من المقترحات لوقف إطلاق النار، قائلاً إن التزام الجانبين بالقرار 1701 ليس كافياً، فيما وصف برّي اللقاء بالإيجابي معتبراً أنَّ العبرة في النتائج.
على صعيد متصل، شهدت الأوساط الداخلية جولة لأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على المسؤولين، مؤكداً أن القرار 1701 محوري وينبغي تنفيذه حرفياً وفي أسرع وقت ممكن.
مصادر مواكبة للحراك الديبلوماسي لفتت إلى وجود بعض التباين في المواقف المعلنة لجهة تطبيق القرار 1701، إذ فيما يشدد أبو الغيط على وصف القرار 1701 بالمحوري الذي يجب استعادة تنفيذه حرفياً وفي أسرع وقت ممكن وضرورة انتخاب رئيس جمهورية من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، يرى هوكشتاين أن بلاده تريد انهاء الحرب وتعمل مع لبنان واسرائيل الى صيغة تضع حداً لهذا النزاع بشكل دائم وان التزام لبنان واسرائيل بالقرار 1701 لم يعد كافياً.
المصادر تحدثت عبر “الأنباء” الإلكترونية عن رفض قاطع من الرئيسين بري وميقاتي لطلب إسرائيل بالسماح لها بإجراء دوريات أمنية داخل الاراضي اللبنانية، وكذلك عدم السماح للطيران الاسرائيلي اختراق الأجواء اللبنانية اذا ما اتفق الجانبان اللبناني والإسرائيلي على تنفيذ القرار 1701.
في السياق، أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متّى إلى أن هوكشتاين يركّز على حل طويل الأمد، وهذا لن يتم قبل الإنتخابات الأميركية التي ستجري في الخامس من تشرين الثاني المقبل، ما يشير إلى أنه لن يكون هناك وقف إطلاق نار قريب، واصفاً الزيارة بالاستكشافية أو بزيارة “رفع العتب”.
متّى توقّع في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية تصعيداً خطيراً في الفترة التي تسبق الانتخابات الأميركية، متوقفاً عند ما ذكره هوكشتاين عن تواصله مع المسؤولين اللبنانيين ومطالبتهم بتطبيق القرار 1701، ورأى أن ما كان يقبل به نتنياهو قبل سنة لم يعد يقبل به اليوم، فالأمور اختلفت وهو يعيش نشوة الانتصار الذي حققه في حرب غزة واغتيال يحي السنوار، بالإضافة إلى ما يقوم به في لبنان منذ منتصف أيلول، خاصة وأن الإدارة الأميركية توفّر له كل ما يحتاجه من دعم مالي وعسكري.
من جهة ثانية، تتجه الأنظار اليوم إلى الجلسة النيابية التي دعا إليها الرئيس نبيه بري، من أجل تجديد المطبخ التشريعي، من خلال انتخاب هيئة مكتب المجلس وتحديث اللجان. والتي ستكون فرصة للقاء مختلف الكتل النيابية والقوى السياسية والتباحث في التطورات الأخيرة وربما تعزز مساحات التلاقي بين الجميع.
إذاً، الجنون الإسرائيليّ يواصل حربه على المدنيين تحت ذرائع مختلفة في استباحةٍ فاضحة للقوانين الدولية وعلى مرأى من المجتمع الدولي الذي لا يزال يلتزم الصمت على وقع المجازر الإسرائيليّة المتمادية، ما يتطلب موقفاً صريحاً وقرارات تترجم على أرض الواقع لوقف الحرب والحدّ من العدوان الغاشم على لبنان.