أخبار عاجلة

القمة الروحية ترسّخ ردّ العدوان: وقف النار ورئيس للجمهورية فوراً

كتبت صحيفة “اللواء”: من قمة بكركي الروحية المسيحية – الاسلامية التي اعتبرت ان «العدوان الاسرائيلي الهمجي على لبنان يطال كل لبنان، وينال من كرامة وعزة كل اللبنانيين»، وان الوحدة والتمسك بالارض تجعل اللبنانيين قادرين على «رد العدو على اعقابه»، الى ملحمة المواجهة عند مثلث القوزح – عيتا الشعب – راميا التي ادت الى ما يمكن وصفه «بمقتلة كاملة» لوحدة تضم العشرات من جنود ايغوز، اذ اعترف الاعلام الاسرائيلي بمقتل 7 جنود وتسجيل اكثر من 30 اصابة، في وقت كانت فيه مستعمرة شلومي تحترق وغيرها من مستوطنات الشمال امتداداً الى صفد وشمال حيفا بفعل «صواريخ المقاومة» الدقيقة.

الى الجهود المستمرة لملء الفراغ الرئاسي، والتنسيق من اجل نجاح مؤتمر باريس حول لبنان، الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في 24 الجاري، يمكن التأكيد ان لبنان الذي يرغب بوقف النار الآن، وليس غداً، ليس بوارد رفع «الراية البيضاء» امام هول المجازر المتنقلة من قانا الى النبطية، فرياق، فبلدات بعلبك والهرمل، ناهيك عن احياء الضاحية الجنوبية.

ورسخت القمة الروحية اسس الصمود والتضامن «لرد العدو الى اعقابه» وان الحلول ترتكز على التمسك بالدستور واتفاق الطائف.

وطالبت القمة بالبيان الجامع الذي تلاه المطران انطوان عكر «مجلس الامن الدولي الى الانعقاد فوراً لاتخاذ القرار الحاسم لوقف اطلاق النار وايقاف المجزرة الانسانية بحق لبنان».

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحراك المحلي الذي يقوم به عدد من الأفرقاء يحمل عنوانا واحدا وهو كيفية الوصول إلى التهدئة ومنع الفتنة وتحدثت عن أولوية وقف إطلاق النار مشيرة إلى التحرك الجدي الذي يقوم به النائب السابق وليد جنبلاط في هذا السياق وكلامه عن العودة إلى اتفاق الطائف.

ورأت هذه المصادر أن هذا الموقف الذي يكرره جنبلاط المقصود منه التسلح ببنود هذا الأتفاق من أجل التقدم بالدولة.

اما رئاسيا، فأعتبرت ان ما من بوادر جديدة، لأن ما من مؤشرات جديدة في ظل غياب التفاهم وانقسام الرأي بشأن أولوية الأنتخاب أو أولوية وقف إطلاق النار.

ودعا بيان القمة الروحية الى الشروع فوراً بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي 1701 كاملاً، بما يتضمن من دعم للجيش اللبناني وتعزيز امكانياته وقدراته للدفاع عن لبنان، وتأكيد انتشاره الواسع في منطقة جنوب الليطاني وفي مختلف المناطق اللبنانية.

كما دعت القمة مجلس الامن الى «الانعقاد فوراً ودون تلكؤ لاتخاذ القرار الحاسم لوقف اطلاق النار، ولايقاف المجزرة الانسانية التي ترتكب بحق لبنان الذي يشكل نموذجاً رائعاً في هذا الشرق لاعلاء قيم الحق والمساواة والعدالة والتسامح والانفتاح والعيش المشترك السلمي البناء بين اتباع الشرائع الدينية والثقافات، وهو الذي وصفه البابا يوحنا بولس الثاني بأنه رسالة سلام ومحبة».

ودعا اللبنانيين الى التضحية من اجل انقاذ لبنان بتعزيز الثقة والتعاون لتبقى وحدة الشعب اللبناني السلاح الأمضى في الدفاع عن لبنان، واعادة تكوين المؤسسات والشروع فوراً بانتخاب رئيس للجمهورية، وشكر اللبنانيين على المبادرات الطيبة التي عبروا عنها في جميع المناطق اللبنانية، والتوجه الى شكر الدول العربية والصديقة لجهة المبادرات الطيبة وتقديمها الدعم السياسي والعون المادي والطبي والغذائي، وشكر الامم المتحدة على دورها..

وكانت القمة الروحية انعقدت في بكركي، بدعوة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطف دريان ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، وبطريرك الروم الارذكس البطريرك يوحنا العاشر يازجي، شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سايم ابو المنى، وبطريرك الكاثوليك جوزيف العبسي ممثلاً بالمطران جورج بعقوني، وبطريرك الارمن آرام الاول كيشيشيان ممثلاً بالمطران شاهيه بانوسيان، وبطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يونان ممثلاً بالمطران شارل مراد، وبطريرك السريان الاثوذكس مار اغناطوس افرام الثاني ممثلاً بالمطران بولس سفر، ورئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور، ورئيس المجمع الاعلى للطائفة الانجيلية القس جوزيف قصار، ورئيس الطائفة الكلدانية المطران ميشال قصرجي، ورئيس الطائفة الاشورية المتروبوليت مار ييلس زيا ممثلاً بالارشمندريت كوركيس توما، ورئيس الطائفة القبطية الارثوذكسية القمَّص اندراوس الانطوني.

الحراك السياسي

اما سياسيا فلم يُسجل اي تقدم يُذكر في المساعي، لكن علمت «اللواء» من مصادر معنية عن قرب باللقاءات التي تحصل ان هناك عملاً مشتركاً بين الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد نبلاط ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وتكتل الاعتدال الوطني على خطي وقف الحرب في الجنوب وانتخاب رئيس للجمهورية. وقالت المصادر: بالنسبة لوقف الحرب، هناك تفاهم على مسعى يقوم على ان الحل يكون بنطبيق القرار 1701 من جانبي الحدود بالتوازي.

وبالنسبة للرئاسة، قالت المصادر: يهدف المسعى الى الوصول الى سلة اسماء توافقية لمرشحين للرئاسة وتوفير نصاب الثلثين (86 نائباً) في جلسة الانتخاب بشكل دائمن وإشراك كل القوى السياسية إن امكن بالحل من دون استثناء احد.وتعقد جلسات انتخابية وفق منطوق الدستور فإما ينتخب رئيس بالأغلبية واما تذهب الامور الى الجلسات التالية الانتخاب بـ 68 صوتاً اذا لم تتوافر اغلبية، ولكنهذا الخيار غير مستحب ومستبعد.

وحول المسعى الدول لتطبيق القرار 1701، قالت المصادر: الجميع ينتظر مؤتمر باريس الخاص بلبنان في 24 الشهر الحالي، والذي يليه مؤتمر في 28 منه في روما للدول الصناعية الكبرى ويتم التطرق فيه للوضع اللبناني.

واستمرت مواقف المسؤولين تؤكد التزام لبنان بتنفيذ القرار 1701 بالتوازي من جانبي الحدود كماقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.الذي استقبل مساء امس، سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو الذي قال: جئت للقاء الرئيس ميقاتي من أجل توجيه دعوة رسمية له للمشاركة في مؤتمر باريس من اجل لبنان الذي سيعقد في 24 تشرين الحالي، والذي سنبحث فيه الاوضاع التي يعيشها لبنان حاليا، وضرورة أن تساند المجموعة الدولية الجهود الإنسانية لدعم لبنان، والمراحل المقبلة، وكيف يمكننا المساعدة في تقوية الدولة اللبنانية من خلال القوات المسلحة اللبنانية. وسيكون المؤتمر مهما وسيرأسه رئيس الجمهورية الفرنسية ويشارك فيه العديد من الدول لدعم لبنان في هذه الاوضاع الصعبة جدا.

وردا على سؤال عن رأيه في مسار الأوضاع الحالية في لبنان قال: ما يحصل غير مقبول، ونحن نستمر بطلب وقف لاطلاق النار، وبعد جهودنا في نيويورك نود التذكير بأن فكرة وقف إطلاق النار لم تمت وسنستمر بالعمل عليها.

فيما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره، ان الاميركي ما زال يتبنّى الموقف الاسرائيلي حتى النهاية على الرغم من لهجة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الدبلوماسية، واليوم لا تطور في الموقف الاميركي سواء عبر بلينكن او المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين. واكد بان الرهان اليوم على الدور الفرنسي والقطري والميدان، حيث تسعى باريس والدوحة لصياغة قرار لوقف اطلاق النار.

وقال بري: ان جنوداً اسرائيليين دخلوا اليوم (امس) الى ثلاث قرى حدودية والتَقطوا الصورة التَذكارية وانسحبوا.

جولة جنبلاط

ومساء قام الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بزيارة الرئيسين بري وميقاتي.وقال من عين التينة: إجتمعنا في 2 تشرين الأول في هذا الصرح وكان لنا والرئيس بري والرئيس ميقاتي وكنت معهما بصفة صديق وحليف، وكان لنا الموقف الواضح وقف إطلاق النار، إنتخاب رئيس وفاقي قلنا وفاقي حتى لو لم يقف إطلاق النار لكن الهدف الأساسي وقف اطلاق النار وإنتخاب رئيس وفاقي، ثم الدعوة والشكر على الوحدة الوطنية التي جرت وهي ستبقى ولا زلنا على هذا الموقف.

وأضاف : ومهما صدرت مواقف متباينة وغير مؤيدة لكن نحن نقبل بالحوار وطبعاً وقف اطلاق النار على قاعدة القرار 1701 وتسليم الجيش الأمن في الجنوب اللبناني.

ورداً على سؤال حول ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي عن التفاوض تحت النار وهل هناك من قنوات إتصال دولية ؟

اجاب جنبلاط : هذا المنطق خاطئ فكيف نتفاوض ومن سيتفاوض الدولة اللبنانية والاعتداء على كل الشعب اللبناني ؟ هذا إختراع جديد في السياسه الدولية

وبعد زيارة ميقاتي قال جنبلاط: اركز على نقطة واحدة واساسية، وقد لفت دولة الرئيس ميقاتي النظر اليها وهي تخرجنا من كل هذا السجال العقيم احيانا بشأن

القرارين 1559 او 1680. إن وثيقة الطائف واضحة جدا وتقول ببسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، واتمنى ان نعود اليها ونتمسك بها طبعا، وهي أيضا تشتمل في ما تشتمل على تأكيد «اتفاق الهدنة» الذي وضع بين دولة لبنان ودولة إسرائيل عام1949 والهدنة هي حرب معلنة، مع وقف التنفيذ. انه جد مهم أن نعود إلى اتفاق الطائف ونخرج من بعض التفاصيل التي تشكل خلافا داخليا نحن بغنى عنه.

شكوى

دبلوماسياً، اعلنت الخارجية الفرنسية ان الدول الأوروبية ستبقى ملتزمة باليونيفيل في لبنان، تم تقديم شكوى جديدة الى مجلس الأمن بشأن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان خلال الفترة من 3 ولغاية 14 تشرين الأول 2024. أدان لبنان استمرار اسرائيل في خرقها للسيادته بحراً وبراً وجواً، واستهدافها مراكز الجيش اللبناني، وهيئات الإسعاف والاغاثة، والمدنيين غير المشاركين في الأعمال الحربية بقصف عشوائي للمدن والقرى، على غرار ما حصل في بلدة أيطو ومنطقتي النويري ورأس النبع وغيرها من المناطق، حيث سقط مئات القتلى والجرحى من المدنيين. إضافة الى استهدافها محطات نقل المياه، ومعبر المصنع الحدودي، وشنّها غارات على محيط قلعة بعلبك المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وعلى سوق النبطية التاريخي. كما ادان لبنان إنتهاج إسرائيل سياسة التصفية والاغتيالات الممنهجة عبر الغارات الجوية المباغتة في المدن والقرى والأحياء المأهولة بالسكان، دون أي اكتراث بحياة المدنيين.

الموقف من اسرائيل

ومن اسرائيل، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان اسرائيل لن تتوقف عن قتال حزب لله قبل ان تعيد بشكل آمن مواطنيها الى منازلهم قرب الحدود اللبنانية، وقال: اي مفاوضات لوقف اطلاق النارس تجري «تحت النار».

معاريف: هل ستنهار اسرائيل؟

وقالت «معاريف» الاسرائيلية ان الولايات المتحدة بعد مرور ثلاثة اسابيع من بدء العملية البرية وضعت قيوداً لاسرائيل، فجيشها ممنوع من مواصلة هجماته على بيروت، كما انه ممنوع من ضرب البنية التحتية للطاقة وشبكات المياه والطرق والمطار والموانئ البحرية في لبنان.

وتحدثت عن قيوداً داخلية تتعلق بالتسلح الصاروخي، على ان يكون الجيش الاسرائيلي مطالباً بالتعامل مع الهجمات بكمية محدودة من الصواريخ التي سيتم اطلاقها على اسرائيل من 6 مناطق قتالية من بينها لبنان والعراق واليمن وغزة.

وتساءل التقرير: هل ستنهار اسرائيل في صراع لا ينتهي على كل الجهات.

الموقف الاميركي

واعلن البيت الابيض على لسان الناطقة باسمه كارين جان بيير ان الولايات المتحدة ابلغت اسرائيل بمعارضتها للضربات شبه اليومية في المناطق المكتظة بالسكان في بيروت، وبضرورة ان تنفذ عملياتها بطريقة لا تهدد ارواح المدنيين.

ورداً على سؤال عن ضربة اسرائيلية على قرية لبنانية، قالت واشنطن: لا نريد تدمير قرى بأكملها ومنازل المدنيين.

واشارت الى ان واشنطن تريد «ان ينتخب اللبنانيون رئيساً لبلدهم».

الوضع الميداني

ميدانياً، اسقطت اسرائيل بغاراتها الصباحية على حارة حريك في الضاحية الجنوبية ما يسمى بـ«هدنة بيروت» غير المعلنة، وبقيت طائرات الاستطلاع المعادية (M.K) والمسيرات «ترن» في سماء العاصمة والضواحي، طوال النهار والليل، وكأن ضواحي العاصمة عادت هدفاً لاستهدافات العدو.

وفي محصلة اخيرة للمجزرة على مدينة النبطية، التي وقعت صباحاً، وادت الى استشهاد رئيس البلدية د. احمد كحيل وبعض اعضاء المجلس البلدي ان عدد الشهداء وصل الى 16 شهيداً و52 جريحاً، وادان الرئيس يمقاتي العدوان على مدنية النبطية، وتساءل ماذا ينفع بعد اللجوء الى مجلس الامن؟

وقالت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت إنه يتعين «حماية المدنيين في جميع الأوقات». وأفادت في بيان تعليقا على الهجوم على النبطية بأن «انتهاكات القانون الإنساني الدولي غير مقبولة على الإطلاق». وأضافت «يتعين حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في الأوقات كافة»، معتبرة أنه «حان الوقت لأن توقف الأطراف المعنية كافة إطلاق النار فورا وتفتح الباب أمام الحلول الديبلوماسية».

وفي التطورات الميدانية، قالت القناة 13 العبرية: تم إخلاء 44 جندياً الى رمبام في حيفا، و5 الى بينلسون، والحديث عن وقوع قوة كبيرة من الجيش الاسرائيلي في كمين اثناء وقوع اشتباكات ضارية مع حزب لله. كما افيد ان قوات العدو اطلقت ستارا كثيفا من القنابل الدخانية لسحب القتلى والجرحى

وافيد مساء عن ارتفاع كبير في وتيرة المواجهات بين رب ثلاثين ومركبا، وقصف مدفعي عنيف وغارات جوية تغطي بلدات عديسة والطيبة ورب ثلاثين ومركبا وحولا، وفي القطاع الغربي اصوات الانفجارات والغارات الجوية لم تهدأ وغطت عيتا الشعب ورامية والقوزح. وتصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية في وحدات الدفاع الجوي، لمسيرتين إسرائيليتين في أجواء الجنوب بصواريخ أرضجو فأجبرتا على التراجع ومغادرة الأجواء اللبنانية.كما قصفت المقاومة مساءً تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في وادي هونين بصلية صاروخية. وقد استهدف هجوم كبير بالمسيرات الجليل الغربي وصفارات الإنذار لم تتوقف.