وجهت وزارة العدل الأميركية، يوم الجمعة، اتهامات ضد الشقيقين السودانيين أحمد (22 عامًا) وعلاء (27 عامًا) عمر، لدورهم في قيادة هجمات سيبرانية شديدة الخطورة على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، أثناء هجوم حماس.
وفقًا للائحة الاتهام المقدمة في كاليفورنيا، قاد الشقيقان مجموعة قرصنة سيبرانية تُعرف باسم “أنونيموس سودان”، والتي صنفها مكتب المدعي العام الأميركي كـ”أخطر مجموعة سيبرانية في العالم.”
وبحسب لائحة الاتهام، فقد تسببت الهجمات السيبرانية في تعطيل أنظمة الإنذار الحيوية في إسرائيل، التي تقدم إشعارات فورية حول الهجمات الصاروخية والتسللات، واستمرت الهجمات حتى التاسع من تشرين الأول، مما أدى إلى “تعطيل الأنظمة خلال لحظات حرجة”.
وأفادت وزارة العدل الأميركية أن “الهجمات استهدفت أيضًا نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”، في محاولة لإضعاف قدراته أثناء الهجمات، مما أثر على الدفاعات الإسرائيلية”.
وأعلنت، في السابع من تشرين الأول، مجموعة “أنونيموس سودان” عبر قناتها على تطبيق “تلغرام”، أنها “تستهدف عدة نقاط حيوية في أنظمة الإنذار الإسرائيلية”، معبرة عن تضامنها مع “المقاومة الفلسطينية”.
بالإضافة إلى ذلك، يُتهم الشقيقان أيضًا بشن هجمات على موقع “جيروزاليم بوست”، حيث تسببوا في تعطيل الموقع لمدة 50 ساعة متواصلة، إلى جانب حذف محتوى من الموقع.
وصرحت الصحيفة بأن “جيروزاليم بوست تعرضت لهجمات سيبرانية متكررة أدت إلى تعطل الموقع”، كما شملت الأهداف الأخرى مواقع حيوية مثل شركة الكهرباء الإسرائيلية وشركة المياه الوطنية “مكوروت”.
وتُشير لائحة الاتهام إلى أن “الهجمات ضد إسرائيل بدأت قبل السابع من تشرين الأول، إذ قامت مجموعة “أنونيموس سودان” في وقت سابق من العام بشن هجمات على مقدمي خدمات للجيش الإسرائيلي والمحكمة العليا”.
وفي أيار 2023، استهدفت المجموعة نظام “القبة الحديدية” خلال إطلاق الصواريخ من غزة، مدعية أن “الهجوم تسبب في فشل النظام في اعتراض عدد من الصواريخ”.
ومن بين 22 صاروخًا أطلقت من غزة، اعترضت “القبة الحديدية” أربعة فقط، بينما سقط 16 صاروخًا في مناطق مفتوحة وأصاب صاروخان مناطق حضرية، ووفقًا للبيانات العسكرية، بلغ معدل نجاح النظام في ذلك اليوم حوالي 71%، مقارنةً بنسبة 90-95% المعتادة.
وأوضحت قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) أن “الحادثة قيد التحقيق، وأرجعت السبب إلى العدد الكبير من الصواريخ المطلقة”.
وأعلنت مجموعة “أنونيموس سودان” مسؤوليتها عن “الأداء الضعيف للقبة الحديدية في ذلك اليوم”، مشيرة عبر قناتها على “تلغرام” إلى أن “الهجوم كان واحدًا من أسباب الأداء السيئ للقبة الحديدية”.
وأرسلت المجموعة رسالة تحذيرية في تلك الفترة قائلة: “نحن نلعب مع إسرائيل مرة أخرى، الهجمات الكبيرة ستأتي عند حدوث هجوم صاروخي من غزة”.
ومع ذلك، لم توضح لائحة الاتهام ما إذا كان الشقيقان على علم أو نسقا مع حماس بشأن هجوم السابع من تشرين الأول.
وهاجمت المجموعة، في نيسان من العام نفسه، مواقع جامعات إسرائيلية، مما أدى إلى “تعطلها لعدة ساعات”، وكان أسلوب الهجوم مشابهًا لما ورد في لائحة الاتهام الأميركية، حيث تم تنفيذ هجوم “DDoS” الذي يغمر الخوادم بأوامر تؤدي إلى تعطيلها، وفي ذلك الوقت، علقت المجموعة عبر قناتها على “تلغرام” بأن “قطاع التعليم في إسرائيل انهار بسبب ما فعله الإسرائيليون في فلسطين”.
وفي شباط، استهدف الشقيقان أنظمة الكمبيوتر الخاصة بمستشفى سيدار-سيناي في لوس أنجلوس، مما أجبر خدمات الطوارئ على “تحويل المرضى إلى مستشفيات أخرى مؤقتًا”، وفقًا للائحة الاتهام، وأوضح الشقيقان أن “هذا الهجوم كان انتقامًا من القصف الإسرائيلي للمستشفيات في غزة”.
وتم اعتقال الشقيقين في موقع لم يُعلن عنه، وهما يخضعان حاليًا للتحقيق من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بينما ينتظران المزيد من الإجراءات، ولم يتضح بعد موعد أو إمكانية تسليمهما إلى الولايات المتحدة، ووفقًا للائحة الاتهام، يواجه أحمد عمر عقوبة السجن مدى الحياة إذا ثبتت إدانته، بينما يواجه علاء عمر عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات.
وتوضح لائحة الاتهام أن “الشقيقين استهدفا تعطيل حياة ملايين الإسرائيليين خلال أزمة حادة، من خلال تقويض الخدمات الأساسية التي تؤثر على المدنيين أثناء الحرب”،كما تشمل الاتهامات أفعالًا ضد الولايات المتحدة والدنمارك وفرنسا والسويد.
ورأت النيابة العامة أن “أفعالهم كانت مدمرة للغاية وتهدد حياة الآخرين إلى درجة السعي لفرض أقصى عقوبة، وهي السجن مدى الحياة، لأول مرة في جرائم سيبرانية”.
المصدر: ليبانون ديبايت