كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv
لا تُفرِّق الغارات الاسرائيليّة العنيفة في البقاع بين البشر والحجر، حتى السيّارات وحافلات المُساعدات نالت نصيبها من الاستهداف. قرى بالكامل سوّيت بالأرض في محافظة باتت مُحاصرة إنسانيّاً وكلُّ شيء فيها مهدّد حتى الآثار!
قلعةُ بعلبك الشّاهدة على عظمة الامبراطوريّة الرومانيّة، باتت شاهدة اليوم على حربٍ شنيعة هدفها تدمير البقاع بكلّ ما ومن فيه. يتحدّثُ محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر عن وجود “خطرٍ كبيرٍ على قلعة بعلبك جراء القصف الاسرائيليّ”، ويقول في مقابلة مع موقع mtv: “تواصلتُ مع وزير الثقافة محمّد وسام المرتضى لوضع شارة زرقاء كبيرة على القلعة تُشاهَد من السّماء بهدف حمايتها، ولكنّه اعتبر أنّ هذه الخطوة قد لا تحمي الموقع”، مشيراً الى أنّه “أُرسِل كتابٌ عبر الوزارة الى منظمة اليونسكو يَطلبُ منها التدخّل لحماية الآثار المُدرجة على قائمة التراث العالمي ومن بينها قلعة بعلبك، وطُلِب منها إرسال مبلغ 100 ألف دولار لمكتب بيروت لصرفه على هذه الغاية عبر إمّا إقفال المواقع المهدّدة بعوائق أو نقل بعض الآثار الى مناطق آمنة وغيرها من الخطوات اللازمة”.
ويُضيف خضر: “من جهتنا، طلبنا تشديد حراسة القلعة والاجراءات الأمنيّة حولها، والدخول إليها ممنوع مطلقاً، وتمّ تفتيشها بالكامل وهي خالية تماماً من الناس، وبالتالي لا تشكّل أي هدفٍ لإسرائيل، ولكن لا نملك أيّ ضمانات حتّى الآن تحمي الآثار في المحافظة”، لافتاً الى أنّ “الوضع سيء جدّاً في بعلبك-الهرمل خصوصاً من الناحية الإنسانيّة، فالمساعدات التي تصل لا تكفي، وإسرائيل استهدفت عمداً قافلة المُساعدات منذ أيّام في بلدة العين بالإضافة الى استهداف طريق عيناتا-الأرز، ونعتبرُ ما حصل رسالة هدفها عرقلة مساعدة أهالي المحافظة، وأمام هذا الواقع طلبنا إرسال كميّات كبيرة من المُساعدات والمواد الغذائيّة لتخزينها في المناطق الآمنة خوفاً من اشتداد الحرب والحصار”.
وفي الختام، يعتبرُ خضر أنّ “أهالي المحافظة لا يوصلون أصواتهم بما يكفي، والمطلوب تغطية آثار الحرب في البقاع بصورة أكبر لأنّ الدّمار هائلٌ والمعاناة كبيرة جدّاً”.