تحقيق حنان نداف
وطنية – صيدا – على ” شباك ” في غرفة صغيرة في احد مراكز النزوح في صيدا يقضي الشاب انس الاحمد (٢١ عاما ) اوقات نزوحه الطويلة ممددا على سرير بعدما أصيب بحادث سير تسبب له بكسور في وركه أقعدته منذ نحو شهر جراء سقوط غارة معادية اثناء قيادته سيارته في محلة القاسمية قضاء صور ، هو الذي اضطر في وقت سابق الى النزوح من بلدته البستان الحدودية إلى قضاء صور ومنها إلى مدينة صيدا اخيرا بعد تطور الاحداث.
يقول أنس : “هُجّرنا من بلدتنا منذ بداية الاحداث في تشرين الاول من العام الماضي وانتقلنا إلى قضاء صور وبعد تطور الاحداث كنت أقود السيارة تزامنا مع غارة اسرائيلية على جانب الطريق .ومن شدة الصوت والدخان الذي غطى المكان اربكني المشهد واصطدمت سيارتي بعمود ما أدى إلى إصابتي بكسرين في الورك”.
يكمل حديثه وفي عينيه بريق استعادة المشهد : “رحلة النزوح الثانية كانت الاصعب حيث انتقلت مع افراد عائلتي المؤلفة من 12 فردا تحت القصف وانا مصاب حتى وصلنا إلى صيدا فكان الوجع مضاعفًا “.
تمر فترة صمت قصيرة يذهب بها أنس إلى وجع اللحظة قبل أن أسأله كيف تمضي وقتك الان ؟ يلقي بنظره إلى “الشباك” المجاور لسريره ويقول لي : من هنا أطل على هذا العالم البائس اعتدت اصوات السيارات والمارة . الحمدلله عائلتي بجانبي لا احد يتركني ويحاولون التخفيف عني طوال الوقت” .
وتقاطع الحديث والدة انس وتقول : “الحمدلله اهل الخير لم يتركونا استطعنا تأمين السرير له مع ( فرشة مياه ) وكل عشرة ايام لديه مراجعة في المستشفى لاجراء الصور الشعاعية اللازمة لمتابعة حالته وشباب الإسعافات يساعدوننا في نقله. مع المسكنات وادوية تسييل الدم والمتابعة ان شاء الله يعود افضل مما كان .
سألته :ماذا تتمنى الآن ؟ أجابني من دون تردد :” العودة إلى ارضي وبلدتي وإيماني كبير أننا سنعود”.
يطلّ أنس برأسه على “الشباك ” المجاور وكأنه يطلّ به على أحلامه اللاجئة هناك حيث تركها مع البيت والأرض.. تركها هناك على الحدود في الجنوب !!