أخبار عاجلة

النزوح السوري “عبء” إضافي في الحرب.. هل تفعل الحرب ما عجزت عنه السلطة السياسيّة والمنظمات الدولية؟

الى جانب العدوان الإسرائيلي اليومي ومخلفاته من قتل ودمار وتهجير، يواجه لبنان تحديا داخليا يتمثل بأزمة النزوح المتعدد الأوجه من المخيمات الفلسطينية او النازحين السوريين المنتشرين على كل الأراضي اللبنانية، إضافة الى النازحين اللبنانيين الذين تهجروا من مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، بسبب الاعتداءات والظروف الاقتصادية والأمنية .

هذا الخليط من النزوح يهدد بقنبلة اجتماعية واقتصادية، إذا لم يحصل التعامل الموضوعي والجدي معها بسبب الضغوط وتهجير نصف سكان لبنان، زائد السوريين المقيمين في المناطق، وقد أظهرت المعطيات ان الأولوية من قبل الدولة والجهات المعنية بملف الإغاثة والهيئات الصحية هي للمواطنين اللبنانيين.

ومع ان وضع النازحين السوريين مأسوي، اذ يبيت عدد منهم في العراء، إلا ان حركة النزوح السوري متواضعة ولم تسجل الا عودة اقل من مئتي نازح سوري، مقابل نصفهم من الوافدين اللبنانيين الى سوريا.

وعليه، فان أعداد النازحين السوريين الذين غادروا لبنان بسبب الحرب لم يصل بعد الى مستوى الأزمة المتوقعة من بقائهم، حيث يتريث القسم الأكبر من السوريين في لبنان باتخاذ قرار العودة لأسباب اقتصادية واجتماعية، وهذا الأمر من شأنه ان يضيف أزمات خانقة على أزمة الحرب والمواطنين، الذين نزحوا من قراهم وبلداتهم المدمرة أصلا.

من هنا، تتخوف مصادر مطلعة من انفلاش الأزمة بعد وقت قصير بسبب تقدم الحرب والعمليات القتالية، فيما سجل سابقا الاستسلام اللبناني في التعامل مع هذا الملف الخطر. فالحكومة وضعت خططا بقيت من دون تطبيق، وهذا الوضع يترافق مع الوضع الاجتماعي السيىء للسوريين، بعد المعلومات عن تقليص الدعم الدولي للنازحين في محالات الصحة والتعليم ومع تبدل الموقف بمساعدة لبنان.

يذكر ان ملف النزوح السوري شهد تقلبات كثيرة، فقبل اشتداد الاعتداءات “الاسرائيلية” اقفل الملف على جدل عقيم حول تسليم الداتا بين مفوضية اللاجئين وجهات حكومية، انتهت الى قرار اتخذ بتشكيل داتا خاصة من قبل الامن العام لضبط النزوح. وكان الملف شهد اشتباكات على خلفية رفض المفوضية تسليم لبنان داتا النزوح كاملة، فبرز تهديد او توجه لدى المفوضية لاجراءات تقشف مالي، وتخفيض موازنتها لتخفيف الدعم المالي للنازحين .

ملف النزوح شهد نزاعا طويلا بين لبنان الرسمي والمفوضية الأوروبية، فالأزمة نشأت بعد الحرب السورية بتجاهل المفوضية لمطالب لبنان، والانحياز الى تنفيذ قرارات ورغبة الدول الاوروبية على حساب الدولة اللبنانية، فما كان يهم الغرب فقط هو منع انتقال النازحين الى أوروبا.

المفارقة اليوم كما تقول المصادر ان النازحين لا يبدون رغبة بالعودة الى بلادهم رغم مخاطر الحرب، الا قلة وقعت تحت ضغط الحرب، فلبنان أصلا لم يعد يحتمل عدد النازحين المقيمين على أرضه ، فهناك أكثر من مليوني ونصف سوري وفق الاحصاءات التقريبية، وهي نسبة كبيرة مقارنة مع عدد سكان لبنان. واندلاع حرب واسعة يطرح اشكالية كبيرة في تأمين الغذاء والمحروقات والاستشفاء، ولفت مؤخرا بيان المستشفيات عدم علاج مصابي الحرب من النازحين السوريين على عاتق وزارة الصحة، فلبنان يعاني الحرب ومن أزمات حادة على كافة المستويات، ولا يحتمل اي خضة يتسبب بها ضغط ملف النزوح السوري. وثمة من يسأل عن ضمانات تمنع انفجار الأزمة اليوم، وهي كانت متوقعة اصلا في ظل تقاعس المنظمات الدولية وتشجيعها بقاء النازحين السوريين. والسؤال المطروح اليوم هل تحقق الحرب ما عجزت عنه السلطة السياسية، وما خططت لها المنظمات؟

 

المصدر: الديار